جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
يا جارة الدار/ للشاعر : ابن زياد
........................................
صوت الدموع لعيني أرسل السببا
صدىً يواسي صراخ الطفل في حلبا
........................................
غيم الدخان شُحوبٌ - من سحابته -
يرمي المآذنَ و المحرابَ و القِببا
........................................
نارٌ تؤججُ أرضاً قد علمتَ بها
فخراً على صفحة الأقدار قد كُتِبَا
........................................
فصار في الشامِ ما قد كُنتَ تَكْرَههُ
قتلٌ وسلبٌ فأمسى الشعبُ مُغتربا
........................................
إني عجبتُ لما قد حلَّ في وطنٍ
والعُرْبُ ماعَجِبَتْ للظلم ، واعجبا !
........................................
تلك السيوف بغمد الخزي قابعةٌ
بئس الحديد إذا حُوَّلتَهُ خَشَبا
........................................
ان طال ليلٌ على الأرذال طال بهم
كذَّابُهُمْ وَلسانُ الصدق قد كذبا
........................................
يا جارة الدار قد ضَيَّعْتِ جيرتنا
قَطَعْتِ جسراً من الأرحام قد ضُربا
........................................
ياشام إن إله الكون ينصرنا
إذا تخاذل من سَمَّيتَهُم عربا
........................................
لاتذرفي بدموع القهر باكيةً
نحن الرجال فقد أَنْجَبْتِنَا نُجُبَا
........................................
إذا رضينا مضينا في عوالجها
وإن غضبنا ضربنا الرأس والذنبا
........................................
وإن جهلنا جهلنا رغم فِطنتِنا
وإن علمنا رفعنا عِلمَنَا كُتبا
........................................
وإن قصدنا عرين الأُسْدِ نُدْرِكُهَا
وإن رمينا رماحاً خِلْتَهَا شُهُبا
........................................
وإن رفعنا عماد الدين نَحْفَظُهَا
وقد قلبنا نظام الكون فانقلبا
........................................
هذا أخٌ في بلاد الشام صولتُهُ
وسيفهُ من دماء الكفر قد شربا
........................................
إن طّوَّقَتْنَا كلاب البغي نابحةً
دُسنا عليها وداوينا بها الجربا
المصدر: مجلة نسمات شعرية الإلكترونية