نسمات مديحة حسن

شعر / خواطر / قصة قصيرة / وطنيات

حـســـن زايــــــد .. يكتب :
الـشـحاذة بـين الـحاجــة والإمـتهـان
الشحاذة ـ لغة ـ هي اسم حرفة الشحاذ . والشحاذ هو المستعطي ، والمتسول ، والسائل الملح . والشحاذ فاعل من شحذ ، والمشحوذ مفعول منه . 
واصطلاحاً : هي طلب المساعدة ـ سواء نقدية أو عينية ـ من الغير ، استعطاءً ، واستعطافاً ، واستجداءًا ، بإلحاح ، متوسلين بسوء الحال ، أو بعاهة أو بكثرة العيال .
ومن الأسباب الظاهرة للشحاذة :
البطالة الظاهرة : وهي تعريف يطلق علي الشخص الذي يعيش بلا عمل ، رغم محاولته الدائمة في البحث عنه ، وقدرته عليه .
والعجز : هو الإعتلال أو الخلل العضوي الذي يحول بين الشخص وبين القدرة علي العمل والتكسب .
والفقر : وهو الحالة الاقتصادية ، التي يفتقد فيها الفرد إلى الدخل الكافي ، للحصول على المستويات الدنيا ، من الرعاية الصحية ، والغذاء ، والملبس ، والتعليم ، وكل ما يُعد من الاحتياجات الضرورية ، لتأمين مستوى لائق في الحياة .
وللشحاذة أنواع متعددة :
النوع الأول ـ الشحاذة الظاهرة : وهي الشحاذة السافرة الواضحة ، التي لا تتخفي وراء أي مظهر اجتماعي آخر .
النوع الثاني ـ الشحاذة المُقَنَّعة : وهي الشحاذة التي تتخفي وراء بعض الأنشطة أو الخدمات التطفلية ، التي تفرض علي المشحوذ منه فرضاً ، كبيع السلع الصغيرة رخيصة الثمن رديئة الجودة ، أو آداء بعض الخدمات كمسح زجاج السيارات في إشارات المرور .
النوع الثالث ـ الشحاذة الإضطرارية : وهي الشحاذة التي يعجز فيها الشخص عن العمل ، ولا يتوفر له دخل آخر بخلاف الشحاذة .
النوع الثالث ـ الشحاذة الإحترافية : وهي الشحاذة التي يتخذ منها الشخص حرفة له .
النوع الرابع ـ الشحاذة الموسمية : وهي الشحاذة التي تتخذ من بعض المناسبات مناسبة لممارستها .
النوع الخامس ـ الشحاذة العرضية : وهي الشحاذة المؤقتة الناتجة عن ظروف استثنائية معينة .
وهذا التوصيف والتنميط " صاحبه بتصرف المفكر السوداني الدكتور / صبري محمد خليل " يساهم علي نحو فعال في دراسة الظاهرة .
ولا ريب أن وجود ظاهرة الشحاذة في أي مجتمع من المجتمعات ، يؤثر سلبياً من ثلاث زوايا :
الزاوية الأولي : زاوية الشخص الشحاذ ، حيث أنها تمثل إهداراً للكرامة الإنسانية ، في حالتي الشحاذة الإضطرارية ، والشحاذة العرضية .
الزاوية الثانية : من زاوية نوع الشحاذة ، حيث تمثل الشحاذة المقنعة ، والشحاذة الموسمية ، عبئاً علي الشحاذ من الزاوية الأولي ، وعبئاً علي اقتصاديات الدولة .
الزاوية الثالثة ـ من زاوية المجتمع : حيث تمثل الشحاذة ، خصماً من قوة العمل المنتجة في المجتمع ، وسيادة قيم الإقتصاد التسولي .
ونخلص من هذا التوصيف إلي إمكانية تقسيم الشحاذة إلي قسمين رئيسيين هما :
القسم الأول ـ الشحاذة دون حاجة أو ضرورة .
القسم الثاني ـ الشحاذة مع الحاجة والضرورة .
وكل قسم له آلية معالجة تتناسب معه ، وتلائمه ، وهما وفقاً للتقسيم السابق آليتان :
الآلية الأولي ـ وهي تعالج القسم الأول : وتقوم علي تجريم هذا الفعل ، وفرض العقوبات المناسبة علي الشخص الذي يقترفه . مع تشجيع المتسول علي البحث عن عمل .
الآلية الثانية ـ وهي تعالج القسم الثاني : وفيها تقوم الدولة بتوفير العمل لكل قادر عليه ، وتوفير معاش مناسب لمن يعجزعن ممارسته ، بما يحفظ عليهم كرامتهم .
وهذه الظاهرة في مصر يتم التعامل معها أكاديمياً فقط ، وربما التناول الصحفي أو الإعلامي ، وهو نوع من الفوقية والإستعلاء والتأفف الذي لا يتناسب والدراسات الميدانية اللازمة للقضايا الإجتماعية .
حيث أننا لا نجد دراسة جادة ، تنبئنا علي نحو دقيق ، بإحصائية لعدد الشحاذين في مصر، ونوعياتهم ، وطوائفهم ، ومناطق تمركزهم ، ونوعية نشاطهم . ونوع الحماية والرعاية التي يتلقونها ، باعتبارهم ضحايا ظروف صحية واقتصادية واجتماعية .
هؤلاء الشحاذون دمامل وتقيحات في جسد أي مجتمع ، وهم علامة دالة علي أن هذه المجتمع مريض ، فهل إلي إستشفاءه من سبيل ؟ .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 36 مشاهدة
نشرت فى 2 يوليو 2017 بواسطة nsmat

مديحة حسن كاتب وشاعر

nsmat
شعر / خواطر / وطنيات / قصة قصيرة / اخري »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

193,052