تسكتُ الأفواهُ التي نسيتْ طعمَ الأشياءِ وروائحها
لم يعد لنا مطلبٌ سوى بعضِ الخبزِ
وقليلٍ من الأمنِ
والآتي أكثر
أصبحَ طعمُ الدمعِ مُرَّاً
طارقٌ ورفيقٌ ومُنْذِر
يمرونَ كالسهامِ الحارقة
تذوبُ صلابتهم في قطراتِ الدمع
أجهشوا على كتفي
انفجرتْ شهقاتهم
أودعُ أختي الحبيبة
وحباتِ الدمعِ وحباتِ الرصاص
والحُزنُ يفضحُ الكذب
لم يرتجفْ ليَ جَفْنٌ
يا ويلتي ونحنُ ننشدُ المواويلَ الحزينة
وفي عرضِ البحرِ تنعقُ السفينة
تحُثُ فلبي على العويلْ
تفتحُ فاها القبيح
تلتهمُ فلذاتِ الكبد
وتبتعد
ويصبحُ الأفقُ أيادي مالحة
تتلاشى السفينةُ
تصبحُ في حجمِ دمعة
ومع اقترابِ الغروب تزدادُ الوحشة
وهديرُ المركباتِ الثقيلة
تجوبُ أرجاءَ المدينة
ويزدادُ دبيبُ التوجسِ في الأعماق
وسحابةٌ قاتمة تشقُ لحظاتِ السكونِ والترقبْ
لم يعد في العمر بقية
أتلفتُ حولي
في الجو روائح ونذر
لم يرتجف لي جفن
ابتساماتهم تشعُ من حبات العيون
ياويلي
أنشدُ مواويلَ حزينة
في القلبِ تبقى رهينة
يزدادُ غروبي وحشةٌ وكآبة
وهديرٌ ثقيلٌ يأتي بسحابة
قاتمةٌ من السكون والترقب
نظراتي المقهورة تُذبحُ في صمت
يمتزجُ عذابي بالصمتِ القادمِ من أعماقِ اليأسِ
وتطلُ الرأسُ
ساقي في كتفي
إنَّ الأمرَ جسيمٌ
أتقلبُ
أتلفتُ
ماهذا؟
سيشيرُ الكلُ إلى الآخر
قرأتُ
سمعتُ
ذُهِلتُ
صُدمتُ
نظرتُ إلى المرآة
بصقتُ
أشعرُ بدوار
العالم كلهُ على خطِ النار
ياأحلك َالساعاتِ ..ماذا تخبئين؟
لِمَنْ هذه الرشقات والشهقات؟
يتصاعدُ مِنْ صدري دخانٌ يحملُ آلافَ الجزئيات
يمتزجُ الكل بضحكاتٍ همجية ..بتناحراتٍ واستهجانات
قد صدقَ حدسُكَ يا قلبي
أعلمُ أنَّ ضميرَ العالمِ مات
يا أحلكَ الساعاتِ لم يعدْ في العمرِ بقية
أصرخُ ..أتلوى ألماً ..تتصاعدُ مِنْ قلبي الشهقات
تُقْطَعُ أجزاءٌ مِنْ جسدي..وسطَ حروبٍ وصراعات
أتخبطُ في دمي..بتلال من آلافِ المحظوراتِ
وظلامٍ معدومِ الحسِّ ..مبتور الحركات
وقذائف نارٍ تحصدني ..وتدفعني لتكهنات وتحديات
خزياً ..أَشتمُ رائحة حريق بآلاف الجزئيات
أنفذُ مِنْ جلدك لأفر هروباً بصعوبات
أصواتُ القتلى تطاردني ملء الأرض ..بانكسارات
أصوات القتلى تفزعني بانتماءات واستفسارت
أكوامُ البشرِ وأكوامِ الأسمنت
وعيونٌ مفقوءة والأرجل
وأطفالٌ وشيوخٌ ودماءْ
سأوافيكم بتفاصيلٍ أخرى
أشعرُ بدوار ..بغثيانٍ..أنَّ الأرضَ بقلبي تدور
مَنْ القتلة؟
ويظهرُ قرصُ الشمسِ
ويأتي بصيصٌ مِنْ ضوءِ النور
والعَجَلةُ تدور