نسمات مديحة حسن

شعر / خواطر / قصة قصيرة / وطنيات

ألمسُ القمرَ الذي يبكي بين يديكِ
حيثُ تموتُ آلافُ السنابل
وألقُ عصا ارتحالكِ فوق هاويةِ السؤال
ترجعُ نحو كفكِ حين تسعى
كأنَّ العُمرَ صبوةُ عاشقٍ يذوي
وتحملهُ رياحُ الموتِ
نحو المرأةِ الأفعى
يا ظلامُ الليلِ يغمرني
يا دمي يجري ولا يدري به أحدٌ فيدركُني
يا خروج الروحِ من بدني
يا جسراً إلى الموتِ قبل الموتِ يأخذُني
أيا جهنم لي لمحاً
كلُّ الرماحِ قد رُميتْ
ورغبةُ السيفِ في الإفصاحِ ترمقني
تخطو جميعُ مراميها لتطعنني
وما جرى تحتَ أوهامٍ وأخيلةٍ
بعاصفِ الريحِ أو بالعارضِ الهتنِ
سوادُ عينيكِ أم ثوب الحدادِ أرى ؟
على الدماءِ التي سالتْ بلا ثمنٍ
على الربيع الذي ما جاءَ موعدهُ
مَرَّ الخريفُ بنا ألقاً ولم يحنِ
عيني تُكذبني من أجلها أُذني
فلربما هانت الأحلامُ أو سقطتْ
في ملجأ الروحِ مَنْ سيدركُها ؟
هيهات تحتلُّ في عينيكِ بارقةٌ
رأيتُ المطرَ جراداً على الزرعِ والطُرقات ينهمرُ
صباحاً مضى وانقضى القمرُ
تملصَّ من وعدهِ واختفى السَّحرُ
فلا صوتٌ ولا صدى إلاَّ السَّوط
أو صرخةٌ تتخافتْ أو خزفٌ ينكسرُ
فتوصدُ أبوابها وتعتذرُ
جلدةٌ تلو جلدةٍ تلو أُخرى
وظلامٌ يُبدي العمى وهو يُخفي
قد أقطعُ البرَّ لا سعياً إلى الثمرِ
وأركبُ البحرَ لا بحثاً عن الدُررِ
ظلامُها أوغد السارين بالعثرِ
بلا جوادٍ الكرى يسري إلى السَحَرِ
مسافرٌ تحت ليلاي التي كُنتُ
لخافقي في ذبولِ العُشبِ والزهرِ
لشرودٍ كانَ يؤرقني
ويُرغمُ برقاً على المطرِ
في كُلِّ ما فاتَ أو ماتَ مندثراً
فقد تركتُ لها في الهوى أثري

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 11 مشاهدة
نشرت فى 2 يناير 2017 بواسطة nsmat

مديحة حسن كاتب وشاعر

nsmat
شعر / خواطر / وطنيات / قصة قصيرة / اخري »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

192,099