موقع الدكتور اسامة عبد المولا لذوي الاحتياجات الخاصة

الإعاقات الذهنية

 

مقدمة:

 

§       ما تم تقديمه عبارة عن مقدمة في الإعاقه الذهنية من حيث (التعريف، التشخيص، الأسباب والوقاية).

§  ولاحقا سوف يقدم – البرامج التأهيلية والتعليمية التي تقدم للمعاقين ذهنياً، والمجالات الأساسية التي تراعى عند وضع البرامج الدينية.

§       عرض لحالات إعاقة ذهنية تطور أدائها وتقدم قدراتها العقلية والاجتماعية والسلوكية.

§  أهم المؤسسات والهيئات والمراكز التي يتم اللجوء إليها للحصول على المساندة والتدريب اللازم سواء للوالدين أو للطفل نفسه.


الإعاقات الذهنية

 

       التخلف العقلي Mental Retardation هو حالة قصور أو توقف في نمو الذكاء نتيجة عوامل وراثية أو بيئية أو كليهما ويترتب عليه عدم اكتمال نمو الذكاء وقصور القدرات الاجتماعية والتعليمية.  فالمعروف أن الذكاء يستمر في النمو خلال الطفولة حتى المراهقة فإذا ما حدث توقف نمو الذكاء خلال هذه الفترة سواء لسبب عوامل وراثية أو بيئية.  يترتب عليه بطء أو قصور أو توقف في نمو ذكاء الفرد (بمعنى أن يكون عمره الزمني 10 أعوام بينما مستوى ذكائه لا يزيد عن مستوى ذكاء طفل عمره خمس أو ست سنوات) وعندئذ تقول أن عمره العقلي 5 أو 6 سنوات.

 

       والتخلف العقلي درجات وهو يشمل التخلف العقلي البسيط (أو القابلية للتعلم المحدد) الذين تتراوح درجات الذكاء لديهم بين 50 – 70 IQ والتخلف العقلي المتوسط (القابلية للتدريب) الذين تتراوح درجات ذكائهم بين 25 -50 IQ والتخلف العقلي الشديد لدرجة من الذكاء اقل من 25 IQ وتبلغ نسبة المتخلفين عقلياً حوالي 3% من أفراد المجتمع.

 

أسباب التخلف العقلي:

 

       اهتمت الدراسات والبحوث العلمية بتحديد العوامل المسببة للتخلف العقلي كأساس للوصول إلى أساليب ذات فعالية في الوقاية تسهم في الحد من خطورة المشكلة.  ويمكن أن نلخص هذه الأسباب فيما يلي:

 

1.   عوامل وراثية جينية ناتجة عن تاريخ تخلف عقلي لدى الأباء والأجداد.

2.   شذوذ وراثي في تكوين وشكل وعدد الكروموسومات.

3.   عوامل وراثية فطرية مؤدية إلى خلل في التمثيل الغذائي وخاصة تمثيل البروتين.

4.   إختلاف أو عدم تشابه دم الأم ودم الطفل (Rh-, Rh+)

5.   الاستخدام الزائد لأشعة X أو النظائر المشعة في علاج الأم أثناء الحمل.

6.   إصابة الأم بالزهري أو الايدز أو بالحصبة الألمانية أو غيرها من الأمراض الفيروسية.

7.   إدمان الأم المخدرات أو المسكرات أثناء الحمل أو تناول أدوية دون استشارة الطبيب.

8. انحباس أو نقص الأكسجين عن الجنين في المرحلة الأخيرة من الحمل أو التفاف الحبل السري حول رقبته.

9.   الولادة العسرة أو القيصرية.

10. إصابة الجمجمة أو المخ أثناء الولادة أو بعدها (نتيجة صدمة أو حادث أو تلف أو التهاب في المخ أو نتيجة استعمال الجفت أو الشفط في الولادة).

11. إصابة الطفل بعد الولادة – قبل البلوغ – بإحدى الحميات التي تؤثر إلى خلايا المخ (الحمى الشوكية) أو بأحد أنواع الشلل المخي أو الحصبة.

12.   اضطرابات الغدد الصماء قبل الولادة ومنها ضمور الغدة التيموسية أو تضخم الغدة الدرقية.

13. التسمم بالزرنيخ وأول أكسيد الكربون أو التسمم بمركبات الرصاص أو استنشاق أبخرته أثناء مرحلة الحمل أو الطفولة المبكرة أو نتيجة تلوث الهواء أو الماء أو الغذاء.

14. السقوط أو اصطدام الجمجمة بشدة في مرحلة الطفولة قبل المراهقة بصورة يترتب عليها تلف بعض أنسجة المخ أو الإصابة ببعض الأورام.

15. سوء التغذية الشديد للطفل وخاصة إذا تميز غذاء الطفل بنقص شديد في البروتين أو اليود بصفة خاصة في السنة الأولى من عمره.

16. التشوهات الخلقية في الجمجمة كصغر حجمها أو نقص جزء من المخ أو كبر حجم الدماغ نتيجة زيادة سوائل المخ.

17.   قصور إفرازات الغدة الدرقية.

18. البيئة الفقيرة ثقافيا التي تفتقد إلى الأنشطة الذهنية الحافزة لذكاء الطفل في مراحل نموه الأول، تعتبر مسئولة عن نسبة عالية جدا من حالات التخلف العقلي البسيط (80%) وخاصة إذا لم يتوفر الغذاء الكامل والخدمات الصحية.

 

       وبالرغم من أن الدوائر العليمة المتخصصة تعتقد أن كل هذه الأسباب تعتبر مسئولة عن 75% فقط من حالات التخلف العقلي وان بقية الحالات مجهولة الأسباب، فان برامجنا العلاجية والوقائية تستطيع أن تستفيد من القدر المحدود من المعرفة التي توصلنا إليها نتيجة تلك الأبحاث.

 

البرامج الوقائية:

 

       نظرا لعجز العلم عن الوصول إلى علاج وشفاء حالات التخلف العقلي قد وجه العلماء إلى التركيز على الإجراءات الوقائية ذلك أن الوقاية لا تحتاج إلى الجهد والمال الذي تحتاجه متطلبات العلاج، حيث يمكننا النجاح في إنقاذ عشرات الآلاف من الحالات التي كان من المحتم إصابتها بتخلف عقلي متوسط أو بسيط وذلك بالاهتمام بالإجراءات الوقائية التالية:

 

1. إجراء الفحص الكروموسومى أثناء الحمل، وكذلك إجراء فحوص الدم للعامل RH على الأم والطفل عند الميلاد، وإجراء اختبار PKU على الطفل في الأسابيع الأولى بعد الميلاد والإسراع بعلاج الحالات الايجابية منها.

2. وقاية الأم أثناء الحمل من إصابات الحصبة الألمانية والسعال الديكى وغيرها مما قد يؤثر على نمو خلايا مخ الجنين.  وتجنب تناول الأدوية أثناء الحمل إلا بعد استشارة الطبيب.

3.   فحص وتوجيه الراغبين في الزواج خاصة من أفراد الأسر التي ظهرت فيها حالات تخلف عقلي.

4. زيادة الرعاية الصحية أثناء الحمل والاهتمام بتوفير الغذاء الكامل للأطفال وخاصة الأغذية الغنية بالبروتين.

5. الاهتمام ببرامج تنظيم الأسرة وتنظيم الإنجاب على فترات متباعدة وخاصة ما يهدف إلي خدمة الأسرة التي تعانى من أمراض وراثية مؤدية إلى تخلف عقلي.

6.   تجنب تعرض الأم لأشعة إكس والعلاج بالنظائر المشعة أثناء فترة الحمل.

7. رفع وعى المواطنين نحو تجنب الزواج من الأقارب وخاصة تلك التي يوجد في تاريخها حالات تخلف عقلي.

8. وقاية الأطفال من الإصابة ببعض الحميات التي تصيب المخ والأجهزة العصبية مثل الالتهاب السحائي والايدز.

9.   وقاية الأطفال أثناء الولادة وبعدها من إصابات الجمجمة والمخ.

10. توعية الأمهات بالإجراءات الوقائية ضد إصابات الأطفال بالتسمم وخاصة مركبات الرصاص التي تلوث الهواء والماء والغذاء، وتجنب الأغذية المكشوفة المعرضة لأتربة الشارع وما تحمله من رصاص.

11. العمل على رفع مستوى المعيشة والظروف الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والصحية والتغذية التي يعيش فيها الطفل في السنوات الأولى من عمره حيث ثبت علميا أن الفقر والجهل والتغذية وعدم توفر الأنشطة الذهنية الحافزة للذكاء واللازمة لتنميته في البيئة التي يعيش فيها الطفل في السنوات الأولى من عمره.

 

       هذا فيما يتعلق بمقومات البرامج الوقائية.  ولكن في حالة حدوث الإعاقة لاى من الأسباب السابقة أو غيرها فانه يجب اتخاذ بعضاً من الإجراءات التالية:

 

1. الاكتشاف والتأهيل المبكر لحالات التخلف العقلي قبل أن يستفحل الخطر وتصبح البرامج العلاجية بعده عديمة الفائدة.

2.   تدريب الأباء والأمهات على احترام السلوك الشخصي للمتخلف العقلي وتقبله والتعامل معه.

3.   اكتساب المهارات الأكاديمية الأساسية من قراءة وكتابة وحساب عن طريق برنامج تدريبي تعليمي مناسب.

4. تنمية القدرة على التعامل مع الآخرين عن طريق الاشتراك في المواقف والخبرات الاجتماعية المناسبة المتكررة.

5.   تحقيق التكيف والتوافق الانفعالي والاستقلال الذاتي في الأسرة والمدرسة عن طريق برنامج متكامل.

6. العمل على التعامل مع الاضطرابات النفسية وعيوب النطق والكلام والتآزر الحركي التي تصاحب التخلف العقلي أو تأتى نتيجة له.

7. الإعداد المهني للالتحاق ببرامج التدريب المهني عن طريق برنامج توجيه وتدريب مهني يتفق مع قدرات الطفل العقلية ونواحي القصور الجسمي الأخرى.

8. تكوين رأى عام حول المشكلة يكون له ثقله ويصبح قوة ضاغطة مؤثرة في الجهازين التشريعي والتنفيذي لمساندة قضية المتخلفين عقليا.

9. التوسع في خدمات رعاية وتأهيل المتخلفين عقليا حتى تمتد هذه الخدمات لتشمل اكبر عدد ممكن من الأطفال.

10.   الاهتمام باستخدام وسائل الإعلام كأنه في التعرف على المشكلة وأعراضها.

11. توسع فرص العمل أمام المتخلفين عقلياً عن طريق فتح مجالات جديدة لتدريب وتشغيل أفراد هذه الفئة من الأطفال والشباب.

 

 

 

التدخل العلاجي والتأهيل:

 

       نعلم جميعاً أن التخلف العقلي ليس مرضاً ولكنه حالة قصور وتوقف في نمو الذكاء والقدرات العقلية، يتعذر أو بالأحرى يستحيل علاجه بالمعنى المفهوم للشفاء منه.  فلم يكتشف الإنسان حتى الآن علاجاً طبيا لا بالعقاقير ولا بالجراحة ولا بغيرها ولكنه نجح في تنمية وإثراء استخدام هذا القدر المحدود من الذكاء إلى حبت به الطبيعة الطفل إلى أقصى حد ممكن، خاصة بالنسبة إلى حالات التخلف العقلي البسيط والمتوسط، إلى درجة تمكن من أن يحيا حياة أخرى ما تكون إلى الطبيعة والاعتماد على النفس في رعاية الذات وتحقيق قدر معقول من الحياة الاقتصادية والاجتماعية وذلك عن طريق البرامج التعليمية المركزة في شكل برامج تأهيل شامل وتدريب مهني يعده السوق العمل.    ولكن حياة الطفل تتطلب البدء مبكرا بذلك.

 

       كذلك تؤثر مشكلة التخلف على الأسرة تأثيراً مباشراً، حيث يسبب قدوم طفل متخلف عقليا مشكلات عاطفية ووجدانية وسلوكية واقتصادية واجتماعية متعددة.

 

       وغالباً ما تنتاب الأبوين مشاعر متباينة مثل الحزن والخوف والحيرة والقلق والشفقة والغضب والحسرة، والبعض قد يستجيب بالرفض أو عدم استيعاب الحقيقة، وهى أن ابنهم غير قادر على مواصلة الدراسة العادية أو ممارسة حياته العادية كالآخرين من الأطفال حيث يتشككون في تشخيص الأخصائيين.

 

       ولهذا نجد الإباء ينتقلون بين العديد من المتخصصين لعل احدهم يبعث فيهم الأمل في شفاء ابنهم وعودته طبيعيا مكتمل الذكاء، وفى نهاية المطاف يدرك الأباء هذه الحقيقة، وقد تنتابهم بعض المشاعر السلبية من الإحساس بالذنب والمسئولية والخجل من أطفالهم وهم يتألمون، وقد يخفيان طفلهما المعاق عن الآخرين أو يتجنبان الخوض معهم في حديث عنه لتجنب الإحراج ومشاعر الخجل لإنجاب طفل معاق فلا يذكرونه إلا نادرا.

 

       ومصدر ذلك ناجم عن قصور وعيهم بالحقائق المرتبطة بولادة الطفل المعاق، كما لو كانوا هم المسئولين عن أحداث تلك الإعاقة، في حين أن كل ما يصيبنا من خير أو بلاء هو من عند الله، وعلينا أن نتقبله ونرضى بقضائه، فكلما تقبلنا الطفل المعاق ذهنيا وتعاملنا معه على انه طفل طبيعي مع مراعاة سلوكياته وقدراته الذهنية المحدودة، وقدمنا له تدريباً ورعاية مبكرة وتعاملنا مع الأمر بالتأني والصبر والمثابرة في الوصول إلى النتائج المتوقعة وغمرناه بالحب والعطف والتقبل دون تدليل وحماية زائدة ودون تجاهل أو إهمال أو رفض تمكنا الوصول به إلى بر الأمان.

 

 

 

 

      

  • Currently 95/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
32 تصويتات / 1672 مشاهدة
نشرت فى 3 أغسطس 2010 بواسطة osamatrbawy

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

44,103