نسمات مديحة حسن

شعر / خواطر / قصة قصيرة / وطنيات

حــســــــن زايـــــــــد .. يكتب :
إضطهاد مسلمي ماينمار بين الدين والسياسة
حتي لا يجرفنا التيار ـ علي غير إرادة منا ـ في إتجاه يُراد لنا وبنا ، كما حدث من قبل في قضايا مماثلة ، أقربها إلي الأذهان ، ما حدث معنا في أفغانستان ، حيث ذهبنا إلي تجميع الشباب المتأسلم ، والدفع بهم لقتال الإتحاد السوفيتي الملحد ، الذي يقتل الشعب المسلم في أفغانستان . وكم من تبرعات جُمعت من الشعب المصري لدعم المقاتلين في أفغانستان ، وكُنِزت في خزائن المتطرفين ، وضحكت جماعات التطرف ملء شدقيها علي أذقاننا هنا في مصر . لأنهم لم يعملوا يوماً لحساب الدين ونصرته ، وإنما لعبوا مع الغرب وأمريكا بقصد اسقاط الدب الروسي في الوحل الأفغاني ، فيخلوا لهم العالم ، يعبثوا به بلا منغصات ، وقد حدث .
وقد تم استدراجنا بذات الأسلوب ، وعلي نفس الطريق ، في حرب الشيشان الأولي ، والثانية ضد الإتحاد الروسي . وكذا الأمر في حرب البوسنة والهرسك .
يتم تجميع أموال التبرعات ، والمساعدات في الخزائن ، والدفع بمجموعات الشباب للقتال باسم الجهاد في هذه الجبهات . وبعد انتهاء المعارك يعود إلينا الشباب الذي دفعنا به شباباً مدرباً علي القتال إلي حد الإحتراف ، فضلا عن اتقانه لفنون حرب العصابات . عادوا إلينا قنابل موقوتة ، قابلة للإنفجار في أي لحظة ، سواء انفجاراً ذاتياً أو انفجاراً موجهاً .
وكان الدافع وراء هذه المعارك في الأساس ليس دافعاً دينياً ، وإنما سياسياً خالصاً ، تم إلباسه رداء الدين . وقد ظهر هؤلاء الشباب فيما بعد في تنظيمات القاعدة وداعش والنصرة وأنصار بيت المقدس الذين جروا الكوارث علي دينهم وبلادهم .
وهنا يعن لنا التساؤل عما إذا كان اضطهاد المسلمين في ماينمار دينياً أم سياسياً ؟ .
المراقب يلاحظ بلا جهد ، أن هناك من يدفعنا دفعاً إلي ذات الطريق ، الذي مللنا المشي علي أشواكه الجارحة ، من واقع ما اكتسبناه من خبرة ، وما أصابنا من جراح ، لا زالت نازفة . حيث يستخدم ذات اللغة ، ونفس الأدوات . فهو يستخدم لغة الدين ، في مخاطبة الوجدان ، ويعزف علي نوتة الإضطهاد للمسلمين ، لكونهم مسلمين ، ويتحدث عن نصرة الإسلام فيهم ، والجهاد من خلال مساعدتهم ، والوقوف بجوارهم ، من أول التضحية بالنفس استشهاداً ، مروراً بالتبرع بالأموال لشراء الغذاء والكساء وتوفير المأوي ، والضغط علي الحكومات ـ بالمظاهرات والإضرابات والإحتجاجات ـ من أجل اتخاذ خطوات فعالة علي الأرض ، وإلا أضحت حكومات مفرطة في جنب الله ، متجاهلة فريضة الجهاد في سبيله ، ونصرة المسلمين في الأرض ، إن لم تكن كافرة ، وانتهاءًا بأضعف الأيمان ، وهو الدعاء لهم بالنصرة والتثبيت والمدد من السماء ، وعلي أعدائهم بالهلاك بأيديهم أو بأيدي المسلمين .
وقد جري توظيف وسائل التواصل الإجتماعي ؛ للتأثير علي مدارك ووجدانات الجماهير ، بما ينعكس بالضرورة علي مسالكهم ، فعلاً أو رد فعل . حيث يبرد إليهم برسائل نصية موجهة ، ومن خلال الفيديوهات التي تعرض أفلاماً قصيرة للغاية ، تستخدم فيها المؤثرات الصوتية ، والموسيقي التصويرية ، والديكورات المستهدفة في إبراز المشهد / الرسالة . ويعرض لهم مشاهد التعذيب ، والقتل ، والحرق ، والتشريد ، والعري ، والجوع ، وربما الإغتصاب ، والهدم ، والتهجير ، مصحوبة بأدعية ، أو برسائل منطوقة .
وأنا لا أعرف من يقف وراء الرسائل النصية ؟ . وما هي أهدافة التي يتغياها من وراء هذه الرسائل ؟ . وما هي الجهة الداعمة له في هذا النشاط المحموم ؟ . كما أنني لا استطيع أن أجزم بصحة الفيديوهات المعروضة ؟ وما إذا كانت قد تم تصويرها علي أرض الواقع ، داخل دولة مانيمار ؟ . أم أنها قد صورت داخل استديوهات خارج نطاق هذا البلد ؟ . وهل صور التعذيب ، والحرق لأحياء ، وتقطيع أرجلهم وأيديهم ، وفقأ أعينهم ، وبقر بطونهم ، هي مشاهد حقيقية ؟ أم مشاهد تمثيلية جري فيها استخدام الخدع السينمائية ، والتكنولوجيا الرقمية ؟ . وما الهدف من بثها في الوقت الراهن ؟ .
وقد انساقت بعض الدول الإسلامية وراء هذا المخطط ، وبدأت تتحدث عن الإضطهاد الديني لمسلمي الروهينجا ، وأن هذا الإضطهاد مرده أسباب دينية محضة . أي أن ما يحدث لهؤلاء المسلمين يحدث لمجرد كونهم مسلمين . وانساقت منظمات اسلامية وراء ذلك ، بما في ذلك الأزهر الشريف .
بالقطع لا يمكنني الذاهب إلي تكذيب وكالات الأنباء ، ولا المنظمات الحقوقية ، في وجود اضطهاد للمسلمين في مانيمار، ولكن هذا الإضطهاد هو إضطهاد عرقي ، وراءه أسباباً سياسية ، لا علاقة لها بالإسلام .
كما أنه من اللافت للنظر في قضية مسلمي الروهينجا ، توقيت تفجيرها علي هذا النحو الصاخب ، فهل هذا التوقيت يعود بالنفع السياسي والإقتصادي علي بعض القوي الدولية ؟ . ام هي عملية جذب ـ أوتبريرـ لاستدعاء مقاتلي داعش إلي هذه البقعة من العالم لضرب قوي منافسة ناشئة في المنطقة ؟ . أو ضرب مصالح لمنافسيين تقليديين ؟ . والدليل علي ذلك أن قضية الإضطهاد العرقي للمسلمين ، قضية قديمة / حديثة ، مغضوض الطرف عنها من كافة القوي ومنظمات حقوق الإنسان ، بل والأمم المتحدة .
وليست هذه دعوة لعدم الإكتراث ، وإنما لتحسس مواضع الأقدام عند السير في هذا الطريق .
حــســــــن زايــــــــــد

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 28 مشاهدة
نشرت فى 10 سبتمبر 2017 بواسطة nsmat

مديحة حسن كاتب وشاعر

nsmat
شعر / خواطر / وطنيات / قصة قصيرة / اخري »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

191,770