authentication required

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




قم ... واستغل وقتك بالمفيد:

لقد روى ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: (اغتنم خمساً قبل خمس، وذكر منها: حياتك قبل موتك، وفراغك قبل شغلك)أخرجه الإمام أحمد، والبيهقي برقم498)، وحسَّنه العراقي في تخريج الإحياء5/204) وقال

المنذري في الترغيب والترهيب: إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما4/203) وصحَّحه الألباني كما في صحيح الجامع برق077).


وقال الإمام الحسن البصري ـ رحمه الله ـ يا ابن آدم إنَّما أنت أيام إذا ذهب يومك ذهب بعضك).


وبناء على ذلك فإنَّنا نستطيع أن نستغل وقتنا بقراءة آية ، ومذاكرة حديث، واستغفار، وتسبيح، وتهليل، وصلاة، ودعوة إلى الله، وقراءة، وتعليم وتعلم، وأمر بمعروف، ونهي عن منكر، فسنشعر حينها بطعم البركة في أوقاتنا .


باستغلال أوقاتنا نستطيع أن نحل مشاكل البطالة، بخدمة الناس، والسعي إلى طلب الرزق ولو باليسير، والمشاركة في حل هموم المساكين والفقراء مع الجمعيات الخيرية .


باستغلال أوقاتنا نستطيع أن نستمع إلى دروس علمية، ومحاضرات شرعيَّة، عبر مسجِّل السيارة أثناء تنقلاتنا بدلاً من التفكير العشوائي والفوضوي.


باستغلال أوقاتنا نحاول أن نكون أشدَّ إصراراً على عدم تضييع ثانية من الإجازة الصيفية، فليست هي عطلة كما يسميها الكسالى؛ فلا شيء في دين الإسلام اسمه عطلة وإنَّما راحة، والراحة تكون عبادة كذلك حين تكون النية للتقوي على طاعة الله.


باستغلال أوقاتنا نبتعد عن الروح الفوضوية ونشعر بأنَّنا منظمون، وحينها لا نشعر بوقت ضائع، ولا بعمل فائت.


باستغلال أوقاتنا تحاول المرأة وهي تطبخ، أو تنظف بيتها أن تستمع لشريط قرآن أو دروس أو محاضرات، أو تلهج بالذكر والاستغفار.


باستغلال أوقاتنا نستطيع أن نتفكر في مخلوقات الله ، أو نفكِّر تفكيراً إيجابيَّاً في التخطيط لأعمالنا، فكم من فكرة خطرت في الوقت ، ينتفع بها المرء إن طبَّقها فيما بعد انتفاعاً عجيباً.


باستغلال أوقاتنا نفيد ونستفيد، ننفع وننتفع، نحسن إلى خلق الله، نغيث ملهوفاً، نصلي على جنازة، نشيعها إلى قبرها حتى تدفن، نبتسم في وجوه المسلمين، نتصدق ولو بشق تمرة، نتكلم الكلمة الطيبة، نسعى إلى الخير، نكفل اليتيم، نبر الوالدين، نصل الأرحام..



المهم أن نستغلَّ الوقت، وأن نعلم طرق الاستفادة من ذلك؛ وأن نتعلم الطرق المفيدة في فهم عمليَّة إدارة الوقت، بالتخطيط الدقيق ومعرفة أنَّ ساعة واحدة من التخطيط توفر عشر ساعات من التنفيذ، وحسن التنظيم مع الاتِّسام بالهدوء والتؤدة فالشخص

المتوتر يحتاج ضعف الوقت لإنجاز العمل الذي يقوم به الشخص المنظَّم والهادئ، والأخذ بمنهج التوازن والتكامل في حياتنا، والانخراط في العمل على بيِّنة وبصيرة، مع الاقتناع بأهميَّته وأنَّه سبيل إلى رضوان الله تعالى، وتغليف ذلك كلِّه بالصبر وضبط النفس على ما خطَّطه المرء في استغلاله.


وحذار من التسويف في العمل، أو التكاسل في أداء ما أوجبته على نفسك، بل ضع وقتاً للانتهاء من مهمَّته، ودوِّن واكتب ما تريد القيام به حتى لا يفلت منك، وشجِّع نفسك على القيام بهذه المهمة بل كافئها إن انتهيت منها بشيء محبَّب لنفسك، وإياك والتردد فإنَّه سم قاتل لا يصنع إلاَّ الوساوس، وخذ على نفسك عهداً ووعداً بأنَّك ستكون منضبطاً بما ستقوم به من عمل مفيد تستغل به وقتك،

وقاطع كل أصحاب السوء والفساد الذين لا يعاونونك في الخير، وإن استطعت أن تدعوهم وتبين لهم أهميَّة الوقت وضرورة استغلاله فحسن فإن استمعوا لك، وإلاَّ فاعرض عنهم واضرب عنهم صفحاً، فإنَّهم لصوص الوقت، وسوس الخراب، وهنالك من الأصدقاء الكثير الذين يعينوك على حسن التعامل مع الوقت:




وَلا تَجْلِسْ إِلى أهلِ الدَّنَايـَا *** فَإِنَّ خَلائِقَ السُّفَهَاءِ تُعْـِدي

المصدر: الزمن
  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 79 مشاهدة
نشرت فى 24 إبريل 2010 بواسطة princess

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,742,070