جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
ارفق بنفسك
فَعُمْرُكَ عودٌ ذوى
هَوِّنْ عليكَ مضايقَ الدُنيا
لا تضجرنَّ لضيقةٍ
فلكلِ منَّا ما نوى
نُحْ على نفسِك
إذا أردتَ أنْ تنوح
كلٌ يزول ، وكلٌ يبيد
الأرضُ من تحتي تميد
إنَّ الحياةَ أضيقُ من ثُقبٍ صغير
بها كلُّ رياحِ التعب
أرنو لغدي ، وأغسلهُ بدمي
للشمسِ لمَّا تغرب ولمَّا تنتظر
مازالَ خيطٌ بصيصٍ من الضُحى
أُغنيتي وريشتي ودفتري
يكتبُ الليلُ والنهارُ مأساةَ الحياة
وتمحو أوراقها المُمْحاة
هذا العالمُ منذُ ابتدأ
عطشنا فيهِ حتى الظَّمأ
ياشمعةً المُستقبل البصيرة
لم تترجم حروفها
لأيامِ العُمرِ القصيرة
يُغلغلُ في خطواتي الظلام
ويمتدُ في ناظري السَّراب
حُطامُ الفراغِ رُكام
والمقبرةُ انتحابٌ وحُطام
تتلهفُ غلى التراب
ضاعتْ آمالُنا وأنبتتْ فينا بذورَ الموات
يُولَدٌ الفراغُ في أعمارِنا
ونبتَ من جُرحِنا صرحاً
ومن دمنا صُبحاً
نفتحُ اجفاننا على الحقيقة
وعلى ما نبتَ في جذورِنا العميقة
نبحثُ عن شموعٍ مُضيئة
وعلى مُستقبلٍ يختمرُ
كأنَّنا طيور وأجنحتنا ترفرف
يا عرقاً يندفقُ ويورفُ
ويغرقُ فيهِ الشفق
يتغذى بالحقيقة
جلودُنا تحترقُ بالشمسِ العتيقة
سيعودُ التيهُ وفي عينيهِ ظُلْمَة
نبحثُ لدروبنا عن نجمة
تنسجُ للصُبحِ رداءً
فتحترقُ العتمة
وتُضَاءُ شمعة
كلُّ جُرحٍ في آفاقِنا صُبحٌ وطلَّة
يكشفُ المجهولُ في عيونِنا عَبْرة
في حنايانا تمور
كلُّ جمرة
في غربتنا نموتُ هلعاً
وتهمدُ فينا كلُّ خلْجة
ماتتْ قلوبُنا
وانطفأ السراجُ والصباحُ في عيونِنا
لنبدأ الصلاة
كي يُولَدَ فينا النقاء
في معزلٍ عن الدُجى
لنستعيدَ فينا الضُحى