جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
كانت امي تجيد الحكي رحمه الله عليها وكانت حكاويها تشدني وتنطبع في ذهني لاادري لماذا تلح علي ان اكتبها برغم مرور سنوات طويله تقفز الي السطح عندما اري موقف يمر امامي
عندما كان اخوتي يبدون اعتراض علي نصيبهم من الطعام او الفاكهه كانت امي تروي حكايه من ايامها ايام طفولتها
في احد الايام غضب اخي علي نصيبه في الطعام
فما كان من امي من فعل الا انها وزعت علينا نصيبه وحرمته من الطعام
وقالت كنت طفله مثلكم ايام الحرب العالميه الثانيه وكان الطعام والخبز قليل فكانت جدتكم تصحبني انا وخالتكم كانت اصغر مني ونذهب الي كامب الانجليز الذي كان قريب من حينا في امبابه كان في العجوزه علي البحر تقصد النيل وكانت تعطي الحارس بعض النقود لتشتري بها بعض فضلات طعام جنود الجيش الانجليزي وتتذكر ايضا ان الحكومه ايامها طبقت نظام بطاقات التموين لااختفاء بعض السلع
واردفت قائله احمدوا ربنا انتم ايامكم افضل من ايام طفولتنا مصر يابني بلد حلوه بس ياخساره الحلو مايكملش الكل طمعان فيها
برغم ان امي كانت لاتعرف القراءه والكتابه
لاكنها غرست فينا حب البلد منذ نعومه اظافرنا
كانت لديها وعي وحس وطني
اسرح بعيدا الان عندما اري الناس تقف امام سيارات بيع السلع المدعمه في الميادين الكبيره
وادرك ان البلد في حرب غير معلنه
واتذكر امي واترحم عليها
وترن في اذني اغنيه الراحله فايزه احمد بصوتها الحنون
يابلادي يابلادي بحبك يابلادي بحبك يامصر
واري عيون بلدي
في عيون طفله بريئه شقيه
بتضحك ضحكه وعوجه الطاقيه
فعلا ياامي الطامعين لن يرحلوا ان رحل غاصب
اتي اخرون
خلوا بالكم من مصر