الحمد لله على أن بلغنا هذا الشهر العظيم .. لننعم بالخير الوفير .. ها نحن


نستقبله و معنا من معنا ممن كتب الله لهم الحياة .. و فقدنا من فقدنا من


الأحبة الذين ينعمون بإذن الله بالراحة و السلام ..


ترى ما الذي حصدناه بعد مراجعة لكشف حساباتنا للعام الماضي .. فنحن في


أمس الحاجة في هذه الأيام الجليلة .. و نحن نستقبل هذا الزائر العزيز في


نفوس كل المسلمين في كل بقاع العالم .. أن نصحح و نعدل جدول حياتنا ..


و نستفيد من أخطائنا .. و نتعظ و نتلافاها .. و أن نطلب من الله العفو عن ما


اقترفناه في حق أنفسنا .. و في حق كل من حولنا .. فما أكرمه من ضيف


تمضي زيارته لنا بسرعة البرق ..


تمر الثلاثون يوما من رمضان بما فيها من ليالي الخير و البركة .. فلا نشعر بها


من فرط حبنا و تمسكنا به .. فعلينا أن نستقبله أفضل استقبال .. و نستعد له


في كل الأوقات .. فلا نفوت على أنفسنا هذه الفرصة .. ونحرم أجر هذه الليالي


المعدودة .. فهي ليالي مباركة .. فيها ليلة خير من ألف شهر .. فأبواب التوبة


مفتوحة .. فلا تلهينا مشاغلنا عن طاعة الله و قراءة القرآن .. و الدعاء و التطهر


و طلب المغفرة و الرحمة من الله .. فهو شهر وحيد في فضله .. عظيم في


أجره .. فالملائكة تستغفر للصائمين حتى يفطروا ..


نحن في شهر .. السعيد منا من أدركه .. فعلينا أن نسرع و نتسامح مع من


أسأنا إليهم .. و نصل من قطعناهم .. و نرحم من ظلمانهم .. ونغفر لمن ظلمونا


و نعطي من حرمناهم .. لنتزود بكل ما هو كفيل .. بأن يخفف علينا حسابنا ..


ويثقل ميزان حسناتنا .. فلعلنا لا نلحق في العام القادم .. فالأجور عظيمة ..


و كيف لا و هو شهر أوله رحمة .. و آخره عتق من النار .. شهر تتضاعف فيه


الحسنات ..


و بهذه المناسبة العظيمة .. علينا أن نتذكر بأن الصوم لا يكون بالإمتناع عن الأكل


و الشرب فقط .. فالمعاصي التي يتهاون فيها بعض الناس كالنميمة .. والغيبة


و الكذب .. و التطاول .. و قول الزور .. و التلفظ بالألفاظ الخارجة و الجارحة ..


و التهاون في آداء الأمانات .. ذنوب مدمومة .. فقد قال _ عليه الصلاة و السلام _


( رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع .. و رب قائم ليس له من قيامه إلا


السهر ) ..رواه ابن ماجة من حديث أبي هريرة


فاللهم أعنا على صيامه و قيامه و العمل الصالح فيه .. وفي غيره من الشهور


وثبتنا على الطاعة حتى نلقاك على الوجه الذي يرضيك عنا .. و أقر عيني


خير الأنبياء عليه صلواتك و سلامك بأمتك .. إنك سميع مجيب ..


و كل عام و جميع الأمة العربية و الإسلامية بخير و محبة .. وعدل و سلام ..