جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
قليلاً من الملحِ فوق الحياة
لتغدو كما ينبغي مالحة
قليلاً من السُهدِ والأُمنيات
لتنعسَ أنجمُنَا السارحة
قليلاً من العطرِ في الورود
لنشُمَّ عبيرَ الرائحة
قليلاً من الزيتِ في مُقلتي
لأبلغَ أحلامي الجامحة
قليلاً من الليلِ في مُقلتيكِ
لنُحصي خسائرَنا الفادحة
قليلاً من الحدسِ في المُجريات
لألقاكِ في حُلمِ البارحة
وتوعدي ما شئتِ أنْ تتوعدي
النارُ في جهنم تُخمدُ
ونارُكِ بعدُ لم تُبرد
وتميزي شوكاً ونوحاً وحسرةً
وتساءَلي جزعاً أيبقى النورُ سرمداً ؟
واللهِ لن يحظى ثراكِ بقطرةٍ
ما دامَ مُفتاحُ الغمائمِ في يدي
اليومَ أوقنُ أنني لا أحتمل
لو كنتِ تعرفينَ كيف تُرهقني الجِراحاتُ
ولرُبَّما استحييتِ لو أدركتَنِي
لم يَعُدْ في القلبِ ما يكفي الجِراح
قد سرحتْ المراكبُ كلُّها
تبحثُ عن نورِ الصباح
اليومَ دعينا نتفق
فأنا تركتُ أحبتي
وقد هجرتُ مدينتي
فما أنفقتِ لي من أجلِّ أنْ نبقى معاً ؟
ماذا جنيتُ ؟
وأنا وهبتُكِ مُهجتي
فهل سِراً نويتِ ؟
دعيني أُوقعُ عنكِ ميثاقَ الرحيل
مُريني بشيءٍ مُستحيل
قُولي لي شروطَكِ كلها
إلاَّ التي فيها قضيتِ
إنْ قلتِ أو لم تقولي
فأنا مضيتْ
ونثرتِ ملحَ العتابِ على جُرحي
وأنا قبلتُ في الدُنيا الأقدارَ كلها
روحي على سُررٍ تجري من تحتِها الأنهار
ولقد عرفتُكِ إذ عرفتُكِ
ما في الجميعِ شبيه وَجهَكِ صادقاً
سَمِحاً شامخاً
إذا زلَّ مني الكلام
فأهتفُ باسمِكِ المنسوجُ من عصبي
وأحلامي وذاكرتي
نعم أهواكِ مَدَّ الأُفقِ
يا مَنْ تشترينَ فجري وَتُهديني الحياة
كم قُلتُ لكِ
إنِّي أخافُ عليكِ من دربٍ طويل
إنِّي أُحَاذرُ إذا مضينا وزادُنا دوماً قليل
وهتفتُ أسترجيكِ عُودي
ومضيتِ تُسافرينَ في اليباب
وأنا وراءَكَ في القفار
أهيمُ في الأرضِ الخراب
قد كنتُ أخشى الليلَ حولك
والبروقُ عاصفاتٌ والريحُ تزأرُ والمطر
يستيقظُ النورُ على بابٍ عظيم
وأرى الأرواحَ تسعى وطوفانَ البشر
كيفَ أستحضرُ روحَ الحُبِّ ؟
وأفتحُ البابَ لهواءِ الفجرِ
سلاماً أيُها الوجهُ المُرتلُ
في صباحِ الجنةِ انفرطتْ
حدائقُ الأعماقِ فاضتْ
وأوتاري يقطعُها انتظارُكْ
كم أُحبُّكِ
لستُ أختلقُ الكلام