جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
شبيهي يراقب نفسي منذ صغري
يقتلني بأشجانهِ تارةً وتارة يحييني
ينبوعٌ متلئلئ لمع بين تضاريسي أنفاسي
يقربني ببعدهِ مني وبإبتعادهِ يرزيني
كـ أمران غدوت أتشتت في كل طرفٍ
لا الكِدر يأكلني ويريح نفسي ولا إبتسامةٍ تحييني
فلاة الشمس إنحدرت بمستنقعٍ عني
وإن تطلعت لحزني ذابت كباردٍ معينِ
أراها تحجبت بثوب الغيوم وأعتلت
لكي لاترى ما يجتاح روحي وما يعتريني
أيا حزنٌ ألم تمل من ذاك الخطاب
فقد بدأت تنعاني بفرحٍ وبالمآسي صرت تواسيني
لم تترك في جسدي شبراً إلا وسكنت صحرائه
فما بال رياحك التي باتت تجتاحني لترميني
عشتُ الحنين بدون ذكرك كما الطير الضرير
وتفتحت عيناي لبوحك وترتيلك لترانيمي
فلم أُعادي نفسي ولو بنظرةٍ إليها مني
فكيف قضيت على عمري وترعرت في رياحيني
ببرهةٍ لم تفارق مهجتي ولم تجعلها تُسعدُ
فأصبحت أندهش بلحظاتي إذا أنت لم تغزيني
فـحربك ما زالت تقطع كل لوحة بأوصالي
ولأجلك بدأ دمي يجف وتيبست شرايني
أعلن سلامك لي فقد تجرَدت من نفسي
جميع جيوشي الملقاةُ التي كانت بشوقها تحميني
يكفيك خداعٌ وتلويح براية التسليم
فقد بردت نارك بجسدي وبقلبي تقلبت تكويني
سأكتبُ بوحي إليك وألونه بالمكر وكل غدرٍ
وأنقش زخارفه على جدارن من رملٍ وطين
لعل الطين إن يبُـست ذراته يعود للثرى
ورملي إذا تطاير من كفي يلتحقُ بالطينِ
هب لي حياة مليئة بلحظاتٍ من المرح
عسى أن أعفو عنك بعد إستقرارك بي وتوطيني
عل ما نراه في ذهابك يكون أجملُ
ولعل خسارتك ستكون بنهاية وتنعيمِ
فإن رحلت عنا فأنت المدانُ إلي عمراً
وإن بقِيت فمن سيقضي مكانك ديني
عرى الشيب النواصي ولم يبقى لي
أي مستقرٍ أسوم به ألحاني وترانيمي
فقد تزعزعت كل المحاسن التي بداخلي
وأصبحت روحي أشواكاً تؤذيك قبل أن تؤذيني
فلا تخاف عليَ لطالما تعودت نفسي عليك
ولكن خف ع نفسك من شري إذا لقاك بأنيني
سأنعيك بحزنٍ أكثر من ما رأته عيناي
وسأطعنك بكفي وأغرس بقلبك سكيني