جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
أيام العمر تمضى
بلا هوادة
ويشدنى الماضى
بلا رغبة منى
وبلا إرادة
وأضع رأسى
على عمرى
كأنه وسادة
وينأى النوم عنى
ويطرح لى سهاده
ويراودنى عن أحلامى
ويأبى إلا اتباعه
سائرا خلف ماض
مات بغير شهادة
زاعما أننى أحيا
وفى الحياة إعادة
لآمال وأحلام تولت
ويرفض منى وداعه
زاعما أنى كنت يوما
فارسا فوق جواده
يركض والعمر يجري
وأنا قابض بلجامه
أروِّضه طوعا لأمرى
وفى يديا زمامه
فلا أرضى لنفسى
إلا الإباء والقيادة
فمالى تخلى العمر عنى
وأبى الجواد اقتياده
وناخ عنى بعيدا كأنى
ماكنت يوما لى الريادة
أَوَهَنْ وشيبٌ وضعفّ
أم زمان راح منى أوانه
إنها الدنيا خوان لمن
غاب عمره وولىُّ زمانه
فلا ريب أن المنية حتمْ
وأن للمَيِّت يوما قيامه
********
ملحوظة.. كلمة"للمَيِّتِ"بالياء المشددة إشارة إلى أن الموْت مقدر علما وحقا ويقينا على كل حى، بينما كلمة"مَيْت" بسكون الياء هو من مات فعلا وفارقت الروح جسده، وحجتنا فى ذلك قوله تعالى فى القرآن الكريم للنبى صلى الله عليه وسلم " إنك ميِّتْ،وإنهم مَيِّتون"