جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
كم ذا تشتتَ شملُنا
وكم التفَرقُ أودى بنا
ماذا يُجِنُّ من الحنينِ إليكمُ
أنا بَعدَكم كالورق
لم يبق لي من أترابِ الصَّبا خِلٌ نصوح
غالتهمُ الدُنيا وصَدَّعَ شملهم زمنٌ نطوح
أنا بعدكم ميتٌ
ولي من جسمي البالي ضريحُ
ولمَّا وقفنا للوداعِ عشيةً
وطرفي وقلبي أدمعٌ وخفوق
ما يُريدُ الشوقُ من قلبٍ مُعَنَّى ؟
حسبُهُ عندهُ من شوقهِ
كُلَّما شاهد شملاً جامعاً
طارَ شوقاً وهفا وجداً
فافترقنا بعد ما كُنَّا صدى إنْ دعونا
وكفانا قولُ : كُنَّا وكُنَّا
أين السرور من المروعِ بالنوى ؟
كم تَغُضُّ الأيامُ مني وتأبى
وكأني في كفها كجذوةِ نارٍ
في كُلِّ يومٍ سفر
إلى مكانٍ شاسعٍ مُقفرٍ
أتراني على النارِ مُضمَراً ؟
ليس لي صبرٌ ولا جَلَدٌ
أنكروا شكواي مما أجد
مثل حالي حقها أنْ تشتكي
باتَ مَنْ أهواهُ مِنْ فرطِ الجوى
خافقُ الأحشاءِ موهونُ القوى
كُلما فكرتُ في البينِ بكيتْ
وبكى بعضي على بعضي معي
أصبو إلى ريحِ الصَبا
كلُ ما فاتَ وانقضى
ليس بالحُزنِ يرجعُ
أحبابنا
سُقِيَ الحُسنُ منهم فانتشى
والليلُ بالسنا قد اكتسى