أرى الفؤاد للحبيب هائما مشتاق 
وكم أرى أن الحبيب أعتزم الفراق
دموعا تضخ مني من الأعماق 
ونارا جحيما تطوقني والأحداق
غاب الحبيب عن عمد لا ثمه إدعاء 
تناسى الحب وتناسى عظيم الوفاق
صارا على درب الرياء دهرا لاساعات 
نحر مني القلب النابض هيهات هيهات
يالها الحب عسل مر إذ ما أرادت 
النفس ان تجنح للطعم والمذاق
ليتني جمحت جماحها ومهذبا أياه 
تحاشيا لما أرتأته من عذاب وعناء
لسوف أكتم العشق داخلها فصاعدا 
الكل أتخذ من المكر أسلوبا وأعتنق الدهاء
ماعادا من حبيب تحت سقف السماء 
وماعادت بيننا ثورة العشق والعشاق
يالها قهر الخديعة أستوى ودنيا الفناء
لا نملك لأنفسنا سوى الصمت والحياء
جحافل الغدر خرجوا علينا بكل داء 
فأحرس منهم فهم حثاله غير أسوياء
ماعادا في القلب من متسع لصد البلاء
فيه ما يكفية من الحزن والشقاء
عود إليٌ ياقلب كما كنا صيفا وشتاء
وأنسى الحبيب الملقب بالمكر والدهاء
وبداخل الصدر أستكن وأسترح وأسلك 
مسلك الأقوياء كما فعلت الخنساء