جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
نُريدُ أنْ نحيا تحتَ سماءٍ صافية
كيفَ تركناهم يسرقون منَّا أحلامَنا ؟!
كيفَ تركناهم يقصّون زيتوننا ويبيعوننا ؟!
فأسلمونا للحُزنِ والمجاعة
وتركونا للذكرياتِ الواهية
تسعلُ الجبالُ وترتجفُ جدرانُ قلوبِنا
فلتسطعُ الشمسُ المُمِيتةُ فوقَ الحريق
تنصهرُ في مُحيطِ القلقِ حتى المُحيط
أيها الهواءُ الذي يختنق
متى يُسرعون بسلخِ جلودنا ؟!
ويقضون على ذاكرتنا
والبُكاءُ يترجلُّ على أحصنةِ الارتجاف
وقد سُجِنتْ أراوحُنا
أُحَدقُ في المرآةِ وأرى صوراً غريبة
ما الذي تبقَّى من حُبنا ؟!
كالعصفورِ نمضي خلفَ غصنٍ مُستحيل
قُصِفَتْ أجنحتهُ فلا يستطيعُ أنْ يطير
كيف يُمكننا اختراعُ ماضٍ جميل ؟!
عبثاً نزرعُ في الحقولِ الأشجارَ البائسة
ونُنْعِشُ الفؤادَ بالسكتاتِ القلبية المُتلاحقة
وها نحنُ نقولُ سمعاً وطاعة
يا نداء الذُلِّ في زمنِ المجاعة
يا شجر النخيلِ قَرِبْ
فأنا ما زلتُ حتى اليوم أشتاقُ للبنفسجِ والياسمين
شهقتْ رياحُ الليلِ وهفتْ فوقَ الجبين
أعرفُ أنَّ الحُلمَ سيقودُنا لخريفِ الجنون
ونحنُ نُحَلِقُ صوبَ الربيع
نرشو ضمائرَ العصور
ونتقهقرُ كلُّ عام
ذاكرتنا تفقدُ ذاكرتها
لا أُريدُ هذهِ الشموس كلها
شمعةٌ واحدةٌ في كلِّ أيامي القليلة
لنقرأَ معاً آثارَ خُطى الراحلين
على أعتابِ لقاءٍ له طعمُ الوداع
نحيا أرقاً وجوعاً وعطشاً
فلا تُعاتبُ ذاكرتك لأنها مضتْ
على بواباتِ الحنين
كيف نحيا والحُزنُ يعصرُنا والبكاء ؟!
بين المسافةِ والرجاء