جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
مُسلسل { الزّيبق } هو أحد المُسلسلات التلفازية المُقتبسة من ملفات المخابرات العامة المصرية ذلك الجهاز الذي أحبّه المصريون بعد مُشاهدة فيلم " الصعود إلى الهاوية " و مُسلسل " رأفت الهجان " للسيناريست صالح مرسي . وتجاهل كثير من النقاد المُتخصصين مَعرفة سِر مَلل الجَمْهور من المُسلسلات المُقتبسة من ملفات المخابرات ، وقرأنا كثيرا عن مط الأحداث والمَشاهِد . وعندما شاهدتُ مُسلسل { الزّيبق } أدركتُ السّر ، وهذا السّر اكتشفه / وليد يوسف و وائل عبدالله اللذان كتبا الحوار ! والسّر هو : الخطأ الذي وقع فيه السيناريست صالح مرسي والكثيرون الذين كتبوا بعده المُسلسلات المُقتبسة من ملفات المخابرات ، وهذا الخَطأ هو : التركيز الممل على أن العاملين بجهاز المخابرات العامة المصرية يعملون أكثر من 48 ساعة في اليوم الواحد، دون أن يُركز السيناريست على ذكاء رجل المُخابرات سواء الاسرائيلي أو المصري ، فالمُشاهد يَهمه نتيجة الجهد المَبذول وذكاء أجهزة المُخابرات ، ولا يهمه بالتأكيد عدد ساعات العمل ، فعندما نقهر جهاز المخابرات الاسرائيلي يجب أن نُركز على ذكاء الجهاز حتَّى لا يفوز جِهاز مُخابراتنا على مجموعة من الحَمْقى . و مُسلسل { الزّيبق } من إخراج وائل عبدالله وبطولة شريف منير وريهام عبد الغفور وكريم عبدالعزيز ومحمد شاهين وهادي الجيار و ندا رحمي وضياء المرغني وفادي ابراهيم وسلوى عثمان وكارمن لبس وكارمن بصيبص وعبد الرحيم حسن وريهام عبد البديع ومحمود غريب ونهلة سلامة . والذي شاهد مُسلسل { الزّيبق } يُدرك أنَّ نجاح المَسلسل جاء نتيجة الاهتمام بذكاء رجل المخابرات { خالد صبري} الذي مَثله الممثل شريف منير ، وهو شخصيّة ودودة و وطنيّة و قياديّة ، أما شخصيّة {عمر } فهي مَرحة واجتماعية تعشق النساء ، وقد بدأ " عمر " حَياتَه بتركيب أجْهِزة الدِّش ثم تركيب أجْهِزة المُراقبة . وقد ضَحكت كثيرا من الأخطاء السّاذجة التي ذَكرتها مواقع اليوتيوب عن تناقض أسعار المشروبات في مقهى بلدي في القاهرةعام 1998 ساخرين من المخرج الذي قام بتكبير لقطة الأسعار ، وكذلك شاشة التلفاز LCD العملاقة الحديثة في مقهى المصريين بأثينا الذي يملكه الدمنهوري ، وكذلك شاشة الكومبيوتر الحديث الذي استخدمته { مريم } سكرتيرة { سارة } في اليونان . وكان يجب على هذه المواقع في اليوتيوب أن تستعينَ فعلا بنقاد مُتخصصين يقدّمون رؤيتهم نحو المُسلسل كي يستفيد المُشاهدون من الناقد المُتخصص ، وأرى أنّه كان ينبغي أن يستعين كاتبا الحوار وهما : وليد يوسف و وائل عبدالله بمُتخصص في علم النفس من خلال حوار الطفل " علي " مع أبيه " عمر " فقد كان كلام الطفل يفوق كثيرا سنه وهذا يحتاج لدقة ، حتّى يتم اقناع المُشاهد بالحوار ، وكذلك اصرار الطفل على مُناداة أبيه ب "عمر " بدلا من "بابا " وكان ينبغي من " عمر " أن يُعلّم ابنه أن يناديه ب " بابا " لأن الطفل يعيش مع "عثمان " زوج والدته . واستطاع المسلسل أن يُقدّم لنا شخصيّة رجل المخابرات المثالي " خالد صبري " الإنسان الطيب الشَّهم من خلال علاقته مع زوجته العاقر ومع الصيدلي الذي تعامل مع أحد أعضاء الوفود الإسرائيليّة ، فنصحه " خالد " بالابتعاد عن الإسرائيلي حتّى لا يتورط معه في خيانة الوطن . كما استطاع المسلسل أن يُقدّم نماذج خائنة مثل " سالم " الذي لم يستطع الحياة في مصر لأنه فقير فسافر إلى اليونان لكنه عمل جاسوسا لإسرائيل بل يُقدّم إليها كل المصريين الذين يمكنهم التعاون معها. كل الشُكر والتّقدير لأسرة مُسلسل " الزيبق " للذين يقدمون لنا كل الجهد ليسعدوا المُشاهدين . النّاقد الأدَبي المِصري / عاطف عِزالدّين عَبدالفتّاح مَسؤول النّقد الأدبي في مؤسسة الحُسيني الثقافيّةقراءة نقدية لمسلسل الزيبق .. للناقد الأدبي المصري الأستاذ / عاطف عزالدين عبدالفتاح