عمرو خالد يكتب: لقطات سريعة
(١) هذه بعض اللقطات السريعة حول رمضان ومفاهيم الصيام
* رمضان يربي الطبقات المترفة.. حتي إذا جاع من ألف الشبع وحُرم المترف بعض أسباب المتع، تحركت في نفسه شفقة ورحمة للجياع المحرومين من كل المتع.
* سَلْسلة الشياطين في رمضان لا تُبقي للعاصي عذر.
* المد والجزر تعرفهما؟ رمضان مد للخير وجزر للشهوات.. «إذا جاء رمضان نادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر».
* الصوم لا يقضي فقط علي شهوة البطن، بل يقضي أيضاً علي شهوة الغيبة والنميمة وشهوة الغضب وشهوة العدوان علي الناس وشهوة غفلة الضمير.
* الصيام دواء لإدواء الشهوة كلها.
* يقول النبي: الصيام جُنة أي ستر ووقاية، ستر ووقاية من النار والشهوات والمادية وقسوة القلب وضعف العزيمة.
* عِلْمُ الإدارة يقول إن خطوة البداية قبل أي عمل هي تحديد الهدف منه «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون» (البقرة - ١٨٣).
* غاية الصيام غرس التقوي في قلبك.. التقوي ليست اجتناب المعاصي فقط.. التقوي أيضا حسن خلق وإصلاح في الأرض.
* هل تعرف أي شهر من شهور السنة، يتفتح فيه الزهر ويورق فيه الشجر وتخضر فيه التربة؟ إنه الربيع يتحينه الزراع ليلقوا بذرهم ويغرسوا غرسهم .. رمضان ربيع الأرواح فاغرس غرسك.
* إن لربكم في أيام دهركم لنفحات (من العطاء الرباني) ألا فتعرضوا لها.
* لو نطق رمضان لقال لنا: هذه أيام من السماء، لا من الأرض.
* رمضان عودة حساسية الإيمان للقلوب القاسية.
* رمضان وسيلة لفهم الحياة علي وجه غير وجهها المادي فقط.
* رمضان استغاثة الروح من المتع الحسية والمادية، ليست استغاثة ضعف ولكن عن قدرة وإرادة.
* ما أجمل أن تظهر الحياة ولو يوماً واحداً، حاملة في يدها مسبحة ولقمة فقير ودمعة من خشية الله.
* رمضان وسيلة عملية تدريبية لرسوخ الحق والخير في النفس.
* رمضان شهر الحرية، ليست الحرية مقصورة علي نيل الشعوب استقلالها بهذه الحرية السياسية.. وليست الحرية مقصورة علي احتفاظ الأمة بثقافتها، فهذه الحرية الفكرية، ولكن أول الحرية حرية إرادتك حتي من عاداتها الأصيلة وغرائزها الأساسية، رمضان يجعلك حراً حتي من شهوة الطعام والشراب والجنس، يجعلك تخلع الشهوة من رقبتك وتقود زمام نفسك بنفسك الله، يريدك حراً لتبقي حراً بعد رمضان. والشاعر يصف رجلاً حراً ساومه علي حريته بشربة ماء، فقال: يقولون هذا مورد قلت قد أري.. ولكن نفس الحر تتحمل الظمأ.
* لكل هذه الحكم العظيمة وأكثر، قال الله في نهاية آيات الصيام: «.. ولتكبروا الله علي ما هداكم ولعلكم تشكرون» (البقرة - ١٨٥)*
(٢) يقول النبي، صلي الله عليه وسلم «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»، والمعني أنه لم يستفد شيئا من صيامه، ولكن لماذا خص الزور عن باقي الشرور والآثام؟ لأن معني الزور ليس فقط الكذب والافتراء، ولكن معني الزور في اللغة هو كل ميل وانحراف.
فالزور معناه العام الميل والانحراف عن الطريق المستقيم، فكأن النبي يقول: من لم يدع كل ميل وانحراف عن الحق بقول أو عمل فهو لم يستفد شيئا من صيامه، فالميل عن صدق في رمضان زور «واجتنبوا قول الزور»، والميل عن شهادة الحق في المحاكم زور «والذين لا يشهدون الزور..» (الفرقان - ٧٢) وظلم الناس وتضييع حقوقهم زور «.. فقد جاءوا ظلماً وزوراً» (الفرقان - ٤) تُري كم عدد الصائمين عن الزور في بلادنا؟! صُم أنت عن الزور.. كل الزور، كن أنت التغيير الذي تحب أن تراه في العالم.
(٣) رمضان يقول لك سآتي وأرحل رضيت أم كرهت، أطعت أم عصيت، أصلحت أم أفسدت، أعطيت أم بخلت، لكن سأرحل وآخذ معي جزءاً من عمرك، وسآتي مرة أخري وسآخذ معي شطراً آخر من عمرك، وسأظل هكذا أعطيك الفرصة وأقيم عليك الحجة، حتي لا يبقي من عمرك شيء، فينهال عليك التراب ويقولون مات.. فأفرح فيك أو أتبرأ منك.
عدد زيارات الموقع
1,741,915
ساحة النقاش