[ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ *
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ] البقرة/154-156]

وردت كلمة الصبر مقترنة بالتقوى في القرآن في مواضع ، كلها في موضع محنة وابتلاء شديد للمؤمنين .
و لما التزم المؤمنون توجيهات ربهم – سبحانه و تعالى – أثمرت هاتان الصفتان ثمار يانعة منها :
أولاً : بالصبر و التقوى تتحقق السلامة من شر الأشرار و كيد الفجار : 
{ إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } " 120" سورة آل عمران 

ثانياً : الصبر و التقوى شرط المدد الإلهي : 
{ بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ } "128" سورة آل عمران

ثالثاً : بالصبر و التقوى تنال ثواب أهل العزم :
{ لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ } "186 " سورة آل عمران 

رابعاً : بالصبر و التقوى يتحقق الفلاح :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } "200" آل عمران 

خامساً : بالصبر و التقوى يتحقق العز و التمكين : 
{ إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ } " 90 "سورة يوسف 

سادساً : بالصبر و التقوى تتحقق وراثة الأرض :
{ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }

الواجب العملي :
أولاً : الدعاء : { رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً } 

كما دعا سحرة فرعون عندما توعدهم فرعون بالبطش المروع كما يفعل مجرمي اليوم : 
{ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ } .

و كما دعت الفئة المؤمنة مع طالوت عند ملاقاة جالوت و جنوده :
{ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } 

___________________________________

إلى كل قلبٍ يشكو مرارة الألم وحُرقته ,,
إلى كل عين أضناها الدمع ,,,
صبراً صبرا
قال تعالى : [ إنما يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب ] " اية 10 سورة الزمر "


الدنيا لم تكتمل لأحد حتى لحبيبنا صلى الله عليه وسلّم
فلمَ الحُزن والألم ..!
هكذا الدنيا لاتبقى على حال فرح وحزن ,,
دمع وإبتسام

ولكن الصبر ,, الصبر
روى الإمام مسلم في صحيحه قوله صلى الله عليه وسلم: (عجباً لأمر المؤمن إنّ أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له).



فما بعد الضيق إلا الفرج
وما بعد العسر إلا اليسر
فإن مع العسر يسراً * إن مع العسر يسرا ] " آية 5 , 6 سورة الشرح "

علينا أن نعلم بأن ماجرى ...قضاء الله وقدره
[رُفعت الأقلام وجفّت الصُحف ] رواه الترمذي
فليس بيدنا سبيل لتغييره
والحمد لله على كل حال
احمدي الله واصبري , فالأجر مُضاعف

ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ] - البخاري.
تأملي نعم الله التي بين يديكِ ولا تُفكّري بالمفقود واحمدي الله فأنتِ في خير عظيم ,,,
لاتستسلمي للضيق والألم والهم .
فالتفكير قد يزيدكِ حزناً وألماً ,,
فقط الجأي إلى رب الأرض والسماء
أخبريه بأسراركِ ولاتُسمِعي أحداً سواه ,,,
بوحي بآلامكِ وحزنكِ إليه فهو من سيكشف الضُر عنكِ
أمّن يُجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ]
لاتُكثري الشكوى للبشر فذاك سيزيد من ضيقكِ
ابعثي الشكوى لخالقكِ
إنمّا أشكوا بثّي وحُزني إلى الله ] " 86 سورة يوسف " 
واسأليه ان يزيح عنكِ ماأصابكِ
واستغفريه

[ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا *يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ] من الآية 10- 12 سورة نوح 
وأكثري من الذكر ففيه انشراح الصدر
وسعادة القلب
ألا بذكر الله تطمئن القلوب ] " اية 28 سورة الرعد " 

كما قد قال أحد السلف .. إن ربنا عز و جل إذا أحب عبدا ابتلاه .. 


اسأليه الفرج , اسأليه الصبر , اسأليه الأجر
تفكري في حال الدنيا وانها لاتدوم على حال واسألي الله الجنّة ,,,
لاتضيعي أجركِ بالتسخط بل اصبري واحتسبي
" والله ُ يُحبُ الصابرين "
وتذكري
إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ]رواه الترمذي




تذكري بأن أشد الناس بلاء الانبياء ثم الأمثل فالأمثل
فقد ثبت في المسند من حديث مصعب بن سعد عن أبيه قال : قلت : يا رسول الله أي الناس أشد بلاء ؟ قال : ( الأنبياء ثم الصالحون ، ثم الأمثل فالأمثل من الناس ، يبتلى الرجل على حسب دينه ؛ فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه ، وإن كان في دينة رقة خفف عنه ، وما يزال البلاء بالعبد حتى يمشى على ظهر الأرض ليس عليه خطيئة ) مسند الإمام أحمد
وابتعدي عن المعاصي والذنوب فهي تورث القلب حزناً وظُلمة
وربما يكون ماأصابكِ عقوبة من الله لذنب اقترفتيه
وتفكري في قوله سُبحانه
{ ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك}


تخلصي من أكوام الألم بداخلك
واعلمي أن السعادة في رضا الله عزوجل
وابتسمي فربكِ كريم
وَاسْتَعينوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلى الخاشِعينَ]




والحمد لله رب العالمين
_____________

قال تعالى:

﴿ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ ﴾

[ سورة طه: 130 ]
قال تعالى:

﴿ لَعَلَّكَ تَرْضَى﴾

﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ ﴾
[ سورة السجدة: 18 ]
﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾
[ سورة الجاثية: 21 ]
﴿ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ﴾
[ سورة القصص: 61 ]
﴿ لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ ﴾
[ سورة الحشر: 20]
﴿ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾
[ سورة الزمر: 9]

﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُون*نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُون* نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ﴾ " الاية 30 - 32 سورة فصلت "







اخواننا الكرام، القرآن الكريم ربيع القلوب، اقرأ القرآن واسأل نفسك دائماً هل أنت كذلك؟ هل هذه الصفات منطبقة عليك؟ إن لم تنطبق... احرص أن تنطبق عليك.أيها الأخوة، هذا القرآن الكريم ربيع قلوبنا كما قال النبي عليه الصلاة والسلام، هذا القرآن منهجنا، هذا القرآن فيه إخبار لنا عن مستقبلنا


اللهم اجعل القران الكريم ربيع قلوبنا
اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد
اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 107 مشاهدة
نشرت فى 18 يونيو 2013 بواسطة princess

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,733,503