نسمات مديحة حسن

شعر / خواطر / قصة قصيرة / وطنيات

جالساً بين دفتي أدمعي
أُفكرُ بالمصائرِ المجهولة
أرقبُ الشموعَ وهي تحترق
لملايين العيونِ المُتحجرة
لا شمعةَ في يدي ولا حنينَ ولا سنبلة
كيفَ أصفُ رائحةَ الهواء
وأستمعُ إلى الغناء
والدموعُ دماء
على وجنةِ السَّماء ؟
وطنٌ هاربٌ في دمي
هل يخبئني
أم أُخبئهُ ؟
أبكي الذي فاتنا
والسَّماءَ التي ظللتْ أرضَنا
والمنافي التي أرختْ جُرحَنا
في بلادٍ يموتُ فيها المطر
ويبكي فيها الشجر
وَتُشَيَّعُ فيها جنازةَ الحقول
كم من الهواء لم نستنشقه
فنجدُ ظلَّنا نائحاً في الظِلِّ فنوقظه
أتأملُ خيوطَ وحدتي
وأصابعي المُتشابكة
أنتظرُ الربيعَ لأنسى شجرةَ الحُزنِ اليابسة
كم أنتَ وحيدٌ أيها القلب
مِنْ أينَ أستدينُ أياماً صالحة ؟!
أُعَلِمُ أصابعي أبجديةَ الفرح
أيها الأقحوان البخيل
كيفَ أُهْمِي للقرنفلِ أنْ يتسلقَ شرفاتِ الخدودِ ؟!
كي تتوهجَ العيونُ وتنتهي المسألة
نبحثُ عن مَنْ نُحَمِلهُ أخطاءَنا
عندما تتساقطُ أوراقُ أعمارِنا
أَتَمَدَدُ فوق النهارِ الفسيح
وأرقبُ انكساراتِ المطر
يتسللُ إلى الطُرق
أنلتقي أم نفترق ؟!
حيثُ النوارسُ غافية
في بيتها وفي أقاصي الندم
مَنْ أورثني كلَّ هذا الألَم ؟!
أحلمُ بقمرٍ يجيء
وغيمةٍ تعبرُ حقلَنا
وتحُطُّ على جُرحِنا
فلا نتنازعُ إلاَّ على وطنٍ حنون
يعبقُ بالترفِ الناصعِ ورائحةِ الليمون
وطنٌ يُشاكسُ عُزلتي
إلى حيثُ يمتدُّ قلبي
مِنْ أين لي بكلِّ هذه الطاقةِ من العبق ؟!
يتساقطُ مطرُ قلبي على كُلِّ الأرصفة
كانَ لي حُلمٌ صغيرٌ
بيتٌ صغير
وشُرفةٌ وأمل
وكانت لي غيمةُ مطر
متى نوقفُ زحفَ الخريفِ على مساحةِ الخُضرةِ المُتبقية ؟!
إلى أينَ أتجهُ بأحزاني ؟
أرسمُ على أغصانِ أوراقي نافورةً مُتَفجرة
تنتظرُ الرئاتِ القادمة
يا جُرح عمري المديد
أنت بادلتني الحُلمُ بالوهمِ
ثُمَّ انحنيتَ ترتقُ وجهَ ظلِّكَ الشريد

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 17 مشاهدة
نشرت فى 21 ديسمبر 2016 بواسطة nsmat

مديحة حسن كاتب وشاعر

nsmat
شعر / خواطر / وطنيات / قصة قصيرة / اخري »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

192,227