لا تحزني فالغيابُ قد اختارنا
كلُّ ما في الأرضِ بَعْدَكِ باردٌ
ويداكِ صيف
وقمحُكِ صاخبٌ
وصوتُكِ شمعةٌ
والروحُ كهف
قولي أُحبكَ على ماءِ الروحِ أصفو
أحتاجُ ذاكرةَ الأصابع
كم كان ينبغي حضورك
أحتاجُ كفيكِ كي تمتدَّ الشمسُ والأحلام
لا تُغلقي بيني وبينكِ فُرجةَ البابِ الأخير
أحتاجُ صوتَكِ
أعزفهُ على وترِ الكمان
أحتاجُني
نهراً تُحاصرهُ يداكِ - الضفتان
أحتاجُكِ لأقول أنَّ اليومَ عيد
والسكينةُ لا تُريد
ماذا سأكتبُ في غيابِك
وانا أستظِلُّ بالجِدار
واثقاً بالشعرِ يختصرُ المسافةَ بين شمسِكِ والنَّهار
قُلتُ : ينقصُني غيابَكِ
وظلَّ قلبي لا يُجيدُ سوى الحنين
لأولِ الأشياءِ أنتِ
وأدعي أنَّ الحبيبةَ كالقصيدة
دهشةٌ أولى
كانَ يلزمني حضوركِ في القصيدة
وشُجيرةٍ عند الظهيرة ظلَّها يحنو عليَّ
وأنا كذلك مثلما ودعتني
علمني البُعدُ كيف يكونُ الحبُّ
علمني الحنينَ لأتفهِ الأشياء
وغيرتكِ اللذيذة
مشيتُ ، وهتفتُ باسمِك
كُنتِ الضفاف
وكُنتُ نهركِ
مَنْ يقودُ الآنَ نهرَكِ بعدما نأتْ الضفاف
حَمَامُ روحي أنهكهُ الطواف
الشمسُ تغفو حسبَ موعِدها تماماً
غير أني لم أزلْ في البُعدِ هُناك
كُلَّما عُدتُ منكِ
أضعتِ الطريق إليَّ
دُليني عليَّ
فأنا لا أنتظرُ أحداً سواك
نشرت فى 21 يناير 2017
بواسطة nsmat