نسمات مديحة حسن

شعر / خواطر / قصة قصيرة / وطنيات

حـــســـــــن زايـــــــــــد .. يــكــتــب :
المسلماني والسينمائيون وسينما الإسلام السياسي
معركة نشبت بين الكاتب الصحفي أحمد المسلماني ، والسينمائيين المصريين . كتب الرجل مقالاً ، فانتفض السينمائيون في مواجهته . تجيشوا في مواجهته ، وأوسعوه نقداً وجلداً . فقد اعتبروا أن مقاله مصادرة علي الحريات ، وعلي رأسها حرية الإبداع ، ومناهض لمباديء الديمقراطية ، وأنه يسعي لفرض الوصاية علي فن السينما ، ويعود بهم إلي عصور السينما الموجهة ، واتهمه بعضهم بالجهل ، والفتيا فيما لم يحط به علماً . وقد نسوا أو تجاهلوا أنهم بذلك يمارسون مع الرجل ما يرمونه به من تهم ، بخلاف القهر ، والإغتيال الأدبي .
وبالعودة إلي مقال المسلماني ، تجد أن الرجل قد تلامس مع بعض الحقائق ، المتعلقة بالسينما المصرية ، باعتبارها إحدي القوي الناعمة ، المطلوبة للمجتمع بقوة في الظروف الراهنة.
السينما لكونها قوة ناعمة ـ وكذا الدراما ـ فهي أكبر من القائمين عليها الآن .لأن القائمين عليها الآن لم يفعلوا سوي ما نري ونشاهد ، ولن يفعلوا إلا ما نري ونشاهد .
وما نري ونشاهد ، يعكس حالة البؤس التي عليها السينما المصرية ، فكراً ، وإنتاجاً . ولن ندفن رؤوسنا في الرمال . فهناك أفلام مصرية تعمل كقوة ناعمة في الإتجاه المعاكس ، حيث تقدم موضوعات تفضي إلي شيوع قيم سلبية مدمرة ، كموضوعات الجنس والمخدرات والقتل والبلطجة ، وانعكاسها المباشر هو تفسخ المجتمع وتمزيقه ، والإتيان عليه من القواعد .
والقول تبريراً بأن العمل السينمائي هو انعكاس للواقع ، وأنه يغترف من معين المجتمع ، الذي يعمل فيه ، هو قول مردود ، بأن الإبداع ليس مجرد اجترار للواقع المعاش ، وإنما هو إعادة صياغة قيم المجتمع ، علي نحو يرتقي بها ، وليس إبراز سلبيات هذا المجتمع وتعميقها . وبفرض جواز الذهاب إلي القول بأن السينما هي انعكاس للواقع ، فإن هذا الواقع يعاني اليوم إرهاباً غيرمسبوق ، فلما لم يتم تقديم معالجة سينمائية جادة لهذا الواقع ، بما يؤهله لمواجهة هذا الإرهاب ؟ . 
وقد يرد البعض بأن هناك أفلاماً ـ وأعمالاً درامية ـ عالجت مسألة الإرهاب . ونقول بأن هذا صحيح ، ولكنها أعمالاً قشرية لا تملك رؤية سياسية واضحة ، تنعكس علي الفهم الجمعي للمجتمع ، بما يدفعه إلي سلوك مناهض للإرهاب علي الأرض . وقد وصف المسلماني هذه الأفلام بأنها تمثل كم هائل من الجهل والركاكة ، وسيل جارف من البلاهة والضحالة ، وسلسلة من الألعاب النارية والمفرقعات . وثرثرات حانات رخيصة تصدرت المشهد ، ظناً بأنها الطريق الأمثل لمكافحة الإرهاب . والواقع يشهد بأن هذا ما نري ونشاهد .
ومنطلق المسلماني في هذه الأحكام ، هو فهمه للقضية التي يتحدث عنها ، وقد صك مصطلحاً جديداً ، اتخذه تكئة لتوضيح وجهة نظره وهومصطلح :" سينما الإسلام السياسي " . 
وقد قصد من صك هذا المصطلح أن تكون هناك دراسات أكاديمية جادة لسينما الإسلام السياسي ، تتناول قضاياه علي نحو معمق تخصصي ، وأن تكون هناك دراسات أكاديمية مقارنة ، في تناول السينما العالمية ، لقضايا الإسلام السياسي ، وكذا الأعمال الدرامية . 
وهذا يتطلب دراسة الإسلام السياسي فكراً وحركة ، نظرية وتطبيقاً . ثم يجري تقديم ذلك سينمائياً ودرامياً . وفي هذه الحالة لا يجري الخلط بين محاربة الإرهاب ومحاربة الدين ، كما يزعم أصحاب المشروع الفكري المتعلق بالإسلام السياسي . ولا تتم معالجة القضايا الكبري في العقيدة والشريعة في عجالة مخلة . أو يجري اختزال حقائق التطرف ، وصناعة الكراهية ، وخلق الإرهاب ، في مجرد بضع مشاهد تعكس أن الإرهابيين مجموعة من الكذبة ، والمرضي النفسيين ، دون الغوص في ذلك إلي العمق المطلوب . فمنهم كذلك من ليس كذاباً من وجهة نظرهم ، ومن ليس مريضاً نفسياً .
وأنا أدعو السينمائيين ، والمجتمع ،إلي التفاعل مع هذا المقال المهم .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 28 مشاهدة
نشرت فى 27 أكتوبر 2017 بواسطة nsmat

مديحة حسن كاتب وشاعر

nsmat
شعر / خواطر / وطنيات / قصة قصيرة / اخري »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

189,364