نسمات مديحة حسن

شعر / خواطر / قصة قصيرة / وطنيات

الآنَ وحدي
رفيقي الصمتُ
فلا بُعْدٌ ولا جهةٌ
كيف تهمسني يا حاضري شفةٌ ؟
لم أبتكر قلقي
بل كُنتُ صنعتهُ ، ونسيتُ نفسي
لم يبق منها الآن غير غيابها
لم يبق من كفي سوى ما أنفقتهُ من الكلامِ ببابِها
وغداً سأُتقنُ ظلَّها
وأمُدُّ شوقي قارباً للأمنياتِ بحضورها
وحديث كفيها مع الأمواجِ في بحرِ الغياب
وغداً أعلمُ خطوتي من دربِها وسرابِها
وأصيرُ يوماً وردةً أوغيمةً أو أيَّ شيء
على أُرجوحةٍ من حبلِ أسئلتي لها وجوابها
لم يبق منها الآن غير غيابها
قلقُ قلبي بين المسافةِ والمسافة
فأسيرُ بالذكرى بصمت
حيثُ أني لا أرى إلاَّ ظلامَها
لم يبق من شجرِ انتظاري في الدروب سوى الخريف
يتشابهُ الضدان دمٌ والنَّدى
ولذا كان الوردُ ينوي ذبحهُ
يطوي ذراعاً حين تطرقُ بابه
لكنهُ بالعين يرغبُ فتحهُ
أقسى من الألم ينشرُ ليلهُ
قد جاء يوُزِعُ صُبحَهُ
من ألف عُمر
كيف أصنع فرحةً
قد جاءَ يطلبُ مني أنْ أُخْمِدَ جُرْحَهُ
فقتلتني وقتلتَهُ

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 13 مشاهدة
نشرت فى 3 يناير 2017 بواسطة nsmat

مديحة حسن كاتب وشاعر

nsmat
شعر / خواطر / وطنيات / قصة قصيرة / اخري »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

192,947