يتطلب تحليل نتائج الرصد والتقييم فحص المعلومات عن كثب (الأفكار، الحقائق، الانطباعات)، لتوضيحها وإعطائها شكلها النهائي وفهم الصلات، وتحديد العناصر الأساسية، من أجل التوصل إلى الاستنتاجات التي يمكن أن تؤدي إلى اتخاذ إجراءات. ويؤدي تحليل نتائج الرصد والتقييم وظائف عديدة.
  • تحسين الفهم – يمكن أن تنشأ مفاهيم متعمقة جديدة من خلال مناقشة المعلومات الأولية مع أصحاب المصلحة في المشروع؛
  • الحد من التحيز – ضمان إجراء مناقشة شاملة للمعلومات يعني أنها روجعت وأن الناس يستطيعون أن يبرزوا أي موضوع يشعرون أنه عرض بطريقة غير صحيحة؛
  • تكوين صورة واضحة عن الحالة/الحدث/العملية والتوصل إلى توافق في الآراء – يمكن عن طريق مناقشة البيانات والتناقضات ويمكن أيضا فهم الفجوات، أو إيجاد حلول لها.
  • في عملية الرصد والتقييم التشاركية، يمكن أن يؤدي التحليل المشترك إلى تعزيز ملكية النتائج وحفز الناس على زيادة الاستثمار من أجل إحداث التغيرات المستهدفة.

فكر في من ينبغي أن يشاركوا في التحليل. مسألة استخلاص الأفكار الأساسية من البيانات، مسالة حيوية للتحليل القائم على المشاركة. فالعمل الذي قد يبدأ تشاركيا بدرجة كبيرة يمكن، في أحيان كثيرة، أن يتحول إلى التحليل بواسطة موظفي المشروع فقط. وهذا قد يكون ضروريا أحيانا، لأن بعض جوانب التحليل والتوليف يمكن أن تحتاج إلى جهد بالغ أو تستغرق وقتا طويلا من أصحاب المصلحة الأساسيين. والتحليل المشترك يمكن أن يحدث فرقا كبيرا بين تقرير سردي يتسم بالسطحية أو دورة معلومات مرتدة بالغة التبسيط وبين تحليل قائم على الفهم المشترك الذي يحفز الناس على العمل، سواء كانوا من القرويين، أو صانعي السياسات أو الموظفين الفنيين.

فكر في كيفية إجراء التحليل. اختيار طريقة للتحليل يعتمد على عوامل كثيرة، من بينها ما إذا كانت العملية ستكون عملية تشاركية، والأداة التي تستخدمها في تجميع البيانات وتحليلها (الحاسوب، مثلا) ونوع المعلومات التي تجمع. وعندما تكون المعلومات نوعية، مثلا، فإن التحليل يتطلب البحث عن أنماط في الأوصاف وعن وشروح للأنماط، أما في حالة البيانات الكمية، فإن التحليل يتبع إجراءات إحصائية ويظهر اتجاهات في المعدلات أو النسب المئوية. وفي الحالتين، يتطلب التحليل مقارنة النتائج المستهدفة بالنتائج الفعلية من أجل فهم أسباب ما بينهما من فروق، ومقارنة تلك الفروق فيما بين النطاقات الجغرافية، أو فيما بين المجموعات، أو لمجرد رصد التغيرات مع الزمن.

ويمكن استخدام الكثير من الطرائق الواردة في المرفق دال لتحليل البيانات. فمثلا، إذا اخترت عمليات تنطوي على درجة كبيرة من المشاركة، انظر الفرع دال – 3 للإطلاع على طرائق المناقشة المتعلقة بأفكار أخرى. ومن المفيد أيضا الاطلاع على الفرع دال – 6 المتعلق بطرائق تحليل الصلات والعلاقات، والفرع دال-7 المتعلق بطرائق الترتيب وتحديد الأولويات.

6.4.3 تحليل البيانات الكمية والنوعية

في أغلب الأحيان يكون تحليل البيانات الكمية معروفا للمشاريع أكثر من تحليل البيانات النوعية. وغالبا ما يتضمن التحليل الكمي حسابات، مثل تعيين الأرقام الإجمالية والأرقام المتوسطة للنسب المئوية لتنفيذ الأنشطة ومقارنتها بالخطط أو الأهداف – ولكنه لا يقتصر على هذه العمليات. وقد يتطلب أيضا تحليلات إحصائية أكثر تعقيدا، كما يحدث في حالات تحليل التكلفة – الفائدة  ومناقشة تفاصيل الأساليب المتبعة في التحليل الإحصائي تتجاوز نطاق هذه الدليل، ولذا سيقتصر التركيز هنا على سبل التعامل مع المعلومات النوعية.

وتحليل المعلومات النوعية يختلف عن تحليل المعلومات الكمية اختلافا كبيرا وقد يكون أصعب من تحليل البيانات الكمية بالنسبة لأولئك الذين لم يتعودوا على التعامل مع الآراء والإجابات غير التقليدية. ويمكن، عن طريق تحليل مضمون المعلومات التي جمعت، صياغة استنتاجات لكل سؤال أو مؤشرمن الأسئلة والمؤشرات المتعلقة بالأداء وتشمل عملية التحليل تحديد فئات الإجابات الموجودة في البيانات الخام.

اشراك جامعي البيانات في التحليل. ينبغي أن يشارك جامعو البيانات ومنظمو المناقشات المتعلقة بالرصد والتقييم، سواء كانوا من موظفي المشروع أو من موظفي شركاء التنفيذ أو أصحاب المصلحة الأساسيين، في دورات تحليل البيانات النوعية. ونظرا لطبيعة البيانات النوعية، فإن من الأهمية بمكان أن يشارك في التحليل أيضا كل من كان حاضرا أثناء جمع البيانات. ويتحقق الكثير خلال المناقشات المفتوحة التي يحضرها المنظمون، والتي تساعد في تفسير البيانات.

اجمع البيانات النوعية وحللها في آن واحد.المقصود بجمع البيانات النوعية هو بدء عملية تعلم تتابعية. وهذا يعني أن المعلومات التي تسفر عنها إحدى المناقشات أو المقابلات ستظهر جوانب من الموضوع يتعين عليك متابعتها من خلال أسئلة وطرائق أخرى. فتحليل مجموعة البيانات الناتجة عن المقابلات قد يظهر وجود حاجة إلى إجراء تغييرات في المقابلات أو المناقشات اللاحقة. ثمن سبب آخر للتحليل الفوري للبيانات هو تعذر تسجيل كل شيء يذكر في المناقشات المفتوحة. ولا تسجل المعلومات الإضافية، مثل المعلومات المتعلقة بديناميات المجموعات وكيفية تأثيرها على ما يقال، وذلك رغم مالها من أهمية بالغة في تفسير المعلومات. وعلى ذلك، فإن زيادة التعجيل بعملية تحليل البيانات، تسهل تذكر الجوانب التي تم التحدث بشأنها.

صمم التحليل حول كل سؤال من أسئلة الآداء وكل فئة من المقابلات. على سبيل المثال، إذا أجرى الموظفون الميدانيون المعينون بالرصد والتقييم مقابلات فردية مع اثنين من قادة المزارعين ومع المجلس القروي في نفس اليوم، فإنه يتعين تحليل هاتي المجموعتين من البيانات (بيانات المزارعين وبيانات المجلس القروي) بصورة منفصلة. وقد يحتاج الفريق، في أثناء التحليل، إلى الرجوع إلى أسئلة الأداء لاستيضاح أهداف المناقشات المختلفة.

  • Currently 98/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
34 تصويتات / 681 مشاهدة
نشرت فى 7 فبراير 2006 بواسطة nsma

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

235,733