<!-- / M.Ysser هاك حفظ حقوق الموضوع لموقعك تعديل وتطوير mr.product - برمجة -->

 

.....عذرا رمضان !!!

إن من فضل الله تعالى وكرمه على هذه الأمة أن جعل لها مواسم خير،

ومحطات إيمانية يتزود من خلالها المؤمن بزاد التقوى، ويتقرب إلى ربه عز وجل بأنواع القربات.

ومن هذه المواسم: شهر رمضان،

شهر فيه ليلة هي خير من ألف شهر، شهر تصفد فيه الشياطين،

وتفتح فيه أبواب الجنان، وتغلق فيه أبواب النيران،

لكن للأسف تجد بعض المسلمين لا يقدر هذا الشهر حق قدره، فتضيع الأوقات فيها يغضب الله تعالى،

وفيما لافائدة منه، والحاذق من استغله في طاعة ربه عز وجل.

لماذا الاعتذار؟!

الاعتذار لأننا في كل عام نكرر نفس الخطأ في رمضان، فقبل دخوله -أي قبل دخول رمضان -

بأيام نعد أنفسنا ونمنيها بأننا سنصنع كذا وسنقوم من الليالي كذا وكذا،

سنختم القرآن مرات ومرات، وسنبذل من الصدقات،

ثم ما إن يدخل رمضان وتمضي أول الأيام حتى تفشل المخططات،

وتذهب الأمنيات أتدري أتدرين ما السبب؟!

السبب: أننا نريد أن نلزم أنفسنا بأعمال ما تعودناها، نريد أن نلزم أنفسنا بأعمال ما تعودناها قبل رمضان،

فلا عجب سرعان ما تفشل المخططات، متى عهدنا بالقيام، وختم القرآن، ومداومة الصيام؟!

أما هم فكان العام كله عندهم كله رمضان،

فإذا دخل عليهم ارتفعت الهمم فزادوا في القربات.

فعذراً رمضان ابتداءً، لأن أكثرنا سيعيد وسيكرر نفس الخطأ والأخطاء.

كنا في العام الماضي في مثل هذه الأيام نرقب شهر الصوم ونتحراه، ثم ماذا؟!

عام كامل بأيامه ولياليه قد قوض خيامه، وطوى بساطه، وشد رحاله بما قدمنا فيه من خير أو شر،

وصدق الله - (( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً )).. (( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً )) -:

وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ [آل عمران:140]،

وصدق الله حين قال: يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ [النور:44].

قال ابن كثير رحمه الله:

تمر بنا الأيام تترا، وإنما نساق إلى الآجال والعين تنظر.

إن الدقائق والثواني التي ذهبت من أعمارنا لن تعود، ولو أنفقنا جبال الأرض ذهباً وفضة.

اعلم واعلمي أن.... الأنفاس معدودة والآجال محدودة،

واعلم واعلمي أن... من أعظم نعم الله علينا أن مد في أعمارنا وجعلنا ندرك هذا الشهر العظيم إن أدركناه،

فكم غيب الموت من صاحب، ووارى التراب من حبيب،

تذكروا من صام معنا العام الماضي وصلى العيد، ثم أين هو؟! وأين هي الآن؟!

غيبهم الموت وواراهم التراب، ونسيهم الأهل والأحباب.

اجعل واجعلي لك من هذا الحديث نصيباً، قال صلى الله عليه وسلم:

(اغتنم خمساً قبل خمس: اغتنم حياتك قبل موتك ، وصحتك قبل سقمك ، وفراغك قبل شغلك،

وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك)، رواه الحاكم .

احرصوا رعاكم الله... أن تكونوا من خيار الناس كما قال صلى الله عليه وسلم وأخبر حين سئل:

أي الناس خير؟

قال: (من طال عمره وحسن عمله).

إلهي ثكلت خواطر أنست بغيرك

عدمت قلباً يحب سواك

شهر رمضان

قال سبحانه: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ

فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ

يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [البقرة:185]،

جاء عند أحمد و النسائي من حديث أبي هريرة :

(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم رمضان، فكان يقول لهم:

قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك، افترض الله عليكم صيامه، يفتح فيه أبواب الجنة، ويغلق فيه أبواب الجحيم،

وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خير تلك الليلة فقد حرم الخير).

قال ابن رجب :

هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضاً بشهر رمضان، كيف لا يبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان؟!

كيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران؟! كيف لا يبشر العاقل بوقت يغل فيه الشيطان؟!

من أين يشبه هذا الزمان زمان؟!

قال معلى بن الفضل :

كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم رمضان.

وقال يحيى بن كثير :

كان من دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان، وسلم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلاً يا رب الأنام!

فمرحباً بشهر طيب مبارك كريم،

في رمضان... أنزل القرآن والكتب السماوية، في رمضان.... الشفاعة بالصيام والقرآن،

في رمضان.... التراويح والتهجد، في رمضان التوبة وتكفير الذنوب، في رمضان.... تصفد الشياطين،

في رمضان..... تغلق أبواب الجحيم وتفتح أبواب الجنان، في رمضان... الجود والإحسان والعتق من النيران،

في رمضان..... الصبر والشكر والدعاء، في رمضان... مضاعفة الحسنات وليلة القدر،

رمضان شهر الجهاد والانتصار.. فكيف لا يفرح المؤمن بشهر هذا بعض ما فيه؟!.

بين الجوانح في الأعماق سكناه فكيف أنت ومن في الناس ينساه؟

وكيف أنت حبيباً كنت في صغري؟ أسير حسن له جلت مزاياه

ولم أزل في هواه ما نقضت له عهداً ولا محت الأيام ذكراه

قد شاخ جسمي ولكن في محبته وما زال قلبي فتى في عشق معناه

وفي كل عام لنا لقيا محببة يهتز كل كياني حين ألقاه

بالعين والقلب والآذان أرقبه وكيف لا وأنا بالروح أحياه

والليل تحلو به اللقيا وإن قصرت ساعاتها أحيالها وأحلاه

فنوره يجعل الليل البهيم ضحى فما أجل وما أجلى محياه

ألقاه شهراً ولكن في نهايته يمضي كطيف خيال قد لمحناه

في موكب الطهر في رمضان الخير تجمعنا محبة الله لا مال ولا جاه

من كل ذي خشية لله ذي ولع بالخير تعرفه دوماً بسيماه

قد قدروا مواسم الخيرات فاستبقوا والاستباق هنا المحمود عقباه

صاموه قاموه إيماناً ومحتسباً أحيوه طوعاً وما في الخير إكراه

وكلهم بآيات القرآن مندمجاً كأنه الدم يسري في خلاياه

فالأذن سامعة والعين دامعة والروح خاشعة والقلب أواه

عذراً رمضان.. عذراً رمضان!

فما قدرناك حق قدرك.

المصدر: العنابى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 53 مشاهدة
نشرت فى 3 أغسطس 2012 بواسطة princess

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,739,961