جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
(من غير كيسك يا مذرّي ذرّي) مثل فلسطيني , مستوحى ــ يا سادة ــ من حياة الفلاح الفلسطيني مواسم الحصاد بالذات , وخاصة القمح ، والشعير والذرة البيضاء والعدس . والمُذَّرّي : شخص يقوم بعملية (التّذرية ) , وهي فصل الحبوب عن القش الناعم ( التبن ) بعد درس السنابل بالطرق التقليدية بواسطة قطعة خشبية بحجم الباب تجرها الدواب في البيدر (ساحة بأعالي القرية) . وعملية التذرية بالمذراة تتم بمساعدة الرياح فالحب يسقط على الكومة , والتبن او القش الخفيف يتطاير بعيدا . عادة الاغنياء لا يقومون في هذا العمل بأنفسهم بل يستأجرون شخصا لهذه العملية مقابل اجر يتفقون عليه ( المُذرّي) وفي العادة هو الذي يكيل المحصول فيجتمع الفقراء فيغرف ويعطي من مال اصحاب المحصول , فيقول بعض الحاضرين : ( من غير كيسك يا مذري ذري) ومعناه من غير مالك فتعطي بغير حساب . ويشبهه مثل اخر عند التجار : الذي لا يدفع براي المال لا يبالي بالخسارة .
حضرتني ــ يا دام سعدكم ــ قصة درسناها في درس القراءة في المرحلة الاساسية , فيها عبارة مازالت محفورة في ذهني بنفس نبرة وتعابير استاذ المبحث رحمه الله :( لا يا ابي , لا ترمها, انها من عرق جبيني) , ملخص القصة ان رجلا غنيا عنده ولد وحيد مدلل بليد ( حبيب الماما) , يعتمد على ثروة ابيه ولا يعمل , احب الاب ان يعتمد الولد على نفسه , ليدرك اهمية الثروة التي ستؤول اليه يوما فلا يبددها , على راي الشاعر :
ومن اخذ البلاد بغير حرب يهون عليه تسليم البلاد
فطلب منه ان يذهب ويعمل بالأجرة عند الناس , ويأتيه كل يوم بأجرته التي كسبها بعرق جبينه , مهما كانت قليلة .شق الامر على الفتى فاستعان بوالدته وشكا اليها ظلم ابيه فقالت : لا تهتم اوهمه انك موافق وتخرج للعمل , وانا اعطيك ما يعادل اجرة العامل لتعطيها لأبيك , وقد كان , في المساء احضر الولد الاجرة لأبيه , فوضعها الاب في صرة والقي بها من النافذة في البحر , لم يعترض الولد على فعل ابيه , استمر الامر اياما والولد يأتي بالنقود والاب يرميها من النافذة , في احد الايام ادرك الرجل اللعبة فمنع المصروف عن الام الا الضروريات , فلم يعد بمقدورها الايفاء بما تعهدت به للولد وقالت له : يا بني لم يعد معي نقود ادفع لك فاذهب واعمل لترضي اباك . .فعلا ذهب الولد وعمل اجيرا عند احد البنائين , وعاد في المساء يكاد يقع من شدة التعب , وعلى عادة الاب وضع النقود في صرة ووقف ليرميها من النافذة , فصاح الغلام : لا يا ابي لا ترمها انها من عرق جبيني . اما الذي ذكرني بالقصة والمثلين فسأقول لكم وامري الى الله بعد الصلاة على رسول الله :
تعرفون ــ يا دام سعدكم ـــ ان الاسرة قائمة في مجتمعاتنا على عقد الزواج , هو في الاصل عقد شراكة بين طرفين , لتكوين بيت دافئ ملئ والسكينة والمودة والرحمة , أي يستفيد الاثنان منه . وفي مجتمعاتنا واعرافنا ان الذي يقوم يتمويل هذا العقد ــ بدا من اليوم الاول لكتب الكتاب وحتى يوم الفرح الاكبر ــ هو الزوج , فهو مكلف بتجهيز بيت الزوجية من الخيط الى الشاشة اضافة للمهر وتوابعه وحفلات اشهار الزواج . وتعرفون اننا في بلد 80% من سكانه رواتبهم اقل من 500 دينار حسب اعترافات الحكومات المتعاقبة يعني تجت مستوى خط الفقر الذي حددته الحكومة نفسها , في حين ان راتب الجامعي في السنوات الاولي من العمل في حدود 400 دينار . يقدر الشاب واهله عادة تكاليف معينة لزواجه , في حدود المعقول والمقبول وواقع البلد , فيجدون ان العتمة ما جاءت على توقعات الساري , والرياح على ما تشتهي السفن , فمطاليب العروس واهلها قد تفوق احيانا كثيرة توقعاتهم وحساباتهم , وعلى الطرف الاول ان يدفع من فم ساكت , فقد تورط واللي صار صار .
نبدأــ يا دام مجد اهلكم ــ من او يوم في الخطوبة , فهو مكلف بتكاليف العقد والبالغة حوالي خمسين دينارا يليها حلوان بسيط للعائلتين , وغداء فاخر بنفس القيمة تقريبا , يعني طار ربع الراتب في يوم واحد , وادفع يا مرحوم الوالدين , والا اتهمت بالتقصير . بعد ذلك هو مكلف بإعداد الجاهة الكريمة التي يتشرط بها اهل العروس عدد افراد الجاهة ومراكز اجتماعية , لا بد ان يطلبها نائب او عين او شيخ كبير , للتباهي ان الذي طلب ابنتنا هو فلان . بعد ذلك تلبيس الدبل وحفلة الخطوبة وهذا يتطلب صالة للفرح وصالون للزينة وبدلة الخطبة والدبلة ومحبسها وقطعة تسمى التلبيسة من الذهب , لبيان اكرامه لها اما العدسات , والا ستلوي بوزها وبوز امها ومرأة عمها , وادفع يا مرحوم البَيْ .
في فترة الخطوبة لا بد من الزيارات الاسبوعية , والا عد متهربا , وكل زيارة لا بد من هدية قيمة تباهي بها صديقاتها , فهي بنت فلان وليست اقل منهن , ولا تكلف نفسها السؤال كيف سيدبر امره , لها خبز مخبوز وماء بالكوز, وادفع يا مرحوم الام .
عند الاثاث تريد ان تجهز بيتها بأفخر الاثاث الموجود في السوق , بحجة انها ليس كل يوم ستفتح بيتا , وان صاحباتها جهزن من هذا النوع , وهي ليست باقل منهن , وطبعا هي لا تدفع فبالتالي لا يهمها كيف سيدبر نفسه متمسكة بقول الشاعر:
من يخطب الحسناء لم يغله المهر
و تعرفون انتم التجار والاعيبهم اذا احسوا ان العروس متمسكة بهذه القطعة , ليجد المسكن الامر افرق بين حسابه وحسابها اضعافا مضاعفة , وادفع يا مرحوم الجد
قبيل الفرح ياتي دور بطاقات الفرح وهي انواع تتراوح بين العشرة قروش والدينار للبطاقة الواحدة , فنعود لنفس الأسطوانة , فلانه صديقتي مازال الناس يتحدثون بفخامة بطاقات فرحها , وهات اقنعها ان مصير هذه البطاقات في القمامة ابدا , فيدخل في اقله 500دينارلم تكن في حسابه , وادفع يا مرحوم العم
تأتي حفلة الحناء للعروس , صالون وفستان السهرة والضيافات ليدخل في اقله 500دينار وكذلك سهرة الشباب مع الغداء التي لا تقل تكاليفها عن الف دينار اذا كانت عائلية .
نأتي للفرحة الكبرى حفلة الزفاف , فتتشرط صالة معينة فاخرة تليق بمقامها ومقام المدعوين من طرف اهلها , فهي ليست اقل من غيرها , وبرستيج العائلة لا يسمح بصالة اقل من خمس نجوم , اضافة الى الصالون والحمام التركي وبدلة الفرح بتوابعها والتي تدخل بحوالي الالف اضافة الى اجرة الصالة في حدود الالفي دينار في فصل الصيف . وافع يا مرحوم الخال
صدقوني البعض يتوقف عند هذا الحد فيصابح المحكمة الشرعية , واخرون يقولون شر لا بد منه ويكملون , لتجد العروس نفسها في الصباحية وعلى زوجها دين يثقل كاهله سيضطرون لتسديده من لقمة عيشهم , البعض تتحمل على مضض , والكثيرات يضيق صدرهن فتبدا المناكفات والمشاحنات لتنتهي في المحكمة .
هل عرفتم ــ يا دام سعد اجدادكم الاوائل ــ سبب ارتفاع حالات الطلاق في مجتمعنا المحافظ اصلا , والذي يعتبر الطلاق من العيوب القاتلة . طبتم وطابت اوقاتكم
حضرتني ــ يا دام سعدكم ــ قصة درسناها في درس القراءة في المرحلة الاساسية , فيها عبارة مازالت محفورة في ذهني بنفس نبرة وتعابير استاذ المبحث رحمه الله :( لا يا ابي , لا ترمها, انها من عرق جبيني) , ملخص القصة ان رجلا غنيا عنده ولد وحيد مدلل بليد ( حبيب الماما) , يعتمد على ثروة ابيه ولا يعمل , احب الاب ان يعتمد الولد على نفسه , ليدرك اهمية الثروة التي ستؤول اليه يوما فلا يبددها , على راي الشاعر :
ومن اخذ البلاد بغير حرب يهون عليه تسليم البلاد
فطلب منه ان يذهب ويعمل بالأجرة عند الناس , ويأتيه كل يوم بأجرته التي كسبها بعرق جبينه , مهما كانت قليلة .شق الامر على الفتى فاستعان بوالدته وشكا اليها ظلم ابيه فقالت : لا تهتم اوهمه انك موافق وتخرج للعمل , وانا اعطيك ما يعادل اجرة العامل لتعطيها لأبيك , وقد كان , في المساء احضر الولد الاجرة لأبيه , فوضعها الاب في صرة والقي بها من النافذة في البحر , لم يعترض الولد على فعل ابيه , استمر الامر اياما والولد يأتي بالنقود والاب يرميها من النافذة , في احد الايام ادرك الرجل اللعبة فمنع المصروف عن الام الا الضروريات , فلم يعد بمقدورها الايفاء بما تعهدت به للولد وقالت له : يا بني لم يعد معي نقود ادفع لك فاذهب واعمل لترضي اباك . .فعلا ذهب الولد وعمل اجيرا عند احد البنائين , وعاد في المساء يكاد يقع من شدة التعب , وعلى عادة الاب وضع النقود في صرة ووقف ليرميها من النافذة , فصاح الغلام : لا يا ابي لا ترمها انها من عرق جبيني . اما الذي ذكرني بالقصة والمثلين فسأقول لكم وامري الى الله بعد الصلاة على رسول الله :
تعرفون ــ يا دام سعدكم ـــ ان الاسرة قائمة في مجتمعاتنا على عقد الزواج , هو في الاصل عقد شراكة بين طرفين , لتكوين بيت دافئ ملئ والسكينة والمودة والرحمة , أي يستفيد الاثنان منه . وفي مجتمعاتنا واعرافنا ان الذي يقوم يتمويل هذا العقد ــ بدا من اليوم الاول لكتب الكتاب وحتى يوم الفرح الاكبر ــ هو الزوج , فهو مكلف بتجهيز بيت الزوجية من الخيط الى الشاشة اضافة للمهر وتوابعه وحفلات اشهار الزواج . وتعرفون اننا في بلد 80% من سكانه رواتبهم اقل من 500 دينار حسب اعترافات الحكومات المتعاقبة يعني تجت مستوى خط الفقر الذي حددته الحكومة نفسها , في حين ان راتب الجامعي في السنوات الاولي من العمل في حدود 400 دينار . يقدر الشاب واهله عادة تكاليف معينة لزواجه , في حدود المعقول والمقبول وواقع البلد , فيجدون ان العتمة ما جاءت على توقعات الساري , والرياح على ما تشتهي السفن , فمطاليب العروس واهلها قد تفوق احيانا كثيرة توقعاتهم وحساباتهم , وعلى الطرف الاول ان يدفع من فم ساكت , فقد تورط واللي صار صار .
نبدأــ يا دام مجد اهلكم ــ من او يوم في الخطوبة , فهو مكلف بتكاليف العقد والبالغة حوالي خمسين دينارا يليها حلوان بسيط للعائلتين , وغداء فاخر بنفس القيمة تقريبا , يعني طار ربع الراتب في يوم واحد , وادفع يا مرحوم الوالدين , والا اتهمت بالتقصير . بعد ذلك هو مكلف بإعداد الجاهة الكريمة التي يتشرط بها اهل العروس عدد افراد الجاهة ومراكز اجتماعية , لا بد ان يطلبها نائب او عين او شيخ كبير , للتباهي ان الذي طلب ابنتنا هو فلان . بعد ذلك تلبيس الدبل وحفلة الخطوبة وهذا يتطلب صالة للفرح وصالون للزينة وبدلة الخطبة والدبلة ومحبسها وقطعة تسمى التلبيسة من الذهب , لبيان اكرامه لها اما العدسات , والا ستلوي بوزها وبوز امها ومرأة عمها , وادفع يا مرحوم البَيْ .
في فترة الخطوبة لا بد من الزيارات الاسبوعية , والا عد متهربا , وكل زيارة لا بد من هدية قيمة تباهي بها صديقاتها , فهي بنت فلان وليست اقل منهن , ولا تكلف نفسها السؤال كيف سيدبر امره , لها خبز مخبوز وماء بالكوز, وادفع يا مرحوم الام .
عند الاثاث تريد ان تجهز بيتها بأفخر الاثاث الموجود في السوق , بحجة انها ليس كل يوم ستفتح بيتا , وان صاحباتها جهزن من هذا النوع , وهي ليست باقل منهن , وطبعا هي لا تدفع فبالتالي لا يهمها كيف سيدبر نفسه متمسكة بقول الشاعر:
من يخطب الحسناء لم يغله المهر
و تعرفون انتم التجار والاعيبهم اذا احسوا ان العروس متمسكة بهذه القطعة , ليجد المسكن الامر افرق بين حسابه وحسابها اضعافا مضاعفة , وادفع يا مرحوم الجد
قبيل الفرح ياتي دور بطاقات الفرح وهي انواع تتراوح بين العشرة قروش والدينار للبطاقة الواحدة , فنعود لنفس الأسطوانة , فلانه صديقتي مازال الناس يتحدثون بفخامة بطاقات فرحها , وهات اقنعها ان مصير هذه البطاقات في القمامة ابدا , فيدخل في اقله 500دينارلم تكن في حسابه , وادفع يا مرحوم العم
تأتي حفلة الحناء للعروس , صالون وفستان السهرة والضيافات ليدخل في اقله 500دينار وكذلك سهرة الشباب مع الغداء التي لا تقل تكاليفها عن الف دينار اذا كانت عائلية .
نأتي للفرحة الكبرى حفلة الزفاف , فتتشرط صالة معينة فاخرة تليق بمقامها ومقام المدعوين من طرف اهلها , فهي ليست اقل من غيرها , وبرستيج العائلة لا يسمح بصالة اقل من خمس نجوم , اضافة الى الصالون والحمام التركي وبدلة الفرح بتوابعها والتي تدخل بحوالي الالف اضافة الى اجرة الصالة في حدود الالفي دينار في فصل الصيف . وافع يا مرحوم الخال
صدقوني البعض يتوقف عند هذا الحد فيصابح المحكمة الشرعية , واخرون يقولون شر لا بد منه ويكملون , لتجد العروس نفسها في الصباحية وعلى زوجها دين يثقل كاهله سيضطرون لتسديده من لقمة عيشهم , البعض تتحمل على مضض , والكثيرات يضيق صدرهن فتبدا المناكفات والمشاحنات لتنتهي في المحكمة .
هل عرفتم ــ يا دام سعد اجدادكم الاوائل ــ سبب ارتفاع حالات الطلاق في مجتمعنا المحافظ اصلا , والذي يعتبر الطلاق من العيوب القاتلة . طبتم وطابت اوقاتكم