بعض النظريات تشير إلى أن سبب هذا المرض مواد جرثومية أو كيماوية، و يعتقد الأطباء أن الأشخاص المعرضين للإصابة بإلتهاب الكبد المناعي الذاتي لديهم مشاكل وراثية في جهاز المناعة مما يجعل هؤلاء الأشخاص أكثر ضعفا في تحمل المرض او التعافي منه، وفي هذه الحالة فإن الجهاز المناعي للشخص ينتج أجسام مضادة نتيجة الإستجابة للمواد الكيميائية والجرثوومية وتعمل هذه الإجسام المضادة بشكل خاطئ جداً فهي تعمل على مهاجمة الكبد في الجسم، والأجسام المضادة في الأساس هي التي يتم إنتاجها في الدم لمقاومة الفيروسات والجراثيم.
ماهي أعراض المرض؟!
إن أعراض التهاب الكبد المناعي الذاتي يشبه تقريبا أعراض إلتهاب الكبد الفيروسي، والمرض بدايته قد تكون مفاجئة وقد تكون بدايته بطيئة،وقد تكون بدايته حادة جدا كإلتهاب الكبد الفيروسي، ومع ذلك هناك أنواع عديدة لإلتهاب الكبد المناعي الذاتي:-
1.إلتهاب الكبد المناعي الذاتي من النوع الأول:- وهو يشبه مرض الذئبة (مرض جلدي موجه بشكل رئيسي في الوجه و اليدين)، ويظهر ذلك في إختبارات الدم مثل الفحص الإعواري ANA وإختبارت قياس مستوى الغلوبيولين في الدم، وكثيرا ما يظهر أعراضه على الشباب والنساء الذين هم في منتصف العمر ويظهر عليهم التعب وفقدان الشهية والصداع وإصفرار الجلد.
2.إلتهاب الكبد المناعي الذاتي من النوع الثاني:- وعادة ما يظهر على سكان منطقة البحر الأبييض المتوسط والتي لي لديها أجسام مضادة لمكافحة الميكروزوم في الكيد والكلية وينقسم النوع الثاني هذا إلى نوعين:
- النوع الأول:- هو مرض مناعي بطبيعته، غالباً ما يصاب به الشابات و ينتج عن زيادة مستويات الغلوبيولين في الدم وقد يستجيب لعلاج السترويد أيضاً.
- النوع الثاني:- يرتبط أكثر بفيروس الكبد C، يرتبط أكثر بإلتهاب الكبد الوبائي لذلك فهي تميل إلى الرجال من كبار السن وهو أكثر تواتراً في بلدان البحر المتوسط ،مستويات الغلوبيولين في الدم تكون طبيعية جدا، يمكن علاج هذا المرض بإستخدام مضادات الفيروسات.
ومن الممكن أن يكون لمرض إلتهاب الكبد المناعي الذاتي خصائص مختلفة تختلف بإختلاف الشخص الحامل للمرض،فالمرضى المصابين إصابة خفيفة بالفيروس تقل فرص تطور المرض إلى تليف كبدي أو التهاب كبدي.
أما بالنسبة للذين يعانون من إصابة بالغة بالفيروس وتتزايد فرصة وفاتهم في غضون ستة أشهر من دون علاج بنسبة 40% فقد يتطور المرض إلى الإصابة بتليف الكبد و إلتهاب الكبد وقد يتم الإصابة أيضاً بسرطان الكبد، ومن حسن الحظ أن نسبة المصابين بهذا المرض 20% من المصابين بهذا المرض.
عند حدوث تليف الكبد فإنه يحدث ببطء جدا ً وهو شكل من أشكال الضرر في الكبد و نتيجة لهذا يصبح من الصعب توسيع الأنسجة بشكل طبيعي و لكن يحل محله ورم في الكبد.
كيف يتم علاج إلتهاب الكبد المناعي الذاتي؟
إن أول علاج لهذا المرض هو علاج السترويدات فقد أظهرت العديد من الدراسات السريرية ان السترويدات تعمل حدوث تحسنات كبيرة في أعراض المرض وفحوص الدم،فضلاً عن زيادة فرص البقاء على قيد الحياة وارتفاع نسبته، وقد أظهرت دراسة أن 80% من المرضى تناولوا العلاج و تحسنت حالاتهم الصحية نسبيا و لكن هذا العلاج لا يمنع تليف الكبد.
تناول علاج البريدنيزون وهو اكثر انواع السترويدات استخداما في العلاج، العلاج الآخر هو مزيج من البريدنيزون و الآزويثوبرين والذي يعمل على تقليل آثار السترويدات الجانبية ولكن الآزويثوبرين نفسه لديه أعراض جانبية و خاصة للتأثير على نظام المناعة في الجسم، لذلك فالآزويثوبرين غير فعال وحده في تحقيق الشفاء من المرض، وهذا العلاج تمت الوصاية به لمرضى التهاب الكبد المناعي الذاتي،لكنه لم تتم توصيته لمن ليس لديهم أعراض المرض.
ينبغي ان يستمر العلاج لمدة لا تقل عن 12-18 شهراً و بمجرد العلاج فمن الممكن أن يكون هناك تحسن ملحوظ في اعراض المرض يتبعه فقدان في الشهية تتبعها تغييرات إيجابية في تحاليل الدم وستكون هناك زيادة في نسبة الانتكاسات بعد إيقاف علاج السترويدات ولكن عند تناول علاج الآيزويثوبرين فإن نسبة الإنتكاسات تقل بنسبة ملحوظة،فإذا فشل العلاج الطبيعي ولم يتم العلاج فالمفر الوحيد من هذا هو زراعة الكبد.
ساحة النقاش