وقال تعالى "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الأَلْبَابِ الَّذِينَ
يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا
بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ " سورة آل عمران آية190
فهل تفكرت ياأيهاالمسلم في نعم الله عليك ...وأول هذه النعم أن خلقك انسانا ؟
وتخيّل لو أنك كنت نوعاً آخر من مخلوقات الله
فتخيّل لو أنك كنت قطة تداس بعجلات السيارات أو حشرة تضرب بالنعال حتى تموت
وهل اختار الصرصور أن يكون صرصوراً ، وهل اختارت الذبابة أن تكون ذبابة ؟
هل تفّكرت في نعمة العقل وأنك ممن خصهم الله بهذه النعمه ؟
فتخيّل لو انك كنت انساناً ولكنك مجنون تتيه في الشوارع ويضحك عليك الأطفال والصبية
وهل شكرت الله على نعمة التسعة مليارات خلية الموجودة سليمة في دماغك ؟
هل تفكّرت في أنك ممن فضّلهم الله بأعظم نعمة وهي نعمة الإسلام وهداك وخصّك بهذه
النعمة من بين ملايين البشر ؟ فقد انعم الله عليك بأن ولدت لأبوين مسلمين دون ان تختار ذلك
وانما تكرّما وتفضّلا منه سبحانه وتعالى
تخيّل - والعياذ بالله - لو أنك ولدت بوذياً تعبد الأصنام في الصين أوفيتنام .أو هندوسياً في
سيريلانكا أو الهند تعبد البقر وتستحم من بولها وتضع النقطة الحمراء في جبهتك والتي يصنعونها
من روث وفضلات الأبقار
وهل حمدت الله على أنك ما كنت من اهل الاعتقادات الباطلة التي ترغم أصحابها على الزواج
بالكلاب والحيوانات لتكفير ذنوبهم ؟
واحمد الله أنك لست ممن يتبّرك بالفئران كما يفعلون مع اطفالهم ويشربون من نفس الآنية هم وفئرانهم
لأخذ البركة من الفئران والجرذان
ثم بعد كل هذا يموتون على الكفر ، فلا دنيا ولا آخرة اذا كانوا ممن سمعوا عن الإسلام
ولم يسلموا ... والله اعلم
هل تفكّرت أيّها العربيّ في أنك ممن فضلهم الله بأن كانوا عرباً وممن يفهمون مباشرة كتاب الله سبحانه
وتعالى واحاديث رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ... فلا تحتاج إلى ترجمان .
وتخيّل لو انك كنت من مسلمي تايلند أو بورما ممن لا يفهمون العربية .... وحتى لو تعلموا قراءة
القرآن فان أغلبهم لا يفهمون معنى ما يقرؤونه ؟
هل تفكّرت أنت يا من تعيش في أمن وأمان أنك ممن أنعم الله عليهم بذلك؟ فكم من مسلم يعيش في خوف وهلع ... ولا يدري إذا أصبح هل يمسي سليما واذا أمسى هل يصبح بأمان أم لا ؟
وتخيّل لو أنك كنت من ضحايا هيروشيما أوالبوسنة أو مذابح كوسوفا
هل تفكّرت في نعمة الله عليك أنك تملك قوت يومك ؟ فكيف بك وأنت -ولله الحمد - تملك قوت شهرك
كله بل وعامك ؟ وكيف ببعض من يملك قوت عمره كله هو وابناءه وأحفاده ؟
فكم من فقير في هذا العالم لا يجد إلا الفضلات ليأكلها وكم شاهدنا ذلك في عواصم ارقى الدول مثل لندن وباريس ؟
وتخيّل لو أنك ولدت وعشت فقيرا في مجاهل افريقيا مثل الصومال أو تشاد أو النيجر
هل تفكرّت في نعمة الله عليك أنك ممن يتمتعون بالصحة والعافية ؟
فكم من مريض ابتلاه الله بأمراض يتمنى لو ينفق كل مال الدنيا ليتعافى منها ولا يستطيع ذلك
وتخّيل (ان شاء الله بعيد عنكم) لو انك ممن ابتلاه الله بالشلل الرباعي فلا يحرك إلا عينيه فقط ؟
وزيارة واحدة منك لمراكز النقاهة تكفي لمعرفة نعمة الله عليك
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل "من بات آمناً في سربه ، معافى في بدنه ، عنده قوت
يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها " أخرجه الترمذي وابن ماجة
هل تفكرت يامن رزقك الله بالذرية أنك ممن فضلهم الله سبحانه وتعالى بهذه الذرية ؟
وتخيل لو انك كنت عقيماً أو تعاني من مشاكل في الانجاب وتضطر لدفع ما يقارب من سبعين
ألف ريال عن كل عملية تلقيح صناعي .....ثم قد يفيد هذا التلقيح الصناعي وقد لا يفيد
وتذكّر ... كم من عقيم يتمنّى أن يدفع كل ماله لينجب طفلاً واحداً ... وفرعون ...الذي كان له
ملك مصر ولم تكن له ذرية وهو مثال على ذلك
هل تفكّرت ياأخي ويا أختي بنعمة الله عليك عند مولدك ومجيئك الى هذه الدنيا بأن جعلك
سليم الخلق ولم تكن مشوّها
فعند مولدك لم تنقص عين من خلقتك ولا أذن ولا قدمين ولا رجل ولا يد واحمد الله نك لم تكن
لك اذن زائدة أو 3 أرجل مثلا
هل تفكرت في نفسك وفي جسدك كما أمرك الله عز وجل ؟
وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِين َوَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ
وتأمّل في كل عضو من أعضاء جسدك على حده ونعمة الله عليك بصحة هذا العضو وسلامته
فهل تفكّرت بنعمة الله عليك أن جعل لك عندما كبرت قدمين سليمتين ... فكم من مصاب يضطر لتركيب
رجلاً صناعية وتكلّفه الساق الواحدة فقط 100,000ريال مابين تركيب وجراحة
هل تفكرت بنعمة الله عليك أن رزقك ركبتين سليمتين تسطيع ان تمشي بهما كما يمشي اي انسان طبيعي
وهي عدد(15000) خمسة عشر الف خطوة يوميا دون ان تحس بأي ألم بهما ؟ وكم من مريض يضطر لتركيب ركبة صناعية تكلفه الواحدة فقط12.0000ريال ما بين تركيب وجراحة
هل تفكرت بنعمة الله تعالى عليك أن رزقك يدان سليمتان ؟ فكم من مريض بترت يداه واضطر لدفع 84,000ريال لتركيب يد صناعية واحدة فقط فكيف باليدين ؟
هل تفكّرت في نعمة الله عليك بسلامة مفاصلك ؟ فتخيل لو أنك لا تستطيع ان تحرّك رقبتك أو انك لا تستطيع ان تثني كوعك أو ركبتك أو كفّيك أو
ان مفاصل اصابعك لا تنثني ...فماذا ستكون فائدة يدك ؟ هل تفكّرت في قوله تعالى " أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ " ؟ وهل تفكّرت في أنك ممن فضلهم الله بذلك ، وهل حمدت الله عز وجل على انه لم يجعلك من بين
ال 45,000,000 ( خمسة واربعين مليون )كفيف الموجودين في انحاء الأرض ؟ وياليتك تغلق عينيك الآن لمدة دقيقة واحدة فقط ...وتتخيل لو أنك ممن يعيشون كذلك طوال اعمارهم
لتعرف قيمة نعمة البصر التي عندك ؟! وتأمّل معي ...هل اختار الكفيف أن يكون كفيفاً ؟ هل تفكّرت بنعمة الله عليك أن رزقك قرنية سليمة في عينيك ؟ فكم من مريض يضطر لزراعة القرنية في عينيه تكلفه الواحدة فقط ( 10,500ريال ) فكيف بالعينين ؟ هل تفكرت بنعمة الله عليك أن رزقك شبكية سليمة في عينيك ؟ فكم من مريض يضطر لزراعة شبكية في عينيه تكلّفه الواحدة فقط ( 16،500ريال ) فكيف بالعينين ؟ هل تفكرت بنعمة الله عليك أن رزقك أنفاً طبيعياً وجميلاً ؟ فكم من رجل أو امرأة يدفع ( من30 إلى 50ألف ريال ) لتجميل أنفه؟
هل تفكرت في نعمة الله عليك أن منّ عليك بشفتين طبيعيتين سليمتين ؟ وهل تأمّلت في بعض ناقصات العقل ممن ينفخن شفاههن بمبلغ عشرة آلاف ريال سنوياً حتى تبقى
جميلة كما تظن .... حتى أصبحت النساء تتشابه ....وكأنهن (أخوات من نفس الدكتور)
ولسن (أخوات من الرضاعة) ! هل تفكّرت في نعمة الله عليك أن جعلك قادراً على الأكل عن طريق فمك ، وهل تذكّرت آلاف
المرضى ممن هم في غيبوبة أو المصابين بجلطات دماغية ولا يستطيعون الأكل إلا عن طريق أنبوب
متصل بالمعدة من الخارج ؟ ويكلفهم هذا الغذاء بهذه الطريقة ( 2100ريال ) يومياً أي
( 756،000ريال ) سنوياً .... ثم بعد كل هذه التكاليف فانهم لايحسّون بلذّة في هذا
الطعام ولا يتذوّقون له طعما !!وهل شكرت الله على نعمة الشمّ السليم ؟ فكم من فاقد لهذه النعمة يشب في بيته حريق ويحترق دون ان يدري لأنه لم يشم رائحة الحريق
قبل ان يصل اليه دخان الحريق وناره ! هل تفكرت في نعمة الله عليك أن أعطاك لساناً يتحرك وتتكلم به ؟ وهل شكرت الله على انه لم يجعلك أبكماً من بين العشرة ملايين أبكم المنتشرين في أرجاء العالم ! وهل تدبّرت قول الله تعالى" ألم نجعل له عينين ولساناً وشفتين" ؟! هل تفكّرت في نعمة الله عليك أن جعل لسانك متذوقا للطعام والشراب ، فكم من مبتلى بفقد حاسة التذوّق ؟ هل تفكّرت في نعمة الله عليك أن جعل لك أسناناً سليمة ؟ وهل رأيت اللذين يضطر أحدهم
لدفع ( 12،000ريال) ريال لزراعة سن واحد .... فكيف بجميع الأسنان ،هذا غير الآلام
المبرحة في عملية الزراعة !! هل تفكّرت في نعمة الله عليك أن جعلك تسمع بأذنيك مباشرة دون الحاجة الى تركيب سماعات؟ وهل تأملت حال اخواننا ضعيفي السمع ممن يضطرون لزراعة قوقعة في الاذن وتكلفهم
مالا يقل عن (200,000 ) ريال ! فكيف بحال اللذين لا يسمعون أصلاً ، واحمد الله
أن لم يجعلك من بين (ال12000000) الاثناعشر مليون أصم المنتشرين حول العالم ! ولكي تعرف قدر هذه النعمة ...فاغلق الان اذنيك لمدة 3 دقائق فقط ...ثم انظر في حال
من يعيشون كذلك طوال اعمارهم !! هل تفكرت في نعمة الله عليك أن جعل لك قلبا سليماً ؟ فقلبك ينبض (مئة الف )نبضة يوميا . و(اربعين مليون )نبضة سنويا بصورة طبيعية ولله
الحمد وبدون الحاجة الى جهاز منظم ضربات القلب والذي يكلّف ما لايقل عن خمسين الف ريال ثم قد لا يفيد . ثم يضخ قلبك في جسمك 6500 لتر يوميا وهو ما يفوق حجم نصف شاحنة كبيرة لنقل المياه
(لوري ...وذلك دون ان تحس بأي جهد أوتعب ....فهل شكرت الله على ذلك ؟ وهل احسست يوما من الأيام بأي جهد بسبب انتاج ال(100،000،000،000،000
مئة تريليون خلية الموجودة في جسمك .وهل احسست يوما من الأيام بأي الم في اوعيتك
الدموية نتيجة قطع الدم يوميا مسافة أبعد من بريطانيا لامريكا( 9آلاف كيلو متر )يوميا ؟ وهل تأمّلت في حال من يضطرّون لتغيير قلوبهم وزراعة قلب صناعي يكلّفهم ( من مليون الى
مليون وخمسمائة ألف ريال ) ثم قد يتقبّل الجسم هذه الزراعة وقد لا يتقبّلها
هل شكرت نعمة الله عليك أن جعل كليتيك سليمتين ؟ وهل تفكّرت في حال أخواننا المرضى ممن ابتلوا بمرض الفشل الكلوي واللذين يضطرّون
للانتظار لعدّة سنوات حتى يصلهم الدور في قائمة الانتظار لزراعة الكلى والتي تجاوزت خمسة
آلاف مريض يحتاج الى زراعة كلى في المملكة فقط أو انك ممن يدفع مئة ألف ريال لزراعتها بالخارج
...وقد تناسبك الكلية التي ستجدها وقد لا تناسبك ؟ وهل حمدت الله أنك لست مضطرّا لدفع 250 ألف ريال لشراء جهاز غسيل الكلى ...أو ممن يضطر
لدفع 3 آلاف ريال في كل مرة يغسل فيها الكلى وقد يكون ذلك يومياً لبعض المرضى
هل تفكّرت في نعمة الله عليك أن جعل كبدك سليما ؟ فكم من مريض يضطّر لزراعة الكبد في الصين أو أمريكا وتكلّفه الزراعة مليون ريال تقريباً ثم
بالنهاية قد يرفض الجسم الزراعة ! وقد يجد كبدا مناسبا لجسمه وقد لا يجد ! هل تفكرت في نعمة الله عليك أن جعل البنكرياس لديك سليماً؟ فكم من مريض يضطر لزراعة البنكرياس بأربعمائة أو خمسمائة الف ريال ثم تفشل الزراعة ! هل تفكّرت يا اخي الكريم في نعمة ضبط السكر في جسمك تلقائيا ؟ وأنا اعرف من يغمى عليه اذا اراد اخذ حقنة باليد .
وهل شكرت الله على نعمة الهواء المجاني الذي تجده في كل مكان ، فلو انك تتنفس هذا الأوكسجين
من جهاز خلال الـ24ساعة فان ذلك سيكلفك سنويا مبلغا وقدره 30,000ريال سعودي. وهل حمدت الله على انك تتنفس 23 ألف مرة يوميا بدون أن تعاني من مشاكل في ذلك ؟ وهل حمدت الله على انك لست ممن اضطر لزراعة الرئتين والتي تكلّف زراعتها ما بين المليون إلى
ثلاثة ملايين ريال ؟ ثم بعد ذلك قد تفشل الزراعة أيضاً !!
هل تفكّرت في ما ينظر اليه الكثيرون على انه شئ بسيط ولم يتنبّهوا الى أهميته لأنّهم معتادين عليه......
فهل تفكّرت في نعمة الله عليك أن جعلك قادراً على قضاء حاجتك بطريقة سهلة ويسيرة ؟وهل رأيت حال بعض اخواننا المرضى - شفاهم الله - من الذين لا يستطيعون قضاء حاجتهم إلا بواسطة
يكون موصلاً إلى داخل أجسامهم وهي ما يسمونه بالقسطرة ؟
هل تفكّرت في نعمة الله عليك أن جعل لك دماً سليماً ؟ وهل تفكّرت في حال أخواننا اللذين يضطر بعضهم إلى دفع مبلغ 1000ريال يومياً أو يزيد حسب
الحالة ليغيّر دمه ،ثم قد يجد متبرعاً يطابق فصيلة دمه وقد لا يجد
هل تفكّرت بنعمة الله عليك بسهولة النوم ؟ فكم من ملك ورئيس ووزير وغني لايستطيع النوم الا بالحبوب المنوّمة ؟ ويتمنّى لو يدفع نصف ماله لكي ينام بسهولة مثل من ينامون مرتاحي البال من الفقراء والبسطاء ! وصدق الله الكريم القائل (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ) سورة النحل آية 18وسبحان الله الخالق الذي قال ( لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)وتبارك العليم الذي قال ( إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) أي :جاحد لنعم ربه شديد الكفران . جاء في صحيح مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة ، فكل تسبيحه صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهى
عن المنكر صدقة،ويجزي عن ذلك ركعتان يركعهما من الضحى )) . .... معنى (( سلامى ))أي : المفصل فلنؤد صدقة المفاصل التي عندنا وهي ركعتان فقط في الضحى .... (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ )وعلينا ان نتذكر الآية المخيفة (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ )
سبــــــــــــــحان من لو سجدنا بالجباه له
على لظى الجمر والمحمي من الابــــــر
لم نبلغ العشـــر من مقدار نعمـــــــــــــته
ولا العشـــير ولا عشرا من العشـــــــر
ساحة النقاش