جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
اخذنا ــ يا سادة ــ في المدارس حرف لو , قيل لنا انه حرف شرط غير عامل (لا يجزم) , يفيد الامتناع , فكنا نقول عند الاعراب اختصارا : لو : حرف امتناع . وما كلفنا انفسنا معرفة معنى (امتناع ) , فقط هكذا قال الاستاذ , وقول الاستاذ هو الفصل . ولما دخلنا الجامعة و قدر لي ان اتخصص في اللغة العربية وآدابها , وفي التخصص ــ يا دام عزكم ــ يكون المرء ادق تعبيرا , مر معنا الحرف مرة اخرى فأعربناه على انه حرف امتناع , قال المحاضر : يا ابني يجب ان تكون دقيقا فتقول : حرف شرط غير عامل يفيد الامتناع لامتناع , لا محل لع من الاعراب . قلت : بامتناع واحد كنا (حايسين ولايصين ) فكيف بامتناعين . شرح لنا المحاضر المعنى , فسأوضحه لكم على مقدار فهمي , واجري عند الله فأقول :
الامتناع الاول يعنى امتنع حصول (جواب الشرط) أي لم يحصل الجواب , والامتناع الثاني : لان الشرط لم يقع , يعني امتناع حصول الجواب لان الغعل لم يحصل اصلا , فعدما نقول : لو درست لنجحت , الشرط هو الدراسة والجواب هو النجاح , يعني ان النجاح مرهون بالدراسة , أي : لم يحصل النجاح لان الشرط (وهو الدراسة) لم يحصل اصلا .
سأوضح لكم المسالة اكثر , مثلا : لو (كنتُ) وزيرا للتربية والتعليم لَ(وضعتُ) مبحثا ليس باقل اهمية من اللعة العربية والرياضيات , ويكون شرطا لقبول الطالب في الجامعة , والنجاح به شرط لتخرجه منها . الا وهو (التربية الاسرية ) . وطبعا لن يتحقق الجواب ( وضع المبحث) لا نه باختصار وجهي مش وجه وزير , ثم اين الثرى من الثريا , وبالتالي لن يتحقق الشرط ولا الجواب .
سيقفز كثير من المتفلسفين والمتفيهقين والمتنطعين ليقولوا : طيب ولمَ نرْهق ابناءنا بمساق جديد , وما اهمية هذا المساق , وابناؤنا يتعلمون التربية الاسرية من اهاليهم , فأسرنا سوية وابناؤنا كذلك , وهذه خبرة يتناقلها الابناء عن الاباء , فلا داعي لإقرارها في المدارس والجامعات . اقول لهم : لكن لا تنسوا ان تضعوا كلمة (كُنّا) امام العبارة الاخيرة أي : كنا اسرا سوية متماسكة ومستقرة , لكن ليس في عصر الخلويات والفيس والنت والفضائيات , والاعلام الموجه والاعلام السياسي , والغزو الفكري والثقافي .
سالت كثيرا ممن من الشباب المقبل على الزواج السؤال التالي : هل انت مؤهل للزواج ؟ فالكل يقول : نعم ماذا ينقصني ؟ شباب وعمل وبيت واستقرار . فأقول : طيب لماذا تريد الزواج ؟ فيقول : لأنه سنة الله في خلقه ليعمر الكون . اقول : فقط ؟ يقول : هل هناك شيء اخر ؟
عندما تذهب الام لتخطب لابنها , تشد حزامها وهي تغني ( اكربي الحزام يام العريس) , وتصحب اختها وربما اخت زوجها وابنتها الكبرى , يذهبن للبحث عن ابنة الحلال , وطبعا توصيهن : اسمعن يا بنات الحلال , مش كل يوم الواحد بتزوج , انا ابني مش قليل , كل البنات بتمنين يتقدم الهن , وسعيدة الحظ التي بقع اختياره عليها , وهو له شروط , لذك نريد بنتا بالمواصفات الاتية : طولها170 سم وجهها مربوع , عنيها وسع الفنجان , فمها خاتم سليمان , انفها كبذرة الرمان , شعرها كأذناب الخيل , و يشبه سواد الليل , وزنها وهذا الاكثر اهمية 63 ؛ لان اقل من ذلك تكون مسلولة واكثر من ذلك فهي ( دُبّـة ). وبعد استخدام المندل والاستعانة بصديق وصديق الصديق والجارة وجارة الجارة واستنفار كل اهل الحارة يجدنها . اهل البنت بدورهم يسالون عن عمل الشاب , وهل عنده بيت أي يقدر الانفاق عليها , وسؤالهم في اغلب الاحيان روتيني , فهم يرون ان البنت قد كبرت بعد ان انهت التعليم الجامعي وفرص الزواج امامها ضئيلة . يتم الزواج , ليجدا نفسيهما قبل انتهاء شهر العسل على ابواب المحكمة . لماذا ؟ لانهما لم يجيبا على السؤال السابق اجابة صحيحة . ولأنهما يريان الزواج برستيجا يدخلان به المجتمع , ترى الواحدة صار لها اسبوع (لاوية بوزها) لا تكلم زوجها , فاذا ما ارادا الخروج استعدت له واعدت زوجها ليكونا على اكمل طراز , وتصر على ان تمسك بذراعه لتبين للعامة انها زوجة مثالية متمسكة به وسعيدة .
اقول : اقام الله سبحانه وهو احكم الحاكمين الكون كله على نطام التزاوج , حتى في الذرة التي لا ترى بالعين , فاذا ادرك الانسان ان حاجته للزواج كحاجته للهواء والماء والغذاء , وان الزوج والزوجة كائنين في كيان واحد , يكمل كل منهما الاخر , ولا يمكن لاحدهما العيش عيشا سويا بعيدا عنه , فلا تعود النظرة السائدة من الرجل للمرأة المتعة , وكذلك لا تكون نظرة المرأة للرجل فقط على انه الصراف ,عندها تستقيم الحياة بينهما , شريطة ان يكون كل منهما في المكان الذي خصصه خالقه له , بعيدا عن صراع الادوار والمراكز والزعامة والقيادة في الاسرة . عند ذلك يردد كل منهما امام الاخر بكل مودة قول الراحلة ام كلثوم :
انت عمري اللي ابتدى بنورك صباحه انت انت انت عمري.
انا فلاح وكنا نربي الدجاج , وكنت الاحظ ان الديك لا يسمح لديوك الجيران الاقتراب من دجاجاته , وربما تنشب معارك تسيل فيها الدماء . وكنت الاحظه اثناء تقديم العلف يطوف حول الدجاجات وينفش ريشه ويستعرض قوته , وما كانت الدجاجات تخاف منه , بل وتلتقط الحب من بين اصابعه احيانا , وكانه يقول : ان قوتي هذه لحمايتكن . وفعلا اذا ما اعتدى كلب او ثعلب على (القن) يكون الديك اول الضحايا . فالبيت الناجح يا عزيزي به ديك ..عفوا رجل ناجح . طبتم وطابت اوقاتكم.