" هروب "
{المرآة التي داومت على النظر إليها سنوات طويلة؛ قررت تغييرها بسبب تسرّب التجاعيد إلى زجاجها.}
نحن أمام وَمضة قصصية رمزية استخدم فيها القاص ضميرَ المتكلم مما يجعلنا كقراء نُصدّقه فهو الوحيد الذي يحكي لنا الحَدَث فهو العليم به ، والمرآة في الومضة القصصية هي زوجته ، واختيار المرآة لتكون قناعا لزوجته يجعلنا كنقاد أمام قاص مُتمَكّن من أدواته الفنيّة لأن اختيار المرآة هو اختيار كاتب عالمي جدير بالتقدير .
إن " المرآة " تعكس لنا الظاهر الخارجي دون الجوهر ، وكذلك بطل الومضة القصصية الذي يهتم بالشكل الخارجي من خلال التجاعيد التي رآها تتسرب إلى زوجته التي " داوم على النظر إليها سنوات طويلة " أي عاش معها سنوات طويلة ، فهو يُغيِّر زوجته ، وكأنه يستبدل عدسات نظارته الزجاجية !!
النّاقد الأدَبي المِصري / عاطف عِزالدّين عَبدالفتّاح
مَسْؤول النّقد الأدَبي في مؤسسة الحُسيني الثقافيّة