بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، الحمدلله الذي كان بعبادة خبيراً بصيراً وتبارك على الذي جعل في السماء بروجاً وجعل سراجاً وقمراً منيراً وتبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً الذي له ملك السموات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريكاً في الملك وخلق كل شيء فقدرة تقديرا والصلاة والسلام على من بعثه الله هادياً ومبشراً ونذيرا ودعياً إلى الله بإذنه وسراجا منيراً وعلى آله وصحبه وعلى كل من صار على نهجه واستنى بسنته وسلم تسليماُ كثيراً أما بعد: فياعباد الله فإنني يشرفني أن أقف بين أيديكم لأحييكم بتحية الاسلام تحية أهل الجنان تحية دار السلام ، فسلام عليكم ورحمة الله وتعالى وبركاته ...
فإننا نحمد الله تبارك وتعالى أولاً حمداً كثيراً متواليا وإن كان يتضال دون حقا جلاله حمد الحامدين على نعمة التي لا تحصئ قال سبحانه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها وإن الإنسان لظلوم كفار وقال جل جلاله وتقدسة أسمائه وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي
لَشَدِيدٌ
عنوان هذا اللقاء : جوهرة العمر ...
قال معاذ رضي الله عنه : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصني ؟ قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : أخلص دينك يكفك القليل من العمل ..
جوهرة العمر وضياء القلب ونور الطريق فكم من عمل صغير تُكبرة النية الصادقة ، فلم يسبق من سبق بصلاة ولا صيام إنما شئ وقر في القلوب ، وهذا هو الهدف أن تنوي الخير وتسبق بنيتك فهذا الاخلاص رفع الله به أقوام ووضع به آخرين .
الاخلاص أن يكون العمل لله وحده فلا ترى فيه نفسك ولا تُري فيه الناس فلا يهمك ثناء أحد ولا شكر أحد ولا ثمن من أحد إنما هو احتساباً للثواب والأجر من الله عز وجل .. إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة فلا تأخذك في الله لومة لائم ...
فعلامات الاخلاص هو استواء عمل العبد في الباطن والظاهر أو أن يغلب خيره شره من علامته السعي لإرضاء الله لا لإرضاء الناس ووالحرص على تقديم العمل النافع وتقديم ما هو أنفع لدينه فاحفظ هذه العلامات فهي ميزان تزن فيه نفسك وأعمالك ...
وهناك من الناس من تكثر وساوسه وهواجسه (( هل أنا مخلص أم مراءٍ ؟؟ )) فهذا باب للشيطان تُزل فيه الأقدام وتُخطئ فيه الأفهام فكم من أناس يحرمون أنفسهم من الأعمال الصالحة بحجة أنهم يخشون الرياء والنفاق فليس علاج الرياء ترك العمل إنما تصديق النية زيادة العمل فتعرف على الله واعلم أنه هو المستحق للعبادة الخالق البديع ..
فاسأل الله العظيم أن يرزقك الاخلاص في النية قبل العمل وأثناء العمل وبعد العمل ، واستعذ بالله من شر نفسك ومن الرياء والنفاق فكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل وسأدلك على شئ إذا فعلته أذهب عنك صغار الشرك وكبيره أدعو بهذا الدعاء : اللهم إني أعوذ بك من أن أُشرِك وأنا أعمل وأستغفرك لما لا أعلم ..
- وتنبهوا إلى أموراً في مسألة الاخلاص منها إخفاء الأعمال علامة على الاخلاص لكنه ليس شرطاً للإخلاص المهم أنك لا تقصد به نظر الناس إليك فعلته أمامهم ، فللإخلاص استواء الباطن مع الظاهر بل ربما إظهار العمل الصالح أحياناً خيراً من إخفاؤه كمن سن سُنة حسنة ليشجع الناس لها ...
وليس معنى الاخلاص أنك لا تُذنب فكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابين ولكن يجب أن يتحقق هذا الشرط فيك أن يستوي الباطن مع الظاهر وأن تجاهد نفسك وأن يكون لك عمل صالح في السر كما كان لك عمل سيئ في السر وأن تتوب وتسغفر في السر كما كنت تُذنب في السر أو أكتم عن حسناتك وإذا فعلت سيئة فقم واعمل حسنات ..
من ثمرات الإخلاص : -
1- الطمأنينة والسكينة : فيجعل الله الغنى في قلبه ويُصلح حياته ...
2- والنجاة من خزي الآخرة ... زمن حرق نار جهنم والعياذ بالله
3- مضاعفة الأجر : عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم : من أتي فراشه وهو ينوي أن يقوم فيصلي من الليل ، فغلبته عينه حتي يصبح ، كُتب له ما نوى ، وكان نومه صدقه عليه من ربه ..
فانظر إلى يسر هذا الدين فبمجرد أنك تنوي الخير تظل في خير ، وهذا من عظمة وسهولة هذا الدين ..
الاخلاص حياة للقلب بعد أن ماتت قلوب بالرياء والنفاق وقست قلوب بالتكبر والعنت واتباعها للشيطان الرجيم .
4- الحفظ من الشيطان : لأن الشيطان همه غواية بني آدم وإضلالهم عن الطريق المستقيم فيبقى بعيدا عن القلوب المخلصة ...
بالإضافة إلى تُجلب البركة في الأعمار والأعمال والأموال وتُنجي من المصائب الفتن ...
هذا ونسأل الله تعالى الاخلاص في القول و العمل وأن يلهمنا رشدنا ويهدينا الى طريق الرشاد ولا حولة ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..
المصدر: خجل
نشرت فى 12 أغسطس 2010
بواسطة princess
عدد زيارات الموقع
1,741,718
ساحة النقاش