authentication required

بعد أن كادت مكانتهم تقترب من مكانة الرسل‏..‏ فقد أساء إليها بعضهم الآن بما يرتكبه من مخالفات وأفعال يندي لها الجبين‏..‏

 من بين مليون ومائة ألف معلم توجد فئة قليلة منهم ارتضت لنفسها أن تنزوي في دائرة الشبهات والاتهامات بعيدا عن أسمي وأقدس الرسالات وهي الرسالةالتعليمية‏..‏ فبعد الضرب المبرح الذي يؤدي الي احداث عاهات بأجسام نحيفة هزيلة لأطفال لا قدرة لهم علي المقاومة‏..‏ ظهرت أفعال أخري أشد ضراوة وشراسة تمثلت في جرائم التحرش الجنسي بالطلاب والطالبات ومؤخرا تدخين الحشيش داخل احدي قلاع التربية والتعليم
السطور التالية تفتح الملف ليتركز حول بداية واحدة هي المعلم‏..‏ فهو محور الارتكاز وأساس العملية التعليمية‏..‏ الأسباب المؤدية الي وجود مثل هذه الظواهر الشاذة يحددها الخبراء والأطراف المعنية بالعملية التعليمية في محاولة جادة لوضع مقترحات جادة تسهم في عودة المعلم الي سابق عهده وتقديم رسالته بعيدا عن الشبهات‏,‏
من جانبه يطالب أ‏.‏د‏.‏فاروق اسماعيل رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس الشوري‏,‏ ورئيس جامعة الأهرام الكندية بضرورة عودة نظام التفتيش من قبل وزارة التربية والتعليم علي الاداء والنظام وسير العملية التعليمية داخل المدارس‏..‏ وكان التفتيش قد تم الغاؤه لضغط المصروفات‏..‏ وان كنا الآن في حاجة ملحة الي عودة هذا النظام وإثابة المفتشين وصرف كادر المعلم لهم وإعادة الهيكل الإداري للمديريات التعليمية وللمدارس نفسها‏..‏ وكذلك هناك حاجة مؤكدة الي عمل اختبارات شخصية جادة لمن يلتحق بكليات التربية قبل الالتحاق بها وكذلك اختبارات اخري من لجان متخصصة لمن سوف يعمل بمهنة التدريس قبل الالتحاق بالعمل فيجب ألا نغفل هنا اننا نضع بين ايديهم أغلي أمانة وهم الأبناء الذين يتخذون من المعلمين قدوة ونموذجا يسيرون علي هداه‏..‏
فيجب في المقام الأول أن يتمتعوا بقاعدة أخلاقية نموذجية ولا يكون أي منهم عرضة للشبهة من أي نوع‏..‏ كما أن من يثبت انحرافه فيما بعد من هؤلاء المعلمين يجب استبعاده تماما عن التعامل مع الطلاب وان اثبتت التحقيقات ضرورة فصله فيجب ان يتم ذلك علي الفور فيكون عظة وعبرة لغيره ولكل من تسول له نفسه الاقدام علي ارتكاب مثل هذه المخالفات الشاذة‏,‏ كما يجب ان يتم نشر التحقيقات ومتابعتها علي الرأي العام أولا بأول لكي يطمئن أولياء الأمور إلي وجود رقابة وعقاب صارم للمخالف‏..‏ ويجب ألا نغفل عن ان السبب الأساسي الذي قاد الي مثل هذه المخالفات هو انتشار الأمراض الاجتماعية العديدة في المجتمع ككل‏..‏ لذلك فإنه من الضروري الاعتماد فقط علي خريجي كليات التربية الذين قاموا بدراسة أصول التدريس وقواعده وعلم النفس التربوي وغيرها من المواد التي تؤهلهم للقيام بهذه المهمة الجليلة‏..‏
ومن الرأي السابق يتضح أساس المشكلة كما يوضح أ‏,‏د‏,‏أحمد اسماعيل حجي الاستاذ بكلية التربية بجامعة حلوان قائلا إن نسبة المعلمين المعينين بالمدارس من خريجي كليات التربية لا تتجاوز‏10%‏ بأي حال وهنا تكمن المشكلة فالنسبة المتبقية‏90%‏ لا يتم الاستعانة بها لاداء مهمتها الاساسية ومجال تخصصها‏..‏ وقد تتم الاستعانة بهم للعمل في المدارس بعد فترات طويلة من التخرج يكون بعضهم خلالها قد اضطروا إلي اللجوء الي مهن أخري متدنية ثم يتجهون بعد ذلك للعمل بالمدارس بعد أن اكتسب هؤلاء البعض اخلاقيات سيئة‏..‏
وفي نفس الاطار كما يضيف د‏.‏أحمد اسماعيل حجي‏:‏ تأتي المطالبة بألا يكون عقاب المعلم المخالف هو النقل الي مكان آخر لان في ذلك ايحاء بالإقلال من شأن المدرسة التي يتم نقله اليها‏..‏
ومن ناحية أخري ـ والكلام لايزال علي لسان أستاذ التربية بجامعة حلوان ـ فمن الضروري التدقيق الشديد وحسن اختيار قيادات التعليم وعلي رأسها مديرو المديريات ووكلاء المديريات ومديرو المدارس علي أن يكونوا من الجادين الملتزمين وأن يكون لهم ثقل في الجانب الخلقي وإلي جانب الكفاءة المهنية‏.‏
ومن المنطلق نفسه يتحدث أ‏.‏د‏.‏ محمد سكران رئيس رابطة التربية الحديثة والاستاذ بكلية التربية جامعة الفيوم مضيفا أن الانتقاء الدقيق للعاملين بمهنة التدريس يجب البدء في تفعيله علي وجه السرعة كي لا يتسلل الي هذه المهنة المقدسة أشخاص يدمرون المخزون البشري للأمة والمتمثل في أبنائنا وبناتنا الطلاب‏..‏
وعلي الجانب الآخر يعبر المعلمون انفسهم عن آرائهم التي يتفقون من خلالها مع الاراء السابقة وهو ما يشير اليه سعد عبد الرحمن مدرس لغة عربية قائلا إن عدم وجود اختبارات نفسية وشخصية لأي مدرس قبل التحاقه بالعمل وكذلك الاعتماد علي الوساطة والتعيين أو التعاقد العشوائي لمجرد ملء الفراغ في أي تخصص دون النظر الي الكفاءة الخلقية والمهنية‏,‏ هي جميعها أشباب واضحة لظهور مثل هذه الظواهر الشاذة‏.‏
ويتفق معه أميل وهبة مدرس رياضيات في ان التدريس في كثير من المدارس أصبح مهنة من لا مهنة له‏,‏ وهو أمر لا يمكن تصوره بأي حال ولذلك ظهرت هذه الفئة التي فقدت القدوة خاصة في ظل الرقابة المحدودة علي المدارس‏

المصدر: http://www.ahram.org.eg/
osmanschool

أفضل صديق

  • Currently 60/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
20 تصويتات / 286 مشاهدة
نشرت فى 24 مايو 2010 بواسطة osmanschool

ساحة النقاش

عطيه عبد المجيد

osmanschool
نسعى إلى اللتنمية المهنية المستدامة للمعلم المصري والعربي »

ابحث عن موضوع يهمك

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,016,233