نسمات مديحة حسن

شعر / خواطر / قصة قصيرة / وطنيات

سقطتْ دموعُ البحرِ على جِسرِ التنهدات
في مُحيطِ القلبِ الكَدِر
خطوتُ إلى داخلِ الوَهج
ورُحتُ أشهقُ الهواء
أتذكرُ لهفتي إليهِ مُنذُ الصِغَر
وعيني تذرفُ دمعةً تحتَ زخَّاتِ المطر
والرمالُ تعصفُ بها الرياح
تقرأُ كلَّ سطورِ الشتاء
في لحظاتِ المرورِ الأخير
أرى الضوءَ الشاحِبَ على الجليد
وفي المدى المُتجمِد
وزئيرُ البحرِ يعلو ويعصف
وحكاياتُ السحاب
وشقشقةُ الطيور
وهُناكَ في البُعدِ عرفتُ كيف تكونُ النهاية
فوق صوتِ غربلةِ الرمال
كانتْ لنا أُمنية
أنْ نرى أنفسَنا كما كانت البداية
كلُّ شيءٍ ينامُ على صدرِ السكون
وسادَ مطرٌ خفيفٌ يُبللُ الشوارع
يصعدُ الموجُ ببطءٍ نحو الشاطيء
ويُزاحِمُ الهواء
ويداعبُ خدي
وعيني المغمضتين
وأنفاسي التي تتصاعد في الفضاء
أستديرُ وأنظرُ إلى شلاَّلاتِ الضياء
والشمسُ تُدفيءُ القلبَ الرَطِب
والرياحُ تتفتتْ
الشذا الفواحُ ضوعَ رياحهِ
والوردُ هُنا لا يُبَاحُ إلاَّ للعاشقين
والزنابقُ تملأُ حقولها
وقد ملكتُ من الجمالِ مشاعري
على الشاطيءِ الآخر 
وعلى الرمالِ الذهبية
سطرنا أسماءَنا
وعَددنا أخطاءَنا
وتذكرنا لحظاتٍ قديمة
تهاويتُ ، وتَفَتَحَ الفِكرُ والوجدان
والعشقُ يُسافرُ في الأُُفقِ عَبْرَ الحقول
يضُمُنا شوقُ المواجِد
وننسى على الشاطيءِ أسرارَ المَحار
وزَبدُ الشاطيءِ يُلاطِمهُ الموج
ورعشةٌ في الفجرِ المضيء
تفتحُ لنا أحضانَ السَّماء
وعيونق تشقُّ الضياء
والليلُ يُغمضُ جفنيهِ 
وتتشابكُ الأناملُ للأرواحِ النقية
ويسودُ الصمتُ الكثيف
ويغمرُ الروحَ نشوةٌ
لحظاتٌ تأتي وتنتهي
أنفردُ فيها بالتأمل
أصيرُ فيها أليفاً وغريباً
على صخرةِ الصبرِ أنتظرُ المعجزة
تخرجُ من بطنِ السَّماء
وتبقى نغماً في الذاكرة
يموجُ البحرُ من حولي
والترابُ يُوغلُ في الجذور
مدٌ وجَذرٌ يجمعانِ الكنوزَ على الشاطيء
وجوهٌ تأتي
ووجوهٌ ترحل
ووجوهٌ تُذَكرنا بالألمِ المرير
على العُشبِ تلمعُ قطراتُ كانتْ تختفي تحت الجذور
والصمتُ يحكمُ قبضته
والجوعُ اشتهاءٌ لأوجاعِنا
وآلامنا
في دماءِ جرَاحِنا
رجاء أنْ تُفسحَ الطريق
للبحرِ الذي أتى بكَ ويحملُكَ إألى الأمل
والفجرُ يُطلُّ علينا ويمضي
ويدبُ الدفءُ في أوصالِنا
نرسمُ النقوشَ على الرمال
ونبني بها الآمالَ الكِبار
بيتٌ وحُلمٌ في الأغوار
روحٌ تهفو إلى روحٍ مثلها
ورحلةٌ لم تكتمل
ورفاقق تكسرتْ مجاديفهم في البحار
تُشيرُ إلى رُقادَهم
وهم يبحثون عن رجاء
وعند الغسق يدُلُنا الطريقُ والسماء
ومضاتُ برقٍ من بعيد
في أحضانِ السواسنِ الزرقاء
نكتبُ رسائلنا ونمضي
ثُمَّ تعودُ من جديد
تمزقُّ ما كتبنا عن أرواحِنا
ومعاناتنا
البحرُ لهُ عينان جميلتان تُبصران
ولهُ ذراعانِ مُتوقدتان
وشفاه تدبُّ فيها الحياة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 14 مشاهدة
نشرت فى 28 فبراير 2017 بواسطة nsmat

مديحة حسن كاتب وشاعر

nsmat
شعر / خواطر / وطنيات / قصة قصيرة / اخري »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

175,680