جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
إياكم وتأجيل السعادة
السعادة ؛ الكنز الثمين الذي يبحث عنه كل من مشى على هذه البسيطة ؛ هي الغاية المنشودة وهي كغاية واحدة لكن طرق الوصول إليها إختلفت من شخص لأخر .
إبتداء : ما هي السعادة ؟
- قيل أنها أنها طمأنينة في القلب، انشراح في الصدر، هدوء البال وراحة الضمير،
- مبنية على الإيمان الصادق بالله فينتج عن ذلك صفاء النفس والرضا والقناعة بأقدار الله .
- وقيل أنها "شعور بالبهجة والاستمتاع منصهرين سوياً".
- وقيل أنها الاحساس الذى تشعر به عندما تدرك ان كل شيئ صحيح و انه كما يجب ان يكون.
- وقيل أنها الاحساس الذى تشعر به عندما تحقق اهدافك.
- والبعض الاخر يصفونها بالحصول على السلام الداخلى و الرضا.
أنظر كم تعريف لها ..! وهذا يدل على أن السعادة شي نسبي يختلف من شخص لأخر وأن كل شخص يستطيع أن يعرف السعادة من منظوره وكما يراها هو ولا يمكن لغيرة أن يُعبر عما بداخله بدقة متناهية .
إذاً سنتحدث عن السعادة بشكل عام ولن نحدد لها مقايسس أو نشترط لها شروط وعلى كل شخص أن يعرفها بل أن يزرعها في داخله ويتركها حتى تظهر هي على الجوارح دون تصنع منه أو تكلف .
قال ابن القيم فإن السعادة بأجمعها في طاعة الرسل والإيمان بما جاءوا به .
قال الراغب الأصفاني : السعادة في الأصل ضَرْبَان : سعادة أخروية، وسعادة دنيوية
ثم السعادة الدنيوية ثلاثة أضْرُب : سعادة نفسية، وبدنية، وخارجية .
وقال المناوي : السعادة : مُعَاونة الأمور الإلهية للإنسان على نَيْل الخير . اهـ .
بعد كل هذه التعريفات للسعادة أصول كما يُقال أو إشتراطات فاللسعادة أنواع، متطلبات، مثبطات، ومفاتيح .
وأراها أسهل بكثير من كل هذا التعقيد العلمي فهي كينبوع ماء رقرارق من قلب بلغ أوج الرضا ونظر للحياة كما هي ببساطة ودون أي تعقيد أو تكلف .
أيضاً السعادة من وجهة نظري لا ترتبط بزمان أو مكان وهذا ما أردت أن أوصله وهذا ما كان في يوم وصيةً ألقيت على مسامعي من معلمتي قبل سنوات ثم إكتشفت صحة ما قالت وإن كان بعد حين .
قالت إياكُن أن تؤجلن السعادة بناتي الفضليات، فلا تقولي حتى أتخرج من الثانوية أو أنال شهادة جامعية أو وظيفة مرموقة أو زواج أو أنجاب أطفال .لا تؤجلن لأنكن في كل يوم تتقدمن فيه من العمر تزداد المسؤولية ويزداد العبء وقطعاً لن تجدن الوقت للبحث عن السعادة . فكلما زادت المسؤولية زاد الضغط النفسي وما ينتج عن ذلك من قلق وتوتر وحتى أمراض .
عش يومك وكأنه الأخير إفعل فيه كل ما تحبه طبعاً في حدود الحلال والمباح ولا تكتفي بنفسك بل أشرك كل من حولك في السعادة وهذا سيكون دافعاً لسعادة أكبر تشعرها وتغمرك .
إن المؤمن تغمره السعادة لأنه موقن بأن الحياة محكومة بأقدار الله، والسعداء مؤمنون، عاملون، وعلى ربهم متوكلون، فالسعيد لا يأكل أكثر مما يأكل الناس، ولا يملك أكثر، ولكنه يرضى أكثر مما يرضي الناس، فيرضى الله عنه، وفي ذلك الخير والسعادة الدنيوية والأخروية.
إن لذة الحياة وجمالها، وقمة السعادة لا تكون إلا في طاعة الله التي لا تكلف الإنسان سوى الاستقامة على أمر الله والحرص على كل عمل يقربه إليه ويدخله الجنة.
قل للذي نشد السعادة : دونك النبع الفريد
إن السعادة منك، لا تأتيك من خلف الحدود
هي بنت قلبك بنت عقلك ليس تشرى بالنقود
فاسعد بذاتك أو فدع أمر السعادة للسعيد
وقطعاً كمسلمين فسعادتنا الكاملة ليست هنا ولنا معها موعد في جنة عالية حيث القطوف الدانية .
<!-- / message -->
ساحة النقاش