الحرية ...
أليست ذاك الصرح الهائل ومِن بابه الكبير ، فقط أحرار لهم تسنى الدخول ودونهم ليسوا إلا دُخلاء طالما على صفحات سِجِلِّها ما بالسواد تميز دوَّنوا وفيه تفنَّنوا ،في حيين الأحرارُ بها جهرا نادوا وسيْرا في أنفاق النفاق تفادوا مع أنَّ ما أضحى عليه العالَم اليوم ، على ضحى أغر لا يبعث ، عالَم دَفَّةُ سفينتِه وقعت بين أيادي مَن هم في الآثام ضالعون وفيها حتى ما فوق العنق منغمسون وبامتياز محترفون، عالَم أُسُسُه على الباطل أُقيمت أين لا قيمة للحرية وحقيقة الأمر أن هذه الأخيرة لا آخِر لأنفاسها ولو سُئلت كيف إلى الوأد أُحيلت وتُحال لأفصحت بأن انصياعها لركام العبودية مِن المحال ، كما أنها وإنْ بألوانها اتسمت فهي أبدا للتلون خضعت ، ومَن حدودَها يجهل متجاوزا إياها فالحِداد عليه جائز طالما بحُلوك الفكر يغنم وبطقوسها ما ينعم، ولا غَرْوَ فسياسيا ، مَن القائمة تصدروا باعتبار أن دُوَلَهم هي القوى العظمى ، فقط فظائعَهم صدَّروا وفقط بهذه الحرية يتشدقون وبثِقَل حُمُلِ جرائمِهم ، كواهلَ الشعوب يرهِقون.
نسمات الحرية على الدوام تهبُّ ومَن إلى رَفْْعِ رايتِها هَبُّوا والإنضواءَ تحتها اختاروا ، هم القدوة ولا سبيل إلى كبْتِ أصواتهم أو تسليط السياط عليهم لأنهم مِن العُلا في قمته ... تلك هي الحرية بكل تجلِّياتِها النقية.