الديدان الرئوية في الأغنام

مقدمة:

إن أهمية الديدان الرئوية لاتقل خطورة في الأغنام عن بقية الديدان الداخلية وخصوصاً الديدان المعدية المعائية ولكنها تشكل أكثر خطراً عندما يكون الحيوان مصاباً بالاثنتين معاً وهي كثيرة الأجناس وتصنف تحت عائلة الميتاسترونجيليدي family= Metastrongylidae في الحيوانات الكبيرة.

انتشار المرض :

تنتشر الاصابة بالديدان الرؤية في مصر و تختلف نسبة الاصابة من منطقة الى اخرى حسب الطبيعة الجغرافية و حسب الاجواء المناخية و قد اثبت الدراسة ان نسبة الاصابة تزيد في فصل الشتاء عن الصيف حيث تحتاج اليرقات خارج الجسم الى قليل من الحرارة و مزيد من الرطوبة لكى تتطور كما اها تتاثر كثيرا بضوء الشمس المباشر و الجفاف
وتتميز الديدان الرؤية بقدرتها على البقاؤ طول فترة الشتاء لتصيب الحملان في فصل الربيع و التي ترعى في الاماكن الملوثة لهذه اليرقات
ومن اهم المناطق التي تتزايد فيها الاصابة في مصر هي الصحراء الغربية و الساحل الشمالي والذي يمتد من السلوم الى الاسكندرية حيث تتميز هذه المناظق بالرطوبة و المناخ الحار وايضا لوجود بعض القواقع اللازمة لدورة حياة بعض الديدان الرؤية مثل Protostrongylus rufescens
وقد سجلت الدراسات نسبة عالية من الاصابة عام 2002

الصفات العامة:

تشمل هذه العائلة طفيليات الجهاز التنفسي والأوعية الدموية في الرئتين للحيوانات الثديية ولذلك تعرف باسم الديدان الرئوية – وهي ديدان طويلة ورفيعة ذات محفظة شفوية مختزلة وكيس تناسلي صغير شعاعاته قصيرة أو غير نامية.
بيوضها بيضوية الشكل رقيقة القشرة وتحتوي على الطور الأول من اليرقات وتفقس هذه البيوض عادة أثناء مرورها في الجهاز الهضمي ( أحياناً في الجهاز التنفسي) حيث تشاهد اليرقات في طورها الأول بالبراز وتشمل هذه العائلة أجناساً عديدة وهي المسببة للمرض

المسبب للمرض :

1- جنس ديكتوكولس Genus= Dictyocaulus

ويشمل هذا الجنس أنواعاً عديدة ، أما النوع الذي يصيب الأغنام والماعز فهو ديكتوكولس فيلاريا Dictyocaulus Filaria حيث تتوضع الديدان اليافعة في الشعيبات الهوائية.
تكون أنواع هذا الجنس متشابهة في الشكل ودورة الحياة فهي طويلة حيث يبلغ طول الذكر 8 سم والأنثى 10 سم بيضاء اللون طويلة ورفيعة تشبه الخيوط وتوجد في مجموعات أو كتل في الشعيبات الهوائية وتخرج اليرقات في طورها الأول وتتميز بأن نصفها الأمامي شفاف والنصف الخلفي غامق اللون لامتلائه بالحبيبات الغامقة والذيل رفيع ومدبب وبعد فترة تنسلخ إلى الطور اليرقي الثاني ثم إلى الثالث المعدي في الجو الخارجي وتحت تأثير العوامل الجوية ( حرارة، رطوبة، أكسجين).

2- جنس بروتوسترونجيلس Genus=Protostrongylus:

توجد هذه الديدان في الشعيبات الهوائية الرفيعة للأغنام والماعز.

3- جنس موليريس Genus= Muellerius
4- جنس سيستوكولس Genus= Cystocaulus


وهذه الأجناس الثلاثة الأخيرة (2- 3- 4 ) تحوي ديدان ذات لون أحمر مصفر وتتغذى بالدم ودورة حياتها غير مباشرة إذ تبتلع يرقاتها الأولى من قبل العائل الوسيط وهو نوع من القواقع الأرضية حيث تنسلخ في تجويفه البطني إلى الطور الثاني ثم الطور الثالث المعدي وتحدث العدوى عن طريق بلع القواقع مع الأعشاب عند الرعي حيث تتحرر اليرقة الثالثة في الأمعاء الدقيقة للعائل النهائي (الأغنام) تحت تأثير العصارات الهاضمة ثم تخترق جدار الأمعاء لتصل إلى النسيج الحشوي للرئتين عن طريق الدم.

دورة الحياة:

تتغذى هذه الديدان على امتصاص الدم والأنسجة المسالة إذا وجدت في قصبات الحيوانات، تضع الأنثى بيوضها والتي يبلغ طولها 90 ميكرون رقيقة القشرة بيضوية الشكل وتخرج من الرغامى وتسقط في المري ثم تطرح مع البراز بعد أن يتشكل الجنين ( يرقة أولى).
تخرج اليرقة الأولى وهي محاطة بغمدها وبعد 6-7 أيام تتطور حتى تصل إلى اليرقة الثالثة المعدية وتحافظ على غمديها السابقين وبذلك تقاوم العوامل الخارجية وتتحوصل على الأعشاب وهي لاتحتاج إلى عائل ثانوي ولكن قد تصادف في عائل ثانوي عرضي كديدان الأرض والقواقع المختلفة التي تتواجد في المراعي ثم يأتي الحيوان ويبتلع هذه اليرقات المعدية (يرقة 3)
وعند وصولها إلى الأمعاء تخترق جداره وتصل إلى أقرب وعاء دموي ومنه إلى القلب الأيمن ثم الرئتين والقصبات وتحتاج دورة الحياة منذ خروج اليرقات على الوسط الخارجي حتى عودة اليرقة الثالثة إلى الحيوان وتشكل الديدان اليافعة إلى ستة أسابيع.
وقد تحدث عدوى للأجنة قبل الولادة Pre-natal infection .

الأمراض التي تسببها عند الحيوانات:

تسبب هذه الديدان عند الأغنام والماعز داء القصبات الديداني وذات الرئة وخاصة الجنسين (3-4) لوجودهما في النسيج الحشوي للرئتين لذا تحدث تهيجاً في الغشاء المبطن للشعبيات فتسبب التهاباً شعبياً نزلياً Catarrhal-Bronchitis كما يمتد الالتهاب إلى الأنسجة المحيطة بالشعيبات وقد يصاب الحيوان بالتهاب رئوي Pneumonia فتزيد الحالة سوءً بواسطة الجراثيم الثانوية. تكون الإصابة شديدة بصفة عامة في الحيوانات الصغيرة السن بالمزرعة.
إن أهم الأمراض المميزة هو السعال (الكحة) حيث يمد الحيوان رأسه إلى الأمام ويسعل ويظل كذلك حتى يخرج المخاط من أنفه وبعد فترة يكون ضيق التنفس واضحاً وعدد مرات التنفس كثيرة وسريعة كالمعتاد يقل وزن الحيوان ويظهر الضعف العام ثم فقر الدم. وقلما يرافق ذلك ارتفاع في الحرارة وقد يموت الحيوان خلال ثمانية إلى عشرة أيام إذا كانت الإصابة شديدة ومختلفة مع الإصابة بالديدان المعدية المعائية حيث تضعف مقاومة الحيوان وتنشط الجراثيم الإنتانية حيث تؤثر على الرئة بكامل فصوصها بفضلاتها السامة وأهم هذه الجراثيم هي الباستوريللا.
وقد يحدث الإجهاض في الإصابات الشديدة بسبب السعال الشديد. غالباً ما تظهر الأعراض في الصيف وفي أواخر الربيع وأول ما تظهر منه الأعراض هي الأعراض الهضمية إذ أن اليرقة الثالثة حيث وصولها إلى الأمعاء تسبب بتخريشها لجدران الأمعاء إسهالاً وقتياً.
قابلية الحيوان للإصابة:
أكثر الحيوانات التي تتعرض لفتك هذه الطفيليات هي الاغنام ما فوق سنتين من العمر ثم تليها الاغنام ما بين عمر (1_2)سنة ثم الحيوانات اقل من  ستة أشهر. ومما يزيد في خطورة الإصابة وجود طفيليات أخرى في المعدة والأمعاء إذ أن وجود مختلف هذه الطفيليات يساعد على إضعاف مقاومة الحيوان كما أن للمراعي التي ترتادها هذه الحيوانات دور هام في حدوث الإصابة هذا وإن العلف الجاف يحتفظ باليرقات المعدية لفترة من الزمن قد تصل إلى سنة كاملة. كما أن برودة الشتاء لاتقتل اليرقات الموجودة على العلف المخزون.

الآفات التشريحية:

إن الآفات التشريحية الأساسية التي تشاهد على الحيوان النافق (الميت) هي آفات الاختناق وفقر الدم والهزال وإذا فتحنا القصبات وجدنا كتلاً من هذه الديدان ممزوجة مع المخاط وأحياناً ممزوجة بالدم. وتلاحظ أهم الآفات في الجزء الخلفي والعلوي من الرئة وقد تظهر هذه المنطقة من الرئة متكبدة وإذا أخذنا قليلاً من المخاط وفحصناه تحت عدسة المجهر لشاهدنا بيوض هذه الطفيليات. وإذا أجرينا مقطعاً في هذه المساحات المصابة من الرئة وخاصة القسم الخلفي من الرئة لوجدناها تحوي سائلاً أحمر غليظ القوام يحتوي على خلايا بشرية وخلايا دموية وبيوض ويرقات ديدانية وقد نلاحظ أيضاً بؤر أو حبيبات منتشرة في النسيج الرئوي بحيث تكون قاسية الملمس تشبه الخردق وقد تتكلس هذه الحبيبات أحياناً.

التشخيص:

يمكن تشخيص هذه الإصابة بسهولة نسبياً وذلك بملاحظة الأعراض المميزة التي تظهر على الحيوان وخصوصاً في الربيع والصيف يجب تمييز هذا الداء عن التهاب الرئة والتهاب القصبات البسيط وذات الرئة السارية في الحيوانات الصغيرة إذ أن ذلك المرض يصحبه أعراض حمى كما لايشاهد يرقات الديدان في المواد المخاطية. وقد تظهر أعراض حمى كما لايشاهد يرقات الديدان في المواد المخاطية. وقد تظهر أعراض التهاب الرئة والقصبات العادية في الشتاء أيضاً ويميز داء القصبات الديداني عن السل الرئوي الذي هو مرض مزمن ويظهر في جميع الفصول وعلى مختلف الحيوانات كما لا يصحب السل الرئوي ضيق التنفس وهو بصورة عامة غير شائع عند الحيوانات الصغيرة.
أما التشخيص بعد الموت فهو سهل للغاية وخصوصاً إذا أجري التشريح بعد الموت مباشرة حيث نشاهد كتلاً من هذه الطفيليات مع المواد المخاطية في القصبات

العلاج :

عن طريق الحقن : ايفرمكتين حقن تحت الجلد يعطى بجرعة 200ميكروجرام لكل 1 كجم
عن طريق الشرب : استخدام الفنبندازول او التتراميزول بجرعة 20 ميلليجرام لكل 1 كجم لمدة 5 ايام

المصدر: المجلة الزراعية شبكة المعرفة الريفية
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 1104 مشاهدة
نشرت فى 19 يونيو 2011 بواسطة poultryscience

ساحة النقاش

Abohemeed Aly

poultryscience
_تابعونا على : http://www.veterinarysci.blogspot.com/ »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,282,465