جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
جلست في المقهى كالبغلة
لاأحد يشتمني
حتى يسمع كمالة القصة
------------------------
جلست في المقهى كالبغلة
لاأحد يشتمني
حتى يسمع كمالة القصة
كانت في إنتظار أ صاحبها
ذاك القادم إلينا
من عصر الظلمات
قبالها كان يجلس
رجل وحيد على الكرسي وقهوته
والى وجهه غطى حزنه
بنظارته السوداء
لساعة كان يرقبها
في حركات وسكنات
كان الوقت يمر عليها
وعقرب الثواني يلدغها
في كل الحركات
من نظرات كانت تأكلها
واحست انها صارت
مثل قطعة شواء
وأخيرا جاء فارسها
لا أعرف من أي الغابات
كان قدومه
وما كاد ليجلس
حتى كانت تخبره
أن ذاك الشرير
بنظارته السوداء
كان يحاصرها بعينيه
مثل بندقية نار
ماكاد منه إلا أن
قام إليه
وكان قبل الصفع والركل
يسبقه بألفاظ جارحة
تطال الأم وحتى الأخوات
أدماه وقلب الطاولة على رأسه
والكرسي على جنباته كسره
وصار ثلاث
وعاد الفاتح المنتصر مزهوا
فقد فتح القدس
ولازالت رومية في الحسبان
وتلك الملكة الغير المتوجة
بنعال الأرض
كانت نجفف له عرقا
وتعيد شاربه كما كان
مفتول العضلات
دقائق حتى قام النادل
إلى ذاك المسكين
ويعيد ترتيب
العمر الضائع واللاحق
فقد أدماه ذاك الثور الهائج
وكسر له أسنانا في فمه
كانت بيضاء
ولم ينسى أن يحطم له
نظارته السوداء
لحظات ترك المقهى
لايعرف أين وجهة خطوته
وأين يذهب إلى أي مكان
خطوات عثرات
كانت تقودها
عصى ذاك الأعمى
يمنة ويسرى
كم رسمت له طريقا
لكن في ذاك اليوم
لم تمنع عنه
شتما لأم وأخت
او كف عذاب
عامر محمد فاتح ناصيف
القط الشامي
دمشق حلب
الخميس 03-03-2016
المصدر: مجلة نسمات شعرية