يقول جل جلاله : ( قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ)
صدق الله العظيم
عندما يكدر الحزن لحظات وحدتي .. ويعكر أنس سكينتي ..
عندما تثقل أعباء الدنيا على عاتقي ، وتروي حكايات اليأس و التسليم للأقدار ..
عندما ينطبق صدري من ألم الآهات .. و تترهل أجفاني من غزير الدمع ..
عندما يبكي فؤادي بلاءه ..
أجد نفسي أصارع عقارب اللحظات .. تهاجمني الأفكار من كل صوب ..
وضجيج الصمت يقتل ريعان الصواب .. لتبقى أشلاء خواطر قابلة للتفكر ..
و إذا بي .. أنتشل جسدي الهامد من عميق الصخب ..
أقوم .. فأتوضأ .. و أصلي ركعتين أستنجد فيهما بالحليم الكريم جل جلاله ..
وما إن نطقت ختام صلاتي : " السلام عليكم و رحمة الله " ، حتى انتابني شعور فعلي بدفء السكون .. راحة النفس .. وسعة الخاطر ..
قاعدة نبوية : "أرحنا بالصلاة يا بلال" .. حقاً صدقت يا حبيبي المصطفى صلوات الله وسلامه عليك ..
بالفعل ..
شعرت أن قلبي قد غُلفَ بدثار الوقار .. لينعم بعطف الصبر .. و حنان الأمل ..
شعرت وكأنه قد استيقظ فكري من جديد .. وقد أينعت بين طياته بتلات التفاؤل ..
شعرت و كأنني أبصر من زاوية أخرى .. بمنظور آخر ..
في آن اللحظة أيقنت أن هنالك دوماًُ من يفهمني .. يحس بألمي و حزني وكدري .. يراقبني دوماً و يعلم بحالي ..
ومهما عصيته أو استنكرت نعمه وفضله .. فإنه يظل غفوراً لطيفاً .. واسع الرحمة ..
هو وحده من أجده يرفق بي ويأخذ بيدي في المضائق ..
هو وحده من يؤنسني في وحدتي ويهون علي فيما ابتليتُ به من مصائب ..
هو وحده من يسلحني بدرع الصبر والجَلَد أمام ترهات الحياة ..
هو وحده من يكون معي ولا يفارقني أبداً في السر والعلن ..
هو وحده من يحميني ويحفظني من كيد الكائدين ..
هو وحده من تطمئن له نفسي و يطيب له الخاطر ..
هو وحده من أثق به كامل الثقة في السرائر والضرائر ..
هو الله لا إله إلا هو وحده لا شريك له .. له الملك و له الحمد والمنه ..
فعلاً .. أدركت من تجربتي – وبكل مصداقية – أن الحزن ليس إلا أحد معطيات هذه الحياة وهو عنصر من عناصر الابتلاء .. و مهما كان طعم الكدر مراً .. فإني على يقين بأنه الله تعالى لطيف خبير ..
يترفق بعباده ويرأف بحالهم .. وهو الوحيد الذي نستطيع الاستنجاد به في جميع الأحوال ..
لأنه العليمُ الأعلم بأحوالنا ..
و الصبور .. الذي يصبر على ذنوبنا حتى نتوب منها ..فكيف لا نصبر على ما ابتلانا به ..؟!!
و هو المنَّانْ .. الذي تفضل علينا بنعمه .. فكيف لنا أن نجحدها بالسخط واليأس ..؟!!
إن الله سبحانه و تعالى كريم حليم .. غفور رحيم .. يصفح عنا ويعيننا في جميع أمور حياتنا ..
لذا لا موطأ لليأس في هذه الحياة ..
نعم .. لا تيأسوا من رحمة الله .. فرحمته قد وسعت كل شيء ..
كلما ضاقت عليكم الدنيا بما رحبت .. اذكروا الله كثيراً فذلك أحرى بأن يطيب نفوسكم ويعينها على إيقاظ روح الأمل الجميل و التفاؤل الحسن فوق حطام الاستسلام ..
كونوا مع الله في السراء والضراء وتوكلوا عليه فإن بعونه وجوده تصفو الحياة .. و يحلو المسير ..
قاعدة إلهية : ( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )
ونعم بالله رب العالمين
نشرت فى 5 أكتوبر 2008
بواسطة princess
عدد زيارات الموقع
1,741,562
ساحة النقاش