لا تدعيني على طرفِ العُمرِ أنتظرُ الفناء
وضمي إليكِ تخومي
ونجومي
نحو حورياتِ الطيفِ ومساقطِ الأضواء
دعيني أسكنُ وأمرحُ في بساتينِ اللقاء
كي تشرقَ الكواكبُ في دمائي
بين أحضانِ المساء
لأهدمَ ما بيننا من عروش
في دوحةِ العشاق
تمرحُ نشوى في مداكِ وتسطع
نخلعُ الدنيا ونمضي
إلى طريقِ الملكوتِ نشيدُ الفجرِ أغضى
نشقُّ بالنورِ وحشةَ الظلمات
من العشقِ البعيدِ ناسكٌ يروي
ألفَ حُلمٍ عائدٌ من أمسِه
وينسجُ من صوتِكِ الريانِ تيجاناً وألواناً
وكانهُ رقراقاً يؤلفنا
نطقتْ على يديكِ شعابُ الروحِ تجمعنا
أبحثُ عن وجهكِ في المرايا وعن حقِكِ في الوجود
لا تدعيني على هامشِ العُمرِ أذوي
فيموتُ الندى والورود
وتمُدُّ الشواطيءُ أحلامَها للرياح
وتمنحني أسرارَ المحار
أتيتُكِ ألهثُ الخُطى وأجوبُ البحار
وكانتْ الفجاءاتُ تُطلُّ من ألفِ باب
والصمتُ يُراقبُ أحوالنا
ويمنعنا من بلوغِ القرار
فلا يُثمرُ مسعانا سوى تعبٍ وانكسار
لا الآمالُ تُصَدق
ولا النزيفُ يتوقف
ونوغلُ في سماءِ الخيال
وتحدثَ قلبي بآهةِ وجدٍ خفي
في ذروةِ الانفعال
دعيني أحُسكِ كالعبير
كالدفءِ في وجناتِ طفلٍ
كالنسيمِ يمرُّ بعد ضُحى يومٍ مطير
أمطري على قلبي الكسير
ينهارُ الجِدار
وينهمرُ النَّدى فوق النهار
أغرقي جوعَ الثرى
كي نقطفَ غايةَ الآمال
فإذا تهدلتْ الشموس
وبدا وهجُ الظهيرة
وهمَتْ لناظرينا الثمار
قمرُ الشاطيءِ على أملٍ
أنْ يُهمي النخيلُ اخضرار