أرخى الجذع ستائره على شاطئ حزين مقهور
يعاني ويلات أيام تركت القلب خاويا مهجور
خاصمته البسمة وسنوات عجاف بفلكها يدور
ننظر من موقعنا بحسرة لوطن جسده مشطور
وعدونا فى كل صباح يرينا كيف يكون الماخور
ينزلون إلى الشاطئ الشرقي بجرأة وكل سفور
أمام أعيننا يمارس كل أعمال الفسق والفجور
ويشعل الغضب فينا والدماء في عروقنا تفور
متى يارب نتطهر من المذلة ونرى طيف نور
ليس أمامنا إلا الصبر ونعد لهم الويل والثبور
في العاشر من شهر الصوم كان قدرا مقدور
انطلقت المدافع فى الظهيرة بدلا من السحور 
النسور زلزلت الأرض فأيقظت من في القبور
والله أكبر ملأت اﻷفاق فمهدت للسماء جسور
اقشعرت اﻷبدان أججت فينا المدارك والشعور
وامتلأت السماء بدخان كأنه أحلى من البخور
فحانت ساعة الشرف ولو صارت دماؤنا بحور
وانطلق عبد العاطي وعبد العال بقلب جسور
يصطادون دبابات العدو كما يصطادون الطيور
واقتادوا عساف أسيرا .. وغروره أصبح مبتور
ورفرفت رايات الكرامة فى كل مكان منظور
وقد كتب التاريخ بدم شهدائنا أنه أعظم عبور
وتحقق لنا النصر وكأنه لجنودنا طائع مأمور