الخميس:
"إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين".. حديث شريف.
قدوم شهر رمضان حدث هائل فى الكون.. حدث ربانى.. من أجله تحدث تغيرات كونية غير طبيعية.. تفتح أبواب الجنة.. تغلق أبواب النار.. تصفد الشياطين وتسلسل.. الكون كله يستعد لاستقبال رمضان.. فهل نحن مستعدون؟
أعتقد أن رمضان العام الحالى سيكون أهم رمضان فى حياة كل واحد فينا، بعدما مررنا خلال العام المنقضى بأحداث كبرى وضغوط شديدة أرهقتنا نفسيا وعصبيا وجسمانيا.. كلنا كنا فى حالة من عدم التوازن تجعلنا أحوج ما نكون إلى شهر رمضان.. يخفف الآلام ويمسح التعب ويجدد النشاط ويستنهض هممنا لتغيير أنفسنا وبناء بلدنا.
أقترح عليكم خلال شهر رمضان هذا العام أن نكون عمليين جدا.. اجعل رمضان هذا العام بوابة للتغيير.. اختر صفة سلبية فى شخصيتك وقرر أن تتخلى عنها.. كل واحد منا لديه صفات سلبية عديدة.. اختر واحدة منها ووجه كل إرادتك للتخلص منها، وتخرج من رمضان بدونها.. كل واحد منا أدرى بحاله.. قد تكون تلك الصفة هى الغضب أو الحسد أو التدخين أو عدم تقبل الرأى الآخر.
إذا استطعت أن تفعل ذلك فى مساحة (التخلى)، فأنت أقدر على النجاح فى مساحة (التحلى).. ما رأيك أن تختار صفة تحب أن تكتبها ويكون شهر رمضان عونا لك لاكتسابها.. هل ستخرج من رمضان وقد اكتسبت صفة الكرم.. الإحساس بالآخرين.. التطوع.. احترام الوقت.
الله تعالى يقول فى كتابه الكريم: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون".. التقوى هى الهدف من الصيام.. والتقوى ليست مقتصرة فقط على الجوانب القلبية والعبادية، بل هناك "تقوى اجتماعية" تتمثل فى التكافل والتراحم والتعايش والتواصل .. كل هذه القيم يجب أن نخرج من رمضان وقد اكتسبناها.. ولمسنا آثار هذا التغيير للأحسن فى معاملاتنا وحياتنا.
حياة التابعين
الإثنين:
برنامج (مع التابعين) الذى أطل من خلاله عليكم خلال شهر رمضان الكريم، ليس فقط مجرد سرد لحياة مجموعة من جيل التابعين، لكنه عبارة عن (بانوراما شاملة) لقيم حضارية وإنسانية رفيعة من خلال شكل قصصى مشوق، فليس الهدف الوحيد من البرنامج هو التعرف على سيرة الشخصية التى نتناولها فى كل حلقة، بل المعنى الأشمل يمتد إلى التعرف على القيمة التى يمثلها هذا التابعى، فمثلا ستجد قيمة الاهتمام بالعلم والتعليم قيمة متكررة فى حياة التابعين.. اهتمام بالعلم من أجل لذة تحصيله، وفرحة اكتسابه، والعمل به والاستفادة بفروعه فى كافة مجالات الحياة، وليس من أجل تكديس المعلومات ولا تحصيل الشهادات.
الأمر الثانى اللافت للانتباه فى جيل التابعين هو أنهم غرس نبيل لآبائهم وأمهاتهم.. ستجد دور الأب والأم عظيما ومؤثرا فى تنشئة أبنائهم.. اهتمام غير عادى بالتربية والتنشئة الصالحة.. وغرس مستمر ينمو فى العقل الباطن للتابعى حتى ينعكس على سلوكه ويؤثر فى مسار حياته حتى بعد وفاة الوالدين.
كذلك اهتم جيل التابعين بالبعد الأخلاقى فى فهم الدين، فعرفوا الإسلام على أنه قيم أخلاقية رفيعة فبنوا دولتهم على أساس من الأخلاق، كأن هذه الأخلاق هى البنية التحتية التى قامت عليها دعائم وأركان الدولة الإسلامية، وهو ما نفتقده كثيرا هذه الأيام، فتجد متدينين بعيدين عن الأخلاق، وكأن هناك انفصالا بين الدين والأخلاق.. ستجد فى كل حلقة قيمة أخلاقية واضحة كالشمس فى حياة التابعى، وكأن حياته تدور حول هذه القيمة، كالأمانة والصدق وإعلاء الحق، والكرم.
أخيرا، فإن هناك بعدا حضاريا وفكريا فى حياة التابعين نحتاج إلى التركيز عليه، فالبرنامج يرد ضمنيا على من يزعمون أن الحضارة الإسلامية مقتصرة على حياة النبى صلى الله عليه وسلم ومن بعده الصديق أبو بكر الصديق والفاروق عمر بن الخطاب، ويقفون عند هذا الحد، بدعوى أن الفترة التى تلت ذلك كانت من وجهة نظرهم عبارة عن حروب دامية وفتن وصراع سياسى!
هذه الرؤية القاصرة ليست صحيحة، فالبرنامج يعرض من خلال التابعين كافة الجوانب الحضارية التى قامت عليها الدولة الإسلامية لأكثر من ألف سنة، صحيح حدث صراع سياسى يمكن دراسته وفهمه فى إطاره وظروفه وأبعاده، لكن كانت الدولة الإسلامية تقوم أيضا على دعائم ثقافية وعلمية واقتصادية راقية استطاعت أن تقود العالم لأكثر من ألف سنة، ولولا هذه الجوانب العلمية والفكرية لما استطاعت الدولة الإسلامية أن تستمر كل هذه الفترة الزمنية الطويلة.
العودة إلى (الحصرى)
الأحد:
ما بين عامى 1999 و2002، كنت ألتقى يوميا فى شهر رمضان مع المصلين فى مسجد الحصرى فى درس إيمانى يومى فى صلاة التراويح.. نصلى سويا 4 ركعات ثم نتوقف عند درس لمدة 20 دقيقة تقريبا، وبعدها نستكمل الصلاة.
من هذا المكان، خرج جيل من الشباب يفهم الإسلام فهما شاملا وسطيا معتدلا، ويتجاوب مع الحياة بإيجابية وتنمية وفعالية دون أن ينعزل ويتقوقع على نفسه.
وفى عام 2002 منعت عن هذا الدرس الرمضانى وهذا اللقاء المباشر مع الشباب، وكنت قد قررت مع نفسى أنه كلما تركت مكانا لا أعود إليه بعد ذلك مرة أخرى.. إلى أن قامت الثورة المصرية العظيمة.
لأول مرة منذ عام 2002 أعود مرة أخرى إلى مسجد الحصرى بمدينة السادس من أكتوبر.. أصلى يوميا مع رواد المسجد.. ثم أتوقف عند درس إيمانى بعد 4 ركعات.. كما اعتدنا من قبل.
أعود إلى مسجد الحصرى بفرحة غامرة وسعادة كبيرة وامتنان لله عز وجل بأن أعود إلى نفس المكان الذى بدأت فيه، وشهد بداياتى فى الالتقاء مع الشباب.
أعود إلى مسجد الحصرى متنسما أياما حلوة.. وذكريات جميلة.. ومواقف لا تنسى لا تزال حية بداخلى.
أعود إلى مسجد الحصرى مستشعرا نعمة الله وفضله، فقد لجأت إلى الله بالدعاء، أن يمن علىّ بالعودة إلى هذا المكان، وقد استجاب الله دعائى.. بفضل الله ثم بفضل هذه الثورة المصرية العظيمة.
قبل أن أختتم هذه الفقرة، لابد أن أذكر هنا سيدة عظيمة تزن فى رأيى مئات الرجال.. شيدت مؤسسة كبرى هى مؤسسة الحصرى بدأت بمسجد صغير وانتهت بمنارة إسلامية رائعة تشمل التعليم والصحة ورعاية الأيتام.. هذه السيدة هى الحاجة ياسمين الحصرى ابنة أحد أعظم من أنجبتهم مصر فى قراءة القرآن الكريم وتعليم تلاوته، وهو الشيخ محمود خليل الحصرى.
أن أعود إلى مسجد الحصرى وألتقى بالحاجة ياسمين سعادة خاصة تضاف إلى سعادتى بالعودة إلى مكان بدايتى.
أنتظركم فى أكتوبر.. ويسعدنى أن أدعوكم لصلاة التراويح فى كل ليلة بمسجد الحصرى.
على حائط الـ (فيس بوك)
-
العاقل من يضع قارباً يعبر به النهر.. بدلاً من أن يبنى حوائط حول نفسه تحميه من فيضانه.
-
كن طموحاً.. فليكن هدفك بلوغ القمر.. فإن فشلت فى الوصول اليه، ستحط بين النجوم.
-
قيل للسعادة: أين تسكنين؟ قالت: فى قلوب الراضين.
-
"لقد أعطانى الله الكثير جداً من النعم، وليس لدى وقت للتفكير فيما حرمنى منه".. لو فكّـر المجتمع بهذه الطريقة لانتهى الحسد.
-
المتكبر كالواقف على جبل يرى الناس صغاراً، ويرونه صغيرا. تواضع لله يرفعك فى أعين الناس.
-
إذا بـلغـك عن أخـيـك شـيـئـاً تـكـرهه فـالتـمس لـه العذر.. فإن لم تجد له عذراً فقل فى نفسك لعلّ لأخى عذراً لا أعلمه.
-
المتفائل إنسان يرى ضوءاً غير موجود.. والمتشائم يرى ضوءاً ولا يصدق.
ساحة النقاش