هدف قصة الإفك:
هذه القصة في سورة النور، حوالي 20 آية في سورة النور. تتحدث عن كيفية تعامل المجتمع مع الشائعات. فالقصة تتحدث إلى الصحافة، والإعلام، ومحذرة إياهم من ترويج الشائعات، وموجهة للسيدات اللواتي يكدن إلى سيدات أخريات، فتقوم بترويج الشائعات، وهي موجهة أيضاً للشباب في الجامعة الذين يتحدثون عن البنات في الجامعات.

تألم النبي ألماً شديداً بسبب ذلك فقد أوذي إيذاءً شديداً وتأخر الوحي شهراً كاملاً. لكي تتعلم من ذلك ولا تتكلم عن شرف أي إنسانٍ، أو تنشر شيئاً يسئ إليه، أو تتحدث عن عرضه. فهناك الكثير من الدروس في القصص القرآنية، يقول الله تعالى "أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً" (النساء82) ويقول الله تعالى "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا "(محمد24).

الوضع في المدينة:
المدينة بها 700 منافق تقريباً، يرأسهم عبد الله بن أبيّ بن سلول، فقد كان شديد الكراهية للنبي _صلى الله عليه وسلم_ وللمؤمنين، وكان يخطط أن يكون ملكاً على المدينة، وكان ذلك في بداية هجرة النبي _صلى الله عليه وسلم_ للمدينة، فتركه الناس، وذهبوا لاستقبال النبي؛ فلذلك كره النبي، وكان يُظهر الإسلام، ويبطن الكفر والنفاق، ومعه 700 شخص. عندما حدثت غزوة أحد، خرج مع المسلمين في الغزوة، ولكن قبل المعركة ببضع ساعاتٍ، رجع و معه ثلث الجيش؛ سعياً لهز الجيش ولكن المسلمون انتصروا في هذه الغزوة، وانتصروا أيضاً في غزوة الخندق. فأدرك أن السلاح لا يجدي، فلجأ إلى الشائعات، واستهدف بذلك الرسول _صلى الله عليه وسلم_ لكي يفكك المجتمع من الداخل.

كانت هناك غزوة تسمى بني المصطلق، سنة 5 هـ، فقد أراد البعض مهاجمة المدينة، فعلم النبي بذلك من الصحابة، فجهز جيشاً لكي يهجموا عليهم قبل دخولهم المدينة، فخرج المنافقون معهم لكي يشعلوا فتنة داخلية، وذهب المسلمون إلى المعركة، وانتصر النبي _صلى الله عليه وسلم_ في المعركة، وعند رجوعه مع الصحابة ارتاح الجيش في الطريق، واتُهمت السيدة عائشة في عرضها، وهي زوجة أشرف الخلق، وابنة أبو بكر الصديق، اتُهمت بالخيانة مع أحد أصدقائه، فكان شيئاً موجعاً.

يجب أن تصبر في الحياة؛ وذلك لكي يظهر المؤمن من غير المؤمن، "...وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً " (الفرقان20) فالحياة هكذا ولا يوجد مثالية فيها، فهناك صراع بين الخير والشر، ومعركتك هي أن تنتصر على الشر.

قصة الإفك:
تحكي السيدة عائشة القصة وتقول:" كان النبي _صلى الله عليه وسلم_ إذا أراد الخروج إلى غزوة أقرع بين نساءه" - وهذا يدل على أن النساء يخرجن للغزوات، ويشاركن الرجال في المعارك، فهذا هو وضع المرأة في عهد النبي _صلى الله عليه وسلم_، المشاركة، والاحترام، - فخرج سهم السيدة عائشة، فتقول: "فخرجت معهم فانتصر الجيش، ونزل ليستريح، فذهبت لأقضي حاجتي، فعدت وقد نودي للجيش بالرحيل، فنظرت إلى عقدي وقد كان لامرأة من نساء الأنصار"- وهذا يدل على أهمية رد الأمانات - فتقول: "فالتمست العقد فلم أجده، فعدت مسرعة أبحث عن العقد، فوجدته، فعدت، فلم أجد الجيش، وكانت النساء خفيفات؛ لم يثقلهن اللحم، فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه، وانطلق الجيش، وجلست وحدي في الصحراء، في مكاني، وقلت سيفتقدونني، ويعودون إلي ، فغلبتني عيناي، فنمت، وكان رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ يترك في مؤخرة الجيش صحابي، شهد بدراً، اسمه صفوان بن المعطل، كان يتفقد ويراقب مؤخرة الجيش، ليرى إذا تخلف شخص، أو فقد شخص متاعه، فجاء فرآني، فعرفني، فأعطاني ظهره، ونادى ليوقظني، وقال:"إنا لله وإنا إليه راجعون"، فاستيقظت، وأناخ الجمل، فركبت، ووالله ما تكلم معي كلمة، وما تكلمت معه كلمة، فوصلنا إلى الجيش، فرآنا عبد الله ابن أبيّ بن سلول، فبدأ يتكلم سراً بين المنافقين، وبدأ ينشر، ويقول أين كانوا؟ ماذا فعلوا؟ وبدأ الخبر ينتشر وسط الجيش".

تخيل موقف أبو بكر الصديق، رفيق النبي، ووالد زوجة النبي، وابنته حبيبة النبي! لذا سميت القصة بحديث الإفك؛ فالإفك هو (البهتان، والزور، والافتراء الذي لا أصل له).

تقول السيدة عائشة:" أن من رحمة الله عليها أنها عندما رجعت مرضت شهراً"، فهي لم تعرف القصة إلا بعد شهر إلا ثلاثة أيام، وتخيل لو عاشت شهراً هكذا، ماذا كان سيحدث لها؟ فيجب أن يتعلم المجتمع وأن يتعلم المسلمون درساً إلى يوم القيامة، ولو لم ينضبط اللسان بعد هذه القصة؛ ستكونون شركاء في إيذاء رسول الله، لأنكم لم تتعلموا، لذلك لا تتحدث عن عرض أي إنسان ولو حتى بالإشارة أو بالرسالة.

تقول السيدة عائشة: "فبقيت شهراً مريضة ولا أدري ما يقول الناس ولا يغيبني، – أي لا يوجد ما استغربه- غير أن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ يدخل علىَّ مهموماً، وطريقة سلامه مختلفة، فيدخل عليّ رسول الله ويقول: "كيف تيكم ؟"، ولا أجد ما كنت أجد منه من الوُد". فبالرغم من ذلك لم يكلمها الرسول عن أي شي طيلة هذه المدة. ما موقف أبو بكر الصديق؟ ما موقف صفوان بن المعطل؟ ما موقف عمر بن الخطاب؟

مضى شهر إلا ثلاثة أيام، وبدأت السيدة عائشة تسترد صحتها، فتقول:"خرجت مع أم مسطح"، -ابنها مسطح بن أثاثة ابن خالة السيدة عائشة، فهو مهاجر، وفقير؛ ينفق عليه أبو بكر لأنه مهاجر فقير-. فتقول: "خرجت مع أم مسطح إلى الخلاء، فبينما نحن نسير، عثَرَت أم مسطح، فقالت: "تعس مسطح" ،فقلت لها:"أتسبين رجلا شهد بدراً، من أصحاب رسول الله، ومهاجر؟" قالت:" أوما تدرين ما قال فيكي؟"، قلت: "وما قال فيَ؟"، فأخبرتني بقول أهل الإفك"، وقالت لها أن كل المدينة تعرف ذلك.

دلائل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم:
هذه القصة من دلائل النبوة، فالدليل الأول أن الوحي تأخر شهراً، ولو كان يكتبه الرسول بيده لكتب ما يريد مباشرة، ولكن هذا من دلائل النبوة، والدليل الثاني هو رفض الرسول_ صلى الله عليه وسلم_ إصدار أي عقوبة على من يتكلم على زوجته، فهو النبي الزوج، والنبي القائد، ولكنه لم يستخدم سلطته كزوج في موضوع يخص الأمة، فهذا يدل على الحرية، وعدم الظلم.

يقول أحد المستشرقين: "كلما شككت في نبوة محمد، نظرت في قصة حديث الإفك، فأتوقف، وأقول:" لا يكون هذا إلا نبي"؛ وذلك لأن الوحي تأخر شهر بدون حل لهذا الموضوع، وكذلك لأنه لم يستخدم سلطته، فهذا يدل على نبوته.

تقول السيدة عائشة "فجريت إلى رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ فوجدته مهموما"، متى كان شعور الرسول بالهم أكثر، في غزوة أحد، أم حديث الإفك؟. ففي غزوة أحد كسرت رباعيته، وشج في رأسه، وانهمر وجهه بالدماء، فكانت فاطمة بنت رسول الله تغسل الدم بالماء، ولكن لا يتوقف الدم، إلى أن جاء سيدنا علي بخرقة، حرقها حتى صارت رمادا، ثم ألصقها بالجرح، فاستمسك الدم، فرفع النبي يديه إلى السماء، فظنوا أنه سيدعوا عليهم، ولكنه قال: " اللهم اهدي قومي فإنهم لا يعلمون"، فبالرغم من ذلك نظن أن الأصعب هو حديث الإفك؛ لأنه اتُهم في أهل بيته، فكل ذلك لكي نتعلم أن نمسك ألسنتنا عن أعراض النساء.

فقالت السيدة عائشة للرسول _صلى الله عليه وسلم_:"اأذن لي أن أعود إلى بيت أبي أمرض"، فقال:" نعم إن شئت"، فذهبت إلى أمي فقلت:"أوسمعت ما قال الناس؟"، قالت:" نعم"، فقلت:" وما تقولين؟"، قالت:"يا بنيتي، ما من امرأة حسناء، محبوبة عند زوجها، ولها ضرائر؛ إلا أكثرن عليها"، فقالت :"أوعلم رسول الله"، قالت:"نعم"، قلت:"أوعلم أبي؟"، قالت:" نعم"، فصعدت إلى سطح المنزل، فوجدت أبي يقرأ القرآن، فقلت:"أوقال الناس فيَ"، فقال:"كنا آل أبي بكر في الجاهلية لا يذكرنا أحد بسوء، وقد أكرمنا الله بالإسلام، أيقول فينا المنافقون ذلك".

لم ينزل جبريل طيلة هذه الفترة، حتى يصفى الناس؛ ويتعلموا فقد قال الله تعالى :"... لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ..."(النور11).

أقسام الناس في المدينة:
انقسمت المدينة إلى أربعة أقسام:

القسم الأول: لا يصدق، لكنه الأغلبية الصامتة، لا يكذب، ولا يدافع.

القسم الثاني: صنف أقلية، ترفض، وتكذب، منهم أبو أيوب الأنصاري وزوجته فيقول لها:
" أسمعت ما يقول الناس؟"، قالت:"نعم"، قال:"لو كنت مكان عائشة، أكنت تفعلين ما يقولون عنها؟"، قالت:"لا"، قال:"فعائشة خير منك"، قالت:"وأنت لو كنت صفوان، أكنت تفعل ما قالوه عن صفوان؟" قال :"لا، معاذ الله"، قالت :"فصفوان خير منك".

القسم الثالث: المنافقون، وكانوا يقومون بترويج الشائعات.

القسم الرابع: المؤمنون، ولكنهم تكلموا في هذا الموضوع، ومنهم مسطح بن أثاثة، الذي ينفق عليه أبو بكر، ومنهم أيضاً حسان بن ثابت، شاعر النبي، الذي قال له النبي :" قل يا حسان وروح القدس يؤيدك".

ماذا فعل صفوان؟ ثارت ثائرته؛ عندما سمع أن حسان قد تكلم عنه، فأخذ قوسه، وذهب إلى حسان، وشج رأسه، وقال:"أتتهمني في عرضي؟!"، فذهب حسان إلي النبي ليشكوَ له، فنادى النبي صفوان بن المعطل، وقال له:"يا صفوان، ما أمرنا بذلك، إما أن ترضيه او أرد إليه حقه"، فقال:"ليس معي ما أرضيه"، فقال له:"أنا أعطيك".

أحد المستشرقين كان يجلس مع أحد العلماء، فسأله:"بأي وجه استطاعت السيدة عائشة أن تواجه المجتمع وتقابل المجتمع بعدما قيل عنها؟"، فرد عليه العالم، وقال:"بنفس الوجه الذي قابلت به مريم الناس عندما أتت به قومها تحمله، قابلتهم بوجه الصادقة، الواثقة من براءة الله عز وجل".

تقول السيدة عائشة :" فظللت ثلاثة أيام لا يرقي لي دم، ولا أكتحل بنوم، ولا يغمض لي جفن؛ حتى ظننت أن كبدي سينفطر من شدة البكاء".

موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم:
هناك أربعة حلول أمام النبي صلى الله عليه وسلم:

الحل الأول: هو أن يطلقها ولكنه لم يفعل ذلك.

الحل الثاني: أن يدافع عنها بقوة، ويستخدم سلطته كقائد؛ بإصدار قرار بعدم الحديث عن زوجته السيدة عائشة، ولكنه لم يفعل ذلك، لأن النبي زوج فلا يصلح له أن يستخدم القيادة في الدفاع عن زوجته.

الحل الثالث: أن يترك الموضوع للمجتمع، يختار ما يشاء.

الحل الرابع: وهو الذي اختاره النبي، وهو أن يتحدث مع شرائح مختلفة في المجتمع، فبدأ بالحديث مع أم أيمن الجارية، وقال:"أوسمعت ما يقول الناس يا أم أيمن؟"، قالت:"نعم يا رسول الله"، فقال:"فماذا تقولين يا أم أيمن؟"، فقالت:"أحمي سمعي وبصري يا رسول الله، والله ما علمت عنها إلا خيراً يا رسول الله".

ثم ذهب إلى زينب بنت جحش زوجته؛ لأن أختها قد تحدثت عن السيدة عائشة، فقالت:"أحمي سمعي وبصري يا رسول الله، والله ما علمت عنها إلا خيراً" .

فانتقل النبي لشريحة الشباب، فذهب إلى أسامة بن زيد، فقال له:"ما تقول يا أسامة؟" فقال:"الله أكبر يا رسول، أهل بيتك يا رسول الله، وما أعلم عنهم إلا الخير". فذهب لسيدنا علي فقال:
"وما تقول يا علي؟"، قال :"يا رسول الله النساء غيرها كثير، طلقها وتزوج غيرها".

بعد ذلك ذهب إلى سيدنا عمر بن الخطاب فقال:"يا رسول الله من الذي زوجك إياها"، قال:
"الله"، قال:"أيظنون أن الله يزوجك إياها ويدلس عليك"، فقال:"قل لهم يا عمر"، فهذا يدل أن الرسول يعلم أنها بريئة.

موقف رسول الله يدل على الحكمة، والصبر، والترتيب؛ فقد أخذ رسول الله رأي الشباب والنساء والكبار، وجمع الناس، ثم صعد الرسول على المنبر، وقال:"أيها الناس من يعذِرَني في رجل آذاني في أهل بيتي، وما علمت على أهل بيتي إلا خيراً، ولقد ذكروا لي رجل ما علمت عنه إلا خيراً، وما دخل على أهل بيتي في غيابي أبداً، فيقوم أسيد بن حضير سيد الأوس، وهو من الأنصار الصادقين، فيقول:"يا رسول الله إن كان من الأوس قطعنا عنقه، وإن كان من إخواننا من الخزرج مرنا فلنقطع عنقه، فقام سعد بن عبادة صحابي من سادة الخزرج، فقال:"كذبت والله لا تقدر أن تقطع عنقه"، فقال له أسيد:"بل أنت الذي كذبت أنت منافق تدافع عن منافق"، فقام الأوس والخزرج كل يشد سلاحه، فنزل النبي من على المنبر، وقال :"دعوها، أبدعوى الجاهلية وأنا بينكم؟ عودوا إلى بيوتكم".

تقول السيدة عائشة فبكيت هكذا ثلاثة ليالي، حتى أتاني النبي _صلى الله عليه وسلم_، فدخل عليَّ وعندي أبواي، وقال :"يا عائشة إن كنت بريئة فسيبرئك الله"، وإن كنت قد أذنبتي فاستغفري الله، فإن الله يغفر للعبد إذا أذنب وتاب"، تقول السيدة عائشة:"فتوقف الدمع في عيني ونظرت إلى أبي وأمي" وقلت لهم:"أفلا تجيبون رسول الله؟"، فقالوا :"والله لا ندري بما نجيب رسول الله"، فقالت:"والله أرى أن أمراً استقر في نفوسكم وصدقتم، فإن قلت لكم واعترفت بشيء لم أفعله صدقتموني، وإن قلت لكم لم أفعله لم تصدقوني، والله لا أجد لي ولكم إلا قول أبا يوسف – مما هي فيه نسيت اسمه وهو يعقوب وقالت أبا يوسف-:"فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون". تقول:"فقبل أن ينهض النبي _صلى الله عليه وسلم_ من مجلسه قمت إلى سريري، ادعو الله:"اللهم إني أعلم أنك ستبرئني".

براءة السيدة عائشة من فوق سبع سموات:
تقول:"فبينما أنا على سريري أدعو الله وكل ما أتمناه أن يبرأني الله، فإذا برؤية يراها رسول الله في المنام، وإن نفسي عندي أوهن من أن ينزل فيها قرآناً، فنزل قرآناً يُتلى إلى يوم القيامة"، تقول:"فبينما رسول الله عندنا إذا بالوحي ينزل، ويضحك النبي"، ويقول:"يا عائشة أبشري برَأكِ الله عز وجل"، فقال أبو بكر وعمر:"قومي لرسول الله اشكريه"، فقالت:"لا والله لا أقوم لرسول الله، ولا أقوم إليكما، ولا أسجد إلا لله عز وجل هو الذي برأني فسجدت شكراً لله عز وجل ونزلت الآيات "إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ "(النور11) ثم نزلت القاعدة القلبية "لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ "مثل ما فعل أبو أيوب الأنصاري، أما القاعدة العملية التشريعية "لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ* وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ* إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ* وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ* يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ*وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ* إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ*وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّه رَؤُوفٌ رَحِيمٌ "

قال أبو بكر أنه لن ينفق على مسطح فنهاه الله تعالى عن ذلك وقال"وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" وذلك يدل على أهمية صلة الرحم ويجب على كل إنسان أن يعفو ويسامح أخيه حتى يعفو الله عنه. ويقول الله تعالى "إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ* يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ* يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ"

الآداب الإجتماعية التي تشتمل عليها سورة النور:

• تزويج الشباب:

يقول الله تعالى:"وَاَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ* وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ... "

• الاستئذان:

يقول الله تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ "

• غض البصر:

يقول الله تعالى :"قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ "

• الحجاب:

يقول الله تعالى :"وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ "

الخاتمة:

سميت بسورة النور؛ لأن الإنسان لو نفذ هذه الآداب؛ سيستنيرُ المجتمع، ومصدر النور هو الله سبحانه وتعالى"اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ... " وينزل هذا النور في المساجد "فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ" وينزل هذا النور على "رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ " ويصف الله من لم يفعل هذه الآداب الإجتماعية "أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ "ولذلك يجب أن نقرأ سورةُ النور ونعمل بما فيها من أحكام؛ لكي يستنيرَ المجتمع

<!-- / message -->


  • Currently 60/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
20 تصويتات / 771 مشاهدة
نشرت فى 22 سبتمبر 2008 بواسطة princess

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,741,576