أحداث القصة..
كان الإمبراطور دقيانوس حاكمًا ظالمًا، وكان يضطهد المسيحيين في الأردن الذين يعيشون في فقر شديد، وكان يقتل الكبار لكي لا يبقى منهم أحد، ولم يتبق منهم غير رجل واحد من أتباع المسيح، فقرر أن يوصل رسالته لعدد من الشباب، واستطاع أن يقنع سبعة منهم بالإيمان، وقُتل الرجل، ولكن هؤلاء الشباب لا يعرفون بعضهم بعضًا، وهنا يحكي ابن كثير القصة: في يوم العيد السنوي للآلهة ذهب كل فرد منهم للاحتفال مع أهلهم، ولكنهم لم يستطيعوا أن يشاركوهم مظاهر الاحتفال التي تتسم بالمجون والفجور، وهنا تسلل كل فرد منهم وترك أهله وذهب إلي شجرة بعيدة، وجلس تحتها، وجلسوا جميعًا، وبعد فترة من الصمت الطويل قطعه أحدهم قائلًا: "والله ما أخرجني إلا الذي أخرجكم." وبدأ الحوار بينهم حتى تعرفوا علي بعضهم البعض، وأشار الله إلي الصحبة الصالحة وأطلق عليهم أصحاب الكهف، كما قال تعالى: ( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ...( سورة (الكهف9)، والدرس في نهاية القصة هو قوله تعالى: ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ) ( الكهف28).
وهنا إشارة إلي:
*رفضهم للفساد من حولهم.
*أهمية الصحبة الصالحة التي تؤثر في علاقتك مع الله وأهلك ومستقبلك. وتصفهم الآيات، قال تعالى وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً* هَؤُلَاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ ً )(الكهف 15:14).
*الاستعداد للقيام بالإصلاح في الأرض مثل النبي صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ) (المزمل1)، (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ)، (المدثر1) ،{فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ }(الشرح7)
* التأثر للناس وأحوالهم والأخذ بأيديهم.
ساحة النقاش