إيست دورسيت، فرمونت (ومينز إي نيوز)-- مع اقتراب عيد الشكر، تحضّر سكوت بروفت من أجل تسويق الديوك الرومية التي تُسلّم مع الدواجن إلى المزرعة في تموز / يوليو.
وتقول إنّها وزوجها مات يقومون بذبح وبيع حوالى 650ديكاً رومياً في شهر تشرين الثاني / نوفمبر بعد أن يمضوا فصل الصيف في مزرعة بروفتس عند قمة الجبل لتبلغ هذه الديوك وزنها الكامل الذي يتراوح بين 16 و 18 باونداً.
وتقول: "نعالج الديوك جميعها في يوم واحد ونقيس وزنها ونوضّبها في اليوم التالي ونضعها في ثلاّجة. نريد أن نقوم بذلك بأكبر قدر من النظافة ومن خلال عمل الإنسان لكي يحصل زباؤننا على أفضل المنتجات".
وتقول إنّها محاولة يقوم بها الجميع على غرار تربية الماشية "لدينا الكثير من الأصدقاء الذين يأتون ويحضرون الأكل فنجلس ونستمع إلى الموسيقى. لدينا عدد من الناس يريدون القيام بذلك أكثر ممّا لدينا مراكز. كلّ شخص يصبح خبيراً في مركزه".
وتشمل العملية ذبح الديوك من خلال تعليقها نحو الأسفل بمخاريط من الفولاذ الصامد (الذي لا يصدأ) وقطع الأوردة الودّاجية (في العنق) ثمّ إرسالها عبر الكاوي الكهربائي ومن ثمّ إلى النتافة.
ومنذ حوالى 30 سنة، بدأت بروفت ببناء مزرعتها على قطعة صغيرة مساحتها 120 ألف هكتار كانت عائلتها تمتلكها منذ أجيال عديدة بالقرب من قمة الجبل في جنوبي غربي فرمونت.
في العام 1978 ، اتّصلت بخدمات التوسيع الزراعي – التي تقدّم المساعدة التقنية للمزارعين ومنتجي المواشي – لكي تطلب أن يأتي أحد إلى الأرض ويقدّم لها النصائح حول إدارة المزرعة. وتتذكّر بروفت ما جرى وتقول: "وهكذا جاء ذاك الرجل وقال لي " لا يمكنك القيام بذلك. إنّها لا تبدو كمزرعة وبالتالي أنت امرأة" وخرج من الباب. وفي الواقع، قدّم لي ذلك قوة دافعة".
تنظيف الأرض، نمو الزراعات العضوية
بدأت بروفت بتنظيف الأرض وعندما تزوّجت لاحقاً، قام الزوجان بتأسيس مزرعة متنوعة للزراعات العضوية على مساحة بعض الهكتارات. ولديهم حالياً خمسة أطفال تتراوح أعمارهم بين 9 و 20 سنة تعلّموا في المنزل ويعملون في المزرعة.
وتخطّط بروفت لبيع طيور العائلة التي يُطعمونها من الزراعات العضوية بسعر 3 باوندات فقط.
ومع ذلك، إنّ سعرها أعلى بـ 89 سنتاً أي بزيادة 1.29 باونداً ممّا يدفعه السمتهلكون من أجل الدواجن الثقيلة التي تربّى في في المنشآت الصناعية وتأكل الحبوب الملفوفة بالمضادات الحيوية وتقول بروفت أن " 99 في المئة من زبائننا يعودون بعد سنة بسبب المذاق".
بالإضافة إلى الديوك الرومية، يربي الزوج بروفت مئات الدواجن والبطّ والإوز وينتج العسل والخضار والأعشاب والأزهار. وتقول الزوجة بروفت وهي تبتسم إنّ المزرعة هي مصدر رزقهم الوحيد وتسمح لهم "بالاستمرار" على الصعيد المادي.
وتشتكي بروفت من أنّ أحداً لم يقدّم لها التشجيع عندما بدأت بالعمل وهذه أحد الأسباب التي تدفعها إلى تقدير الشبكة الزراعية للنساء.
وتقول إنّه كان "شرف عظيم" لها أن تُدعى في العام 1994لتكون العضو المؤسس للمجموعة التي تتّخذ من برلين مقرّاً لها، وهي توفّر اليوم نوعاً من أنواع النصائح التقنية والتشجيع للنساء وقد كانت بروفت ترغب أن تحصل عليه منذ سنوات طويلة.
وتقول: "كان الأمر مدهشاً. لقد وفّروا للنساء من كافة الأعمار الدعم وورش العمل والأبحاث حول كيفية القيام بالأعمال الزراعية في مساحة صغيرة جداً لبلوغ مساحة كبيرة جداً بالإضافة إلى تمكينهنّ ".
وتضيف أنّ المجموعة ساعدتها في التخطيط الطويل الأمد "كيف ستتوسّع وتكبر وكيف تنوّع منتجاتها وإلى أي أسواق تسعى".
ولفت اجتماع عُقد في تموز / يوليو لفرع كونيكتيكت إلى امرأة تبيع العنب من الشجيرات البالغ عددها 3,000 وامرأة أخرى تقوم بتربية الماعز وتصنع الجبنة.
الاستجابة إلى الحاجات التي لم تُلبَ
إنّ ماري بيودي، وهي أخصائية في التنمية الإقتصادية في المجتمع مع خدمات التوسيع في جامعة فرمونت، بدأت بالشبكة في العام 1994 بواسطة هبة صغيرة من وزارة الزراعة الأميركية. ورأت الحاجة التي لا تُلبى بين المزارعات اللواتي أصبحت على اتصال بهن.
وتقول: "عندما ذهبت إلى الاجتماعات في المزرعة وورش العمل، كان يحضر الكثير من الرجال والقليل من النساء إلا أنّهم كانوا يميلون إلى عدم طرح أي أسئلة. لكن عندما ذهبت لزيارة المَزارع وجدت النساء ملتزمات في تشغيل المزرعة وكان لديهن الكثير من الأسئلة. فاستطعت أن أستنتج من ذلك أنّ النساء لا يحظين بالتعليم والمساعدة التقنية اللازمة التي يحتاجنها بالفعل والتي يريدنها".
ومنذ تأسيسها، نمت الشبكة لتضمّ حوالى 5,000 عضواً، ومركزها في الشمال الشرقي لكن لديها اتصالات مع كلّ الولايات بالإضافة إلى كندا والمكسيك.
وفي أجزاء كثيرة من العالم، تسيطر النساء على القطاع الزراعي. وعلى الرغم من أنّه ليس صحيحاً أنّه في الولايات المتحدة الأميركية هذه الأرقام ترتفع إلا أنّ بيانات وزارة الزراعة الأميركية تظهر أنّ 237,819 ألف امرأة هنّ المشغّلات الأساسيات للمزارع و 1,000 امرأة من بينهن في فرمونت.
على الصعيد الوطني، ارتفع عدد المزارعات الإناث بنسبة 13.5 في المئة بين عامي 1997 و 2002 . و ستُعلن الأرقام المقبلة في العام 2008 .
العمل الزراعي من أجل العائلة والعمل
تقول بيبودي إنّ نصف أعضاء الشبكة هم من النساء اللواتي يعملن في مزارعهن كأمّهات عازبات أو كأمّهات لا يتعاطى شركاؤهن هذا العمل. وهناك مزرعة ثالثة يديرها الشريكان ويتخذان القرارات معاً على غرار بروفت وزوجها. وهناك عددٌ أصغر من النساء تسميّه بيبودي الزوجات التقليديات في المزارع.
وتقول: "إنّهن ملتزمات ببعض أوجه العمل إلا أنّهن لسن صانعات القرار الرئيسيات. وسبب إشتراكهن معنا هو التمكن من رؤية المسيرة إذ من الممكن جدّاً وراثة هذه المزرعة وهنّ بالتالي بحاجة إلى بعض الاستشارة والتعلم حول الخيارات التي يتخذّنها عند هذه النقطة".
وتضيف بيبودي "في خلال سنوات عملنا العشرة، ساعدنا على تحسين النمو المالي مع وجود أكثر من 500 عمل زراعي وساعدنا أشخاصاً من حوالى 600 مزرعة أخرى على القيام بقرارات مضطلعة حول أعمالهم وما إذا كان يجب البدء بأعمال أو تنويعها أو الخروج من هذا المجال".
وتضيف بيبودي أنّ الشبكة تحدّد العمل الزراعي بشكل واسع جداً لتتخطّى أي عمل يشمل الطعام أو الألياف أو استخدام الموارد الطبيعية". وتقول إنّ العديد من النساء اللواتي أردن العمل في المجال الزراعي لم ينشأن وهنّ يعملن في إدارة الشؤون الزراعية لذا فهنّ غالباً ما لا يعرفن عن الموارد والشبكات المتوفّرة لهن. بالإضافة إلى ذلك، إنّ البنية الجسدية لمعظم النساء هي أقلّ قوة من الرجال، لذا إيجاد الوسائل التي تناسبهن وتعلّم كيفية استخدامها من دون التسبب بالأذى الجسدي يشكّل تحدياً.
وبالإضافة إلى المزارعين، تخدم الشبكة النساء في الأسواق المرتبطة بالزراعة.
على سبيل المثال، انضمّت جاين ماهر إلى الشبكة في أوائل هذا العام. وهي تملك سنوتي فودز في أوكسفورد، كونيكتيكت والتي تنتج مجموعة متنوعة من السوائل العضوية والخبز والتي تبيعها إلى مسافات بعيدة تصل إلى بوسطن.
وتقول: "بدأت عملي في العام 2004 ، مع منتوج واحد: مربى العشب والثوم. لقد كنت أصنعها دائماً لعائلتي والناس أحبّوها كثيراً".
وتقول إنّ الشبكة تقدّم "وسيلة للبقاء على اتصال مع النساء اللواتي يسرن في الإتجاه ذاته وللاضطلاع على التشريع في الولاية وعلى المستويات الوطنية الذي يعزّز الزراعة المحلية والمستدامة".
ساحة النقاش