سلمان الشمري

((وبرهنت حرب القرم للألمان أن روسيا ليست بالقوة التي لا تقهر وإنما هي عملاق ذو أقدام من طين))
كتب الكونت ((دي مورني)) الى نابليون عن الإسكندر الثاني فقال ((ما علمته عنه في معاملته لإسرته، وفي علاقاته مع اصدقائه، أنه يتمتع بعقل راجح وروح فارس، فهو لا يعرف الخبث ولا يجرح مشاعر أي شخص ويحترم الكلمة التي يقولها، كريم جداً، ويستحيل على المرء ألا يحبه فهو معبود شعبه...
بهذه المقاربة الموضوعية ومنها أنطلق في عرض مقالي المتواضع هذا، بادئ ذي بدء لا بد من القول ان وزيرة الخارجية الأمريكية حسناً صنعت وحسناً فعلت عندما اعترفت بصراحة وبروح رياضية عالية، بإرتكاب الإدارة الأمريكية آلآف الأخطاء التكتيكية في العراق، وحسناً فعل العراقيون بطلبهم إستبدال السفير الأمريكي بإعتباره بات شخصاً غير مرغوب به من قبل الأغلبية الساحقة في العراق، ولا شك أن اعتراف من هذا النوع ينم عن قراءة موضوعية لوزارة الخارجية الأمريكية بيد أن الإعتراف  جانب الصواب والحقيقة لماذا؟! لأن الأخطاء لم تكن تكتيكية وحسب وانما ستراتيجية أيضاً.
وبحساب مدى القدرة والحنكة السياسية للطرف العراقي وأهليته لتولي الملفات السياسية والأمنية والمالية في الوزارة الدستورية، أقول ان الإئتلاف الموحد قد سجل من خلال الإقرار أعلاه إنتصاراً سياسياً ودبلوماسياً وتاريخياً في جوانب صوابية القراءة والتشخيص الموضوعي لعلة الملف العراقي، على العكس من باقي الكتل السياسية التي لم تجد سوى فن السباحة بعكس التيار والتي اثبت الواقع سذاجتها وسطحيتها في قراءة الأحداث على الساحتين المحلية والإقليمية وحتى الدولية ناهيك عن عجزها في جذب والحصول على تأييد الرأي العام العراقي.
من هنا يمكن معرفة لماذا يعد الائتلاف الموحد رقماً صعباً في المعادلة والخارطة السياسية في العراق الجديد، هذا الإئتلاف الذي برهن وبالدليل على ان وطنيته وولاءه للوطن وللمواطن العراقي فوق ولاءه المناطقي والطائفي وحتى الحزبي، وإلا لماذا نجح في تشخيص الأخطاء الداخلية والأمريكية، ولماذا إصطدم بالإرادات المحلية المغرضة ومعها الأقليمية والدولية، وصمد كالأسد وأتقن إستخدام مخالبه السياسية في خدش ولجم تلك الإرادات ومنعها من تحويل العراق الى ساحة للإحتراب الداخلي أولاً وملعباً لتصفية الخلافات العربية- الأمريكية والأمريكية-الإقليمية ثانياً.. الخ.
وهكذا برهن الإئتلاف على ان المشروع الذي يحمله هو مشروع دولة وليس مشروع سلطة وأن صراعه مع باقي المكونات السياسية ليس من أجل البقاء وإنما من اجل خدمة الشعب العراقي.
.


 

  • Currently 131/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
45 تصويتات / 803 مشاهدة
نشرت فى 4 مايو 2006 بواسطة nsma

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

235,723