عمرو خالد يكتب: في وداع رمضان

٣٠/ ٩/ ٢٠٠٨


(١)

ابن رجب أحد علماء المسلمين في القرون الأولي للإسلام.. كتب نثراً في آخر ليلة من ليالي رمضان يقول فيه:

«يا شهر رمضان ترفق، دموع المحبين تدفق، قلوبهم من ألم الفراق تشقق، عسي وقفة للوداع تطفئ من نار الشوق ما أحرق، عسي من فاته ركب المقبولين يلحق، عسي أسير الأوزار يطلق، عسي من استوجب النار يعتق.

(٢)

هناك حديث قدسي أشعر بهيبة شديدة عندما أسمعه أو أقرؤه، هذا الحديث يشعرني بجلال الله تعالي، يشعرني بضعفي البشري أمام عظمة الخالق سبحانه، أهديه إليكم في ختام رمضان ليضعه كل واحد منا في مكتبه أو في حجرته أو في أعماق قلبه طوال العام بعد رمضان.

يقول الله تعالي في الحديث القدسي: «يا عبادي، إني حرمت الظلم علي نفسي، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أُطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم، يا عبادي إنكم تخطئون بالليلِ والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعا، فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني.

يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا علي أتقي قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا علي أفجرِ قلب واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا.

يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد، فسألوني، فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عِبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه».

(٣)

جاء العيد.. كل عام وأنتم بخير، لابد أن نفرح في العيد، ولابد أن يفرح أولادنا في العيد، بل إن النبي يأمرنا أن نفرح في العيد ولكن كيف نفرح والعيد نفسه حزين لما حدث ويحدث في الدويقة، وفي حريق هنا وهناك...

«يحزن العيد عندما نلبس الجديد

ونــأكـل الــثـريــد

ونـطـمـع فـي الـمزيـد

ونـقــول لـبـعـضنا

عيد ســعـيد

وإخــــوة لــنـا

في الدويقة لنا أطفالاً بين بكاء ونحيب

طـــفـــل شــريــد

أبٌ فــــقـــيـــــد

ونــحــن نـقـول لـبعضنا

عـــيـــد ســـعــيـد

ولــســان حــالـهم يـقول:

لــمـاذا جـئـت يـا عـيـد؟»

هذا هو حالهم، وأنا لا أقول لا نفرح في العيد، ففرحة العيد فطرة وضرورة وسنة عن النبي، ولكن أرجوكم لا تنسوا الغلابة في بلادنا أثناء العيد، وهل شرعت زكاة الفطر إلا لهذا المعني.

كل عام وأنتم بخير، هذه كانت آخر كلماتي معكم في رمضان، والشكر كل الشكر لـ«المصري اليوم» وللسادة القراء أن منحوني هذه الفرصة لأعبر عن أفكار كانت تجول بخاطري وأنا صائم هذا العام.


_________________

  • Currently 87/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
29 تصويتات / 360 مشاهدة
نشرت فى 8 أكتوبر 2008 بواسطة princess

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,740,439