سان فرانسيسكو تنشئ شبكة إلكترونية بمساعدة «غوغل» لإنهاء الانقسام الرقمي بين سكانها
يحدو المسؤولين في سان فرانسيسكو أمل قوي بنصب شبكة إنترنت بلا أسلاك رابطة، بحيث تغطي كل هذه المدينة المتميزة بكثرة تلالها.
وقال عمدة المدينة غافن نيوزوم، إن شبكة «واي ـ فاي» الإنترنتية التي أنشيءت بمساعدة شركة «ايرث لينك» لتقديم خدمات الإنترنت وشركة البحث العملاقة «غوغل»، ستساعد على إنهاء «الانقسام الرقمي» بين مناطق المدينة عن طريق توفير امكانية الدخول إلى الإنترنت لكل بيت ومؤسسة تجارية في المدينة.
ان الارتباط بالإنترنت من خلال المركز الخالي من الأسلاك، أي الإنترنت اللاسلكي، قد يفيد ايضا السكان المشتركين بخدمات الوصول إلى الإنترنت السريعة، حينما يكونون جالسين في الحديقة العامة المحلية، كذلك هو الحال بالنسبة لأي بيت في أي مكان من المدينة. وسيجد الزوار أن من السهل القيام بالاعمال في المدينة لأنهم يستطيعون دائما أن يرتبطوا بالإنترنت للنظر إلى رسائلهم الإلكترونية.
ستجعل هذه الخدمة سان فرانسيسكو أكثر ارتباطا بالاقتصاد العالمي ومكانا أفضل للعمل والعيش فيه، حسبما قال نيوزوم، حينما أعلن عن الاتفاق. وحاليا توجد خطط لشبكات مماثلة في فيلادلفيا وبورتلاند بولاية أوريغون وأناتشيم في كاليفورنيا مع شبكات الـ «واي ـ فاي».
مع ذلك فعند النظر إلى الوراء بما يخص المشاريع الرائدة في مجال خدمات الـ «واي ـ فاي» يمكن اكتشاف أن مشاريع الإنترنت بلا أسلاك لا تتماشى مع التوقعات الكبرى، وهذا لا يعني بالضرورة أنها فاشلة، بل إن الكثير منها أصبحت مفيدة بأشكال غير متوقعة.
خذ على سبيل المثال مدينة بترسبورغ، ففي عام 2003 بادرت المؤسسة الثقافية لبيترسبورغ إلى الكشف عن خطة طموحة للمساعدة على إحياء مركز المدينة الفقيرة عن طريق بناء شبكة «واي ـ فاي» هناك مع تقديم خدمات الإنترنت من قبل شركة «تليراما إنترنت».
لكن سيل رجال ونساء الأعمال والطلبة ومستخدمي الـ «واي ـ فاي» الآخرين لم يظهر قط. واليوم هناك ست نقاط عامة لاستخدام نظام الـ «واي ـ فاي» في مركز المدينة، حسبما قال روبرت بيل، مدير عمليات شركة تليراما.. (توفر النقطة الواحدة تغطية لمبنى أو صف من البيوت).
* شعبية «واي ـ فاي» حقق نظام الربط بالإنترنت بدون أسلاك نجاحه بعد إفلاس شركات دوت ـ كوم عام 2001، كانت شركات التكنولوجيا في توق شديد لأي شيء يحرك قطاع الاعمال. ومع بروز نظام «واي ـ فاي» الواعد بالارتباط بالإنترنت في أي مكان وفي أي وقت بدا وكأنه المحفز الذي كانت الصناعة تنتظره بفارغ الصبر.
وقد انفقت شركات عملاقة مثل «انتل» و«آي بي إم» ملايين الدولارات على مشاريع «واي ـ فاي». وفي عام 2003 قال مسؤول من شركة «تروبوس نيت ويركس» في مؤتمر صحافي «طاقة واي ـ فاي الكأمنة هي الوصول إلى الإنترنت عبر نظام النطاق الواسع في أي وقت وأي مكان ضمن المنطقة المغطاة بنفس الطريقة التي تعمل وفقها الهواتف الخليوية».
لكن نظام «واي ـ فاي» وبعد ثلاث سنوات على إطلاقه، ما زال دون هذه الوعود، فالتغطية ما زالت محدودة. وقالت المحللة جيما تدسكو الباحثة في شركة إن ـ ستات «نحن ما زلنا ننتظر ذلك الانتشار الواسع للنظام الذي يتكلم عنه الجميع». وقد يكون ذلك راجعا إلى أن نشر الـ «واي ـ فاي» المبكر لم يتم تنفيذه مثلما خطط له، كما تقول تدسكو.
شرطة المطافئ ومسؤولون آخرون من نيفادا مثلا هم من اكثر المتحمسين لشبكة «واي ـ فاي»، التي تساعدهم على أداء عملهم بينما هم يتنقلون بين سكان المدينة الذين يبلغ عددهم 8600.
لكن بناء هذه الشبكة عام 2003 لم يكن من أجل هذا الغرض، ففي وقت لم يكن نظام النطاق الواسع مبتكرا بعد. وقام المسؤولون ببناء نظام شبكة واي ـ فاي من خلال الشراكة مع شركة توفير خدمات الإنترنت «نيبورلينك برود باند» كي يوفروا للمواطنين القدرة على الوصول إلى مواقع الإنترنت.
وما زالت شبكة الإنترنت شعبية بحيث ان نيفادا الآن قامت بجعل نظامها أسهل للأعمال التجارية الصغيرة داخل المدينة كي يعرضوا خدماتهم للبيع.
وقال عمدة المدينة برايان ليونارد، الذي يدرس هو أيضا في ثانوية ويدرب فريق الغولف المحلي «إنه لأمر مثير حقا لمجتمع هذه البلدة أن يتمكن أبناؤه من توفر تكنولوجيا من هذا النوع لهم».
* تطويرات مستقبلية عليك ان تتوقع تحسن التكنولوجيا الخاصة بنظام «واي ـ فاي» أكثر مما عليه الآن، فالنظام المعياري الذي استخدم في مراحله الأولى والمعروف بمواصفات 802.11 بي يحول المعلومات بسرعة أعلاها تبلغ 11 ميغابت بالثانية وهذا كاف للتمكن من التصفح بين مواقع الويب الإنترنتية، لكن ليس كافيا للملفات الإعلامية واسعة النطاق. والمعايير الجديدة لـ «واي ـ فاي» بضمنها 802.11 جي قابلة على تحويل تيار صور الفيلم السينمائي إلى التلفزيون بدون أسلاك، وبدأت المنتجات الجديدة تتكاثر لصالح فائدة التكنولوجيا، فعلى سبيل المثال طورت فيليبس وشارب وغيرهما من الشركات تلفزيونا قادرا على ربطه بالكومبيوتر بدون أسلاك. وستجعل تكنولوجيا الـ «واي ـ فاي» الجديدة من الشبكة أسرع وأكثر استقرارا، حسبما قال مات لامبس، المسؤول التقني في مدينة بورتلاند بأوريغون. وكلما تنضج صناعة الـ «واي ـ فاي»، فإنها تصبح أسهل للمدينة كي تعقد شراكات مع شركات الخدمات والمعلومات الإنترنتية. ويعمل المسؤولون حاليا من أجل صياغة العقود الجديدة معها. ويتوقع لامبس أن يتم وضع مشروع تجريبي قبل انتهاء الصيف المقبل.
ويعترف لامبس أن مشاريع الـ «واي ـ فاي» المبكرة لم تتحول إلى ما كان متوقعا منها، لكنه واثق الآن من أن شبكته ستوفر تسهيلات كبيرة للوصول إلى الإنترنت بالنسبة للأعمال التجارية الصغيرة وللمحترفين في مجال الهواتف الجوالة بل حتى لبعض البيوت.
وقال «هناك الكثير من الحركة والكثير من الاهتمام، نحن نرى الكثير من الإمكانيات».
ساحة النقاش