نسمات مديحة حسن

شعر / خواطر / قصة قصيرة / وطنيات

authentication required

قراءة نقدية في ديوان
{ اعتراف }
للشاعر المصري / عمر أبو عميرة
الناقد الأدبي المصري / عاطف عز الدين عبد الفتاح
أصدرت دار " يسطرون للطباعة والنشر و التوزيع " ديوان { اعتراف } للشاعر المصري / عمر أبو عميرة .
عُنوان الديوان:
العُنوان هو عَتبة النَّص كما يرى الناقد الدكتور محمد عبد المطلب، وعُنوان الدِّيوان هو {اعتراف} مما يجعلنا أمام قَصائد غِنائية يعترف فيها الشَّاعرُ بِحقائق هامة لم يُعلنها مِنْ قَبل، لذا فإن " الإعتراف " يدل على شَخصيِّة جَريئة وصادقة وقويَّة وصَريحَة، وكل هذه المُمَيِّزات التي نَراها في شَخصيِّة " المُعْترف " تجْذِب القُّرَّاء إلى قراءة قصائد الدِّيوان لمَعرفة ما يعترف به الشَّاعرُ!
قصيدة " بَريــقُ عَينيكــِ ":
عُنوان القصيدة: 
يجعلنا العُنوان أمام قصيدة رومانسيَّة يتغنَّى فيها الشَّاعرُ بجمال عيون المَعْشوقة، والمَقصود بكلمة " بَريق " في العُنوان هو الجاذبية والسِّحر والجَمال 
يقول الشَّاعرُ في مُفتتح القصيدة:
{إذا كتبتُ عن بَريق عَينيك
قصائـــــدي.
سيرحلُ الشعراءُ
ويختفون مِنْ مدينتي.
وترحل النِّساءُ
ولن يبقَى سِواكِ
يضئُ بَريقُ عينيكِ
السَّماءَ. !!.}
يستخدم الشَّاعرُ ضَميرَ المُخاطب مُتحدِّثاً إلى مَعشوقته فيخبرها بأنَّه لو كتب شِعْراً عن بَريق عينيها، فإن الشُّعراءَ سيرحلون ويغادرون مدينته كما سترحل النِّساءُ، وستبقى وحيدة حيث يضئ بَريق عينيها السَّماء.
يقول الشَّاعرُ:
{وأضع نفسي وروحي
داخل " نن " عينيكِ
اشـــــتياق. !!
وأمسحُ دَمعَ العين بفمي
حبيــبتي: -
لستُ فى فصل الشتاء
فلا مـــطر.
ولا رعــد.
ولا بـــرق.
ولا حـــتَّى
كبريــــــــاء.
فبَريق عَينيكِ حَبيبتي
بَسمةٌ. ضحكةٌ. واحتواءٌ
تتكلم عَيناكِ حبيبتي
كلَّ اللغات
ولا تعصي رَبَّها أبداً
فدَمْعُها روى رِمالَ عرفات
وضوءَ بَريقها
يبعث الحياةَ فى الرِّفات. !!
ودَمعة ضحكتك الحلوة
تُدندن وأنتِ على جوادك
تراكِ النّسوة من بُعدٍ
ويهمسن بلا صوت
نَحنُ العاهات...!}
يحدثنا الشَّاعرُ عن جَمال عَين مَعشوقته، التي يشتاق إليها، وهنا يستخدم الشَّاعرُ أسلوبَ المَجاز البَلاغي، فيدخل إلى بؤبؤ عَين المَعشوقة ليتمتعَ بالجَمال ماسحا دَمْعَ عَينها بفَمه، ويحتار الشَّاعرُ في دمع معشوقته لأنَّه ليس في فصل الشِّتاء حيث يتواجد المطر فبَريق عَين المَعشوقة هو: " بَسمةٌ. ضحكةٌ. واحتواءٌ ".
يُسلط الشَّاعرُ الضَّوءَ على عَين المَعشوقة التي تتحكم في ناظريها، وكأنَّها _ مَجازا _ تتحدث كلَّ اللغات. 
يستمر الشَّاعرُ في استخدام أسلوب المَجاز البَلاغي، فبَريق عَينَ المَعشوقة قادر على التأثير في الرِّفات البالية ويبعث فيها الحياة، أما المَعشوقة فإنَّها تجعل النِّساء يهتفن بلا صوت: " نحن العاهات " ونُلاحظ كقراء اقتدار الشَّاعر في استخدام كلمة " العاهات " في قصيدة رومانسيَّة ليُعبِّر مِنْ خِلالها عن جمال المَعشوقة التي تتفوق على أترابها، فالمَقصود مِنْ "
نحن العاهات " أي أقل جمالاً مِنْ المَعشوقة!
يقول الشَّاعرُ في ختام القصيدة:
{فلا امرأة بَعدكِ سيدتي
تملكُ عُيونَ الشَّاة.
تملك بَريقاً.
يُضيئ الدُّنيا وما فيها
دونَ انـــحناء...!
فأنت أمـــيرتي ...
لى عندك رجاء.
أن تغمضي عينيكِ لحظة !!
فهـــــل .......
سينطفئ الـــنور؟؟
ويحل الظــــلام !!
وتنداس نسوة الأرض
بالأقـــــدام ؟؟؟
ولا يبقى سوى.
أنتـــــــِ...!
فمن خـــــلال
بـَـريق عينيكي
تحـــيا الأنام...! }
يُخبرنا الشَّاعرُ عن بـَـريق عَين مَعشوقته الذي يُنير الدُّنيا، فعندما تغمض عينها، فإن الظلامَ ينتشر، فمِنْ خِلال بَريق عَين المَعشوقة " تحيا الأنام "، وهذا تعبير مَجازي يُعبِّر عن تأثير جمال عين المَعشوقة لكل مَنْ يُشاهدها!
إن ديوان {اعتراف} للشاعر المصري / عمر أبو عميرة يُقدِّم لنا شاعراً رومانسيًّا جديراً بأن يهتم به محبو الشِّعر، وهذا {اعتراف} منِّي بذلك!
المُقر بما فيه

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 52 مشاهدة
نشرت فى 21 يناير 2018 بواسطة nsmat

مديحة حسن كاتب وشاعر

nsmat
شعر / خواطر / وطنيات / قصة قصيرة / اخري »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

175,689