أتهاوى من شهقةِ دمعتي
في قبضةِ لهيبِ العطش
تتشظى أجنحة الحنين
وأتبعثرُ في دروبِ شغفي
تسقطُ الأرضُ فوقَ هروبي
يسحلني اشتياقي الملثّم بالمرارةِ
ويصرخ بوجهي الانتظار المرابي :
- قلتُ لأوجاعكَ أن تتعقّل
ولقلبكَ أن يتحلّى بالانطفاء
ولقصيدتكَ أن تكفّ عن الانبجاسِ
ماهذا الحلم الواثب في دمكَ ؟!
ماهذا النهر الصّاهل في نبضكَ ؟!
وماهذا الفضاء البازغ في صمتكَ ؟!
اَخمِد لهاث الإعصار في خطاكَ
أَمسِك حِمَم خيول اشتهائكَ
ولا تصعد سلّم الوميض
لا تلمس ارتعاش الندى الجّافل
خذ بعضكَ من التّرابِ
واحمل جراحكَ على ظهرِ الجّهاتِ
غادر أسوار الرؤى
اختبئ في ظلّ البردِ
وتدثّر بلحاءِ يباسكَ
أفسدتَ عليها عطر مضّجعها
وتسبّبتَ بإزعاجِ نبيذها
وأرعبتَ خدر أوصالها
وأيقظتَ تهرّبها منكَ
ورغبتها بإذلالك
وخيانتها لكَ مع المرايا