التوبة وظيفة العمر <!--colorc--><!--/colorc--><!--sizec--><!--/sizec-->
إن التوبة إلى الله عز وجل هي وظيفة العمر التي لا يستغني عنها المسلم أبدًا، فهو يحتاج إلى
التوبة كل يوم ، كيف لا وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم مائة مرة؟!
وقد دعا الله عباده إلى التوبة فقال:
(<!--coloro:deeppink--><!--/coloro-->وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ<!--colorc--><!--/colorc-->) [النور:31]. وما من نبي من الأنبياء إلا
دعا قومه إلى التوبة، كما قصص الله علينا ذلك في كتابه الكريم في مواضع متفرقة من كتابه.
<!--coloro:deeppink--><!--/coloro-->معنى التوبة<!--colorc--><!--/colorc-->:
التوبة في اللغة تدل على الرجوع؛ قال ابن منظور: أصل تاب عاد إلى الله ورجع.
ومعنى تاب الله عليه: أي عاد عليه بالمغفرة.
والتواب بالنسبة إلى الله تعني كثرة قبوله التوبة عن عباده، أما بالنسبة للعبد: فهو العبد كثير التوبة.
والمعنى الاصطلاحي قريب من المعنى السابق.
<!--coloro:deeppink--><!--/coloro-->أنواع التوبة<!--colorc--><!--/colorc-->
التوبة نوعان ,,,
<!--coloro:deeppink--><!--/coloro-->النوع الأول<!--colorc--><!--/colorc-->: توبة مستحبة، وهي التوبة من ترك المستحبات أو فعل المكروهات.
و<!--coloro:deeppink--><!--/coloro-->النوع الثاني<!--colorc--><!--/colorc-->: توبة واجبة، وهي التوبة من فعل المعاصي، أو التوبة من ترك الواجبات.
<!--coloro:deeppink--><!--/coloro-->شروط التوبة الصحيحة<!--colorc--><!--/colorc-->:
ذكر العلماء للتوبة الصحيحة شروطًا ينبغي أن تتوفر وهي:
<!--coloro:deeppink--><!--/coloro-->أولاً<!--colorc--><!--/colorc-->: الإقلاع عن الذنب: فيترك التائب الذنب الذي أراد التوبة منه باختياره، سواء كان هذا الذنب
من الكبائر أم من الصغائر.
<!--coloro:deeppink--><!--/coloro-->ثانيًا<!--colorc--><!--/colorc-->: الندم على الذنب: بمعنى أن يندم التائب على فعلته التي كان وقع فيها ويشعر بالحزن والأسف
كلما ذكرها.
<!--coloro:deeppink--><!--/coloro-->ثالثًا<!--colorc--><!--/colorc-->: العزم على عدم العودة إلى الذنب: وهو شرط مرتبط بنية التائب، وهو بمثابة عهد يقطعه
على نفسه بعدم الرجوع إلى الذنب.
<!--coloro:deeppink--><!--/coloro-->رابعًا<!--colorc--><!--/colorc-->: التحلل من حقوق الناس: وهذا إذا كان الذنب متعلقًا بحقوق الناس، فلابد أن يعيد الحق لأصحابه،
أو يطلب منهم المسامحة.
<!--coloro:deeppink--><!--/coloro-->إلى متى تصح التوبة؟<!--colorc--><!--/colorc-->
سؤال يطرح نفسه إلى متى يقبل الله تعالى توبة عبده إذا تاب؟ ويأتي الجواب في كتاب الله وسنة رسوله
صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: (<!--coloro:deeppink--><!--/coloro-->إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ
فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ
الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً<!--colorc--><!--/colorc-->) [النساء:17، 18].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "<!--coloro:deeppink--><!--/coloro-->إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر<!--colorc--><!--/colorc-->"..
ولابد أن تكون التوبة أيضًا قبل طلوع الشمس من مغربها؛ لقوله تعالى:
(<!--coloro:deeppink--><!--/coloro-->يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً<!--colorc--><!--/colorc-->) [الأنعام:158].
وأيضًا لا تُقبل عند نزول العذاب، قال الله -تعالى-:
﴿ <!--coloro:deeppink--><!--/coloro-->فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ *فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ
اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ<!--colorc--><!--/colorc-->) (84- 85سورة غافر ﴾
<!--coloro:deeppink--><!--/coloro-->التوبة النصوح:<!--colorc--><!--/colorc-->
يقول الله تعالى: (<!--coloro:deeppink--><!--/coloro-->يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً<!--colorc--><!--/colorc-->) [التحريم:8]، وقد ذكر العلماء في تفسيرها
أنها التي لا عودة بعدها، كما لا يعود اللبن في الضرع. وقيل: هي الخالصة. وقيل: النصوح أن يبغض
الذنب الذي أحبه ويستغفر إذا ذكر.
ولا شك أن التوبة النصوح تشمل هذه المعاني كلها، فصاحبها قد وثَّق العزم على عدم العودة إلى الذنب،
ولم يُبق على عمله أثرًا من المعصية سرًا أو جهرًا، وهذه هي التوبة التي تورث صاحبها الفلاح عاجلاً وآجلاً.
أقبلي فإن الله يحب التائبين:
ليس شيءٌ أحب إلى الله تعالى من الرحمة، من أجل ذلك فتح لعباده أبواب التوبة ودعاهم للدخول عليه لنيل
رحمته ومغفرته، وأخبر أنه ليس فقط يقبل التوبة ممن تاب، بل يحبه ويفرح به:
(<!--coloro:deeppink--><!--/coloro-->إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ<!--colorc--><!--/colorc-->) [البقرة:222].
وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم: "<!--coloro:deeppink--><!--/coloro-->لله أفرح بتوبة العبد من رجل نزل منزلاً وبه مهلكة، ومعه راحلته
عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام نومة، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته، حتى اشتد عليه الحر والعطش،
أو ما شاء الله. قال: أرجع إلى مكاني، فرجع فنام نومة ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده<!--colorc--><!--/colorc-->".
لا تيأسي فقد دعا إلى التوبة من كان أشد منك جرمًا:
لا تدعي لليأس إلى قلبك طريقًا بسبب ذنب وقعت فيه وإن عَظُم، فقد دعا الله إلى التوبة أقوامًا ارتكبوا
الفواحش العظام والموبقات الجسام، فهؤلاء قومٌ قتلوا عباده المؤمنين وحرقوهم بالنار، ذكر الله قصتهم
في سورة البروج، ومع ذلك دعاهم إلى التوبة:
(<!--coloro:deeppink--><!--/coloro-->إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ<!--colorc--><!--/colorc-->) [البروج:10].
وهؤلاء قوم نسبوا إليه الصاحبة والولد فبين كفرهم وضلالهم، ثم دعاهم إلى التوبة:
(<!--coloro:deeppink--><!--/coloro-->أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ<!--colorc--><!--/colorc-->) [المائدة:74].
وهذه امرأة زنت فحملت من الزنا لكنها تابت وأتت النبي صلى الله عليه وسلم معلنة توبتها، طالبة تطهيرها،
فلما رجمها المسلمون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "<!--coloro:deeppink--><!--/coloro-->لقد تابت توبة لو قُسمت على سبعين من
أهل المدينة لوسعتهم<!--colorc--><!--/colorc-->".
واستمعي معي إلى هذا النداء الرباني الذي يفيض رحمة:
(<!--coloro:deeppink--><!--/coloro-->قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ<!--colorc--><!--/colorc-->) [الزمر:53].
فماذا تنتظري بعد هذا؟ فقط أقلعي واندمي واعزمي على عدم العودة، واطرقي باب مولاكِ:
(<!--coloro:deeppink--><!--/coloro-->وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ<!--colorc--><!--/colorc-->) [ البقرة:186]. أذرفي دموع الندم، واعترفي بين يدي مولاك،
وعاهديهِ على سلوك سبيل الطاعة،
وتذكري قول الله عز وجل: (<!--coloro:deeppink--><!--/coloro-->وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى<!--colorc--><!--/colorc-->) (طـه:82)
<!--coloro:#DDA0DD--><!--/coloro-->بتصرّف يسير<!--colorc--><!--/colorc--><!--sizec--><!--/sizec--><!--fontc--><!--/fontc--><!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:deeppink--><!--/coloro--><!--sizeo:7--><!--/sizeo--> خطر الاستهانة بالذنوب واستصغارها <!--sizec--><!--/sizec--><!--colorc--><!--/colorc-->
ولقد كانت نفسيات الصحابة حساسة جداً ضد الذنوب، يقول أنس رضي الله عنه فيما رواه البخاري
رحمه الله في صحيحه : [<!--coloro:deeppink--><!--/coloro-->إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد الرسول
صلى الله عليه وسلم من الموبقات<!--colorc--><!--/colorc-->] فإذاً: قضية استصغار الذنوب مشكلة عند بعض الناس، يستصغرون
الذنوب ويحتقرونها، ولذلك يقول بعض السلف: "<!--coloro:deeppink--><!--/coloro-->لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر إلى من عصيت<!--colorc--><!--/colorc-->"،
انظر إلى من عصيت عند ذلك تجد فعلاً أنك تستنكر كيف فعلت هذا الأمر؟! تتهول ما فعلت، فبعض الناس
يستصغرون مثلاً: النظر واللمس المحرم والحديث المحرم في الهاتف وغيره، والقبلة التي هي من مقدمات
الزنا، ويستصغرون النظر إلى المجلات والمسلسلات ويقولون: هذه أشياء بسيطة جداً، يعني: ماذا ستؤثر؟
ومن ضمن الناس الذين قد يتجاوزون أناسٌ أبيح لهم النظر للضرورة فتوسعوا فيه مثل: الطبيب والخاطب،
امرأة لم تجد طبيبةً مسلمةً مؤهلةً للنظر في ذلك المرض، فذهبت إلى الطبيب، يباح للطبيب أن ينظر من المريضة
إلى الموضع الذي يحتاج أن ينظر إليه للعلاج، وقد يتوسع الطبيب أكثر من ذلك، فبعض الأطباء قد يتساهل،
والخاطب يباح له أن ينظر إلى مخطوبته حتى يرى ما يدعوه إلى نكاحه منها، فإذا رأى وقرر وانتهينا وعرف
النتيجة، ثم طلب أن يرى مرة ثانية وأنه جلس معها فترة طويلة ساعة أو ساعتين وهو لا يحتاج إلى هذه
الفترة، فإذاً: هذا إنسان متعدٍ ينبغي له أن يتوب من هذه الزيادة. وهذا الاستصغار يولد الاستهتار والوقوع
في الكبائر، ويترك الإنسان الخوف ويستهين بالمعصية، <!--coloro:deeppink--><!--/coloro-->سألني أحد الناس سؤالاً عن معصية<!--colorc--><!--/colorc-->،
قال: ما حكم كذا؟ قلت له: هذه حكمها حكم المسألة أو بالدليل من كلام العلماء أنها محرمة فهي حرام،
<!--coloro:deeppink--><!--/coloro-->فقال<!--colorc--><!--/colorc-->: حرام، يعني: حرام كثير أم قليل؟ فيها سيئات كثير وإلا كم؟ لماذا يسأل بعض العامة هذه الأسئلة؟
لأن عندهم مبدأ الاستهانة بالصغائر، ومحقرات الذنوب هذه مسألة لا يلتفتون إليها ولا يلقون لها بالاً.
وقال ابن القيم رحمه الله:<!--coloro:deeppink--><!--/coloro--> وقد يقترن بالصغيرة من قلة الحياء وعدم المبالاة وترك الخوف والاستهانة
ما يلحقها بالكبائر بل يجعلها من رتبتها؛ من رتبة الكبائر<!--colorc--><!--/colorc-->.......
والله المُستعان
<!--colorc--><!--/colorc--><!--sizec--><!--/sizec--><!--fontc--><!--/fontc--><!--IBF.ATTACHMENT_2810315--><!--coloro:deeppink--><!--/coloro--><!--sizeo:7--><!--/sizeo--> خطر استعظام الذنوب <!--sizec--><!--/sizec--><!--colorc--><!--/colorc-->
بالنسبة لقضية استعظام الذنوب، فبعض الناس يستعظمون الكم الهائل من الذنوب التي ارتكبها
عبر عشرات السنين في الماضي وجاء الآن ليتوب، وقد ملأت تلك الذنوب نفسه وضاقت بها جوانحه
وهو يريد الخلاص، فقد يقول كما ذكرت قبل قليل: <!--coloro:deeppink--><!--/coloro-->كيف يغفر الله لي<!--colorc--><!--/colorc-->؟ هذه أشياء عظيمة جداً، كثير من
الناس يأتي بعضهم يقول: يا أخي! أنا ما تركت بلية إلا فعلتها، ما تركت فاحشة إلا وأتيتها، ليس هناك
حد من حدود الله إلا وانتهكته، كل ما تتصور ببالك من المعاصي والآثام أنا فعلتها،<!--coloro:deeppink--><!--/coloro--> ماذا يمكن أن أفعل<!--colorc--><!--/colorc-->؟
هذه نفسية كثير من الناس يكتبونها برسائل أو يأتون يشافهون بها وهم في غاية الحرج، يقول: فعلنا
وفعلنا، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل: (<!--coloro:deeppink--><!--/coloro-->من علم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب
غفرت له ولا أبالي ما لم يشرك بي شيئا<!--colorc--><!--/colorc-->) ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز
وجل في الحديث الصحيح أيضاً: (<!--coloro:deeppink--><!--/coloro-->يا ابن آدم! إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا
أبالي، يا بن آدم! لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا بن آدم! لو لقيتني بقراب الأرض
خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً أتيتك بقرابها مغفرة<!--colorc--><!--/colorc-->) إن الله عز وجل واسع المغفرة واسع الرحمة:<!--coloro:deeppink--><!--/coloro--> وَإِنِّي
لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى<!--colorc--><!--/colorc--> [طه:82]. وفي حديث أبي ذر : (<!--coloro:deeppink--><!--/coloro-->يا عبادي إنكم تخطئون بالليل
والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم<!--colorc--><!--/colorc-->) سبحانه وتعالى ما أحلمه! ما أرحمه! ما أشد عفوه!
وما أوسع مغفرته!
لو قال إنسان: يا أخي هذه من الناحية النظرية أنت تأتيني بآيات وأحاديث، لكن أعطني
مثالاً واقعياً على أناس اشتدت بهم الفواحش ثم غفر الله لهم، نقول لك: نعم يا أخي يوجد، والحمد لله، ورصيد
التجربة وهو رصيد مهم للأمة الإسلامية ولجيل الصحوة، رصيد التجربة رصيد موجود والحمد لله، في القرآن
والسنة ما نقل إلينا من السابقين ومن سيرة المسلمين التي نحن الآن نقرؤها، مثل: حديث قاتل المائة النفس
حادث عملي، وشيء وقع، شخص قتل مائة نفس قتلها كلها ظلماً وعدواناً، فهو معتد ظالم، وبعد ذلك يقول له
العالم وليس العابد الجاهل: وما الذي يحول بينه وبين التوبة؟ <!--coloro:deeppink--><!--/coloro-->نعم. لك توبة<!--colorc--><!--/colorc-->، ثم يتوب فيتوب الله عليه وتختصم
فيه الملائكة فيكون من نصيب ملائكة الرحمة، وقد قتل مائة نفس. إذاً: حتى نقرب المسألة عملياً إلى الأذهان
نقول: نعم، هناك أمثلة عملية، فهذا قتل مائة نفس، فهل عندك جريمة مثل هذه؟ قتل مائة نفس! والعلماء
يصنفون الذنوب: الشرك ثم البدعة ثم قتل النفس ثم الفواحش الأخرى، قتل النفس عظيم، وقول ابن عباس
رحمه الله فيه أنه خالد مخلد في جهنم، والعلماء لهم فيها أقوال بسطها ابن القيم رحمه الله في المدارج
وغيرها ورجح فيها.
<!--colorc--><!--/colorc--><!--sizec--><!--/sizec--><!--fontc--><!--/fontc--><!--IBF.ATTACHMENT_2810316--> الجهل بالأحكام من معوقات التوبة <!--colorc--><!--/colorc--><!--sizec--><!--/sizec-->
<!--coloro:deeppink--><!--/coloro-->يقول<!--colorc--><!--/colorc-->: أريد أن أتوب ولكن كيف يغفر الله هذه الذنوب كلها؟ أريد أن أتوب ولكن أصدقاء السوء لا يدعوني
سيشهرون بي، أريد أن أتوب ولكن لا أعرف كيف أتوب؟ أنا تركت صلوات وتركت زكاة وتركت كذا،
وسرقت مالاً وعندي أموال ربوية، لا أعرف كيف أتوب !
وإليكنّ بعض الحلول :
<!--coloro:deeppink--><!--/coloro-->أحكام توبة تارك الصلاة أو الصيام<!--colorc--><!--/colorc-->
بعض الناس يحول بينهم وبين التوبة عدم معرفتهم بالأحكام فمثلاً: رجلٌ كان تاركاً للصلاة ثم اهتدى،
ماذا يفعل بصلواته الماضية؟ هذه المسألة فيها نزاعٌ بين أهل العلم، والأرجح والله أعلم أنه لا يلزمه
القضاء ولكنه يكثر من التوبة والاستغفار وصلوات النوافل لعلها تعوضه عما فاته، لأن الوقت لا يمكن
إرجاعه مرة أخرى وهذا ليس معذوراً كالنائم والناسي، الخلاف طويل، هذا الملخص فقط.
أو كذلك رجل ترك الطمأنينة في الصلاة، رجل صلاته كنقر الغراب، ثم تاب إلى الله وعرف
أن الطمأنينة ركن كيف يفعل؟
استدلالاً بحديث المسيء صلاته لا يجب عليه أن يعيد وإنما يستأنف الآن الصلاة بطمأنينة.
ورجل ترك الصيام، هذا الرجل إن كان تركه للصيام حاصلاً وهو يصلي ولم يرتكب مكفراً،
يعني: ترك الصيام ولم يزل مسلماً، فهذا عليه أن يقضيه الآن، يقضي الصيام الماضي الذي تركه،
أما إذا كان أصلاً كافراً مستهزئاً بالدين مرتداً عن الإسلام تاركاً للصلاة بالكلية، فهذا لا يؤمر بإعادة
الصيام لأنه كان عند تركه للصيام كافراً، والرسول صلى الله عليه وسلم ما طلب من الصحابة الذين
أسلموا أن يعيدوا الصيام الذي فاتهم مثلاً، وكذلك الزكاة، ولكن نضرب مثالاً بمسألة تحصل ويسأل
عنها بعض النساء،
تقول المرأة مثلاً: أنا عندما بلغت لم أخبر أحداً ببلوغي لأني خجلت ممن حولي،
وتظاهرت بالإفطار وأفطرت حتى لا يحسوا بأنها قد بلغت لأنه أمرٌ مخزٍ عندها، وما أعلمتهم وتركت
الصيام، وبعد مرور سنوات طويلة تقول: ماذا أفعل بصيامي الذي تركته، فالجواب: إن توبتها إلى الله
عز وجل تقضي بأن تصوم هذه المرأة ما فاتها من الأيام في بداية بلوغها أو بعده
مثلاً: تركت الصيام سنتين فتصوم شهرين، فهذه تصوم أيام الحيض التي تقضيها أصلاً
[كنا نؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة] تصوم أيام الحيض وغيرها، يعني: تصوم الشهر
كاملاً الذي تركته، وإن كانت صامت بعضاً وأفطرت بعضاً، فإنها تصوم ما فاتها منها. ولكن إذا أخرت
ذلك الصيام حتى جاء رمضان الذي بعده ولما تقضه بعد، فعليها بالإضافة إلى قضاء الصيام إطعام
مسكين عن كل يوم، يقول الشيخ عبد العزيز :
وهذه فتوى ستة من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم أن من أخر صيام رمضان حتى دخل رمضان
الذي بعده، فإن عليه بالإضافة إلى قضاء الصيام إطعام مسكين عن كل يوم أخره من رمضان هذا إلى الذي
بعده، وقد يقول قائل: أنا مر علي عشرون رمضاناً، ولم أصم منها إلا ثلاثة، فهل تتضاعف الكفارة؟ فنقول:
لا. كما أجاب عن ذلك أهل العلم، لا تتضاعف الكفارة، تقضي ما فاتك في الماضي وتطعم عن كل يومٍ مسكيناً.
<!--colorc--><!--/colorc--><!--fontc--><!--/fontc--><!--sizec--><!--/sizec--><!--IBF.ATTACHMENT_2810317-->والآن :<!--sizec--><!--/sizec--><!--colorc--><!--/colorc-->
هل هناك ما يعترض توبتكِ أختي ويحول بينكِ وبين الرجوع إلى الله ؟
نحن هُنا بإذن الله , لنتعاون معًا ونتشاور في أسباب تخلّفكِ عن ركبِ من يسعون لنيل الدّرجات العلى من الجنّة ,
سائلات المولى جلّ وعلا أن يجعلنا جميعًا منهم , إنّه وليّ ذلك والقادر عليه .
<!--coloro:deeppink--><!--/coloro-->فهلمّي إلينا ,,, حيّاكِ الله وأسعدكِ <!--colorc--><!--/colorc-->
<!--coloro:#DDA0DD--><!--/coloro-->
ساحة النقاش